في غزة رجالٌ لهم عينٌ ترقبُ القدس وما حولها ، وعينٌ تُعِدُّ العُدَّة لتحرير الأقصى من الصهاينة المعتدين ، هؤلاء الرجال الأبطال حُماة الوطن وحُرَّاس الثوابت ، أصحاب القول الفصل في توجيه البوصلة وتحديد المسار الوطني ، حملوا أمانة الدفاع عن فلسطين والقدس والأقصى ، بذلوا لأجلهم الأرواح والمُهج ، هم رُعاة مسير الجهاد والكفاح ، أُمناء القضية الفلسطينية ، لهم المجد يركع مُستسلّمًا و مُسلِّمًا بعظيم صُنعهم ، لله درُّهم ، أُسُود الحقَّ في زمن التخاذل والضياع والانصياع لمحتلٍ غادرٍ سلب الأرض وانتهك حرمة المقدّسات ودنّس قبلة المسلمين
وعلى الرغم من قُبح وجُرم وهمجية هذا المحتل الصهيوني الغاصب؛ إلاّ أنّه وجد أتباع من الزعماء العرب والحكام المسلمين انصاعوا لأوامره وانقادوا خلفه كالقطيع، فقد تركوا المقدّسات الإسلامية تُنتهك ويُعتدى على الحرائر المرابطات فيها دون أن يُحرَّكوا ساكنًا ولم يقف الأمر بهم عند هذا الحد بل تمادوا في طغيانهم وفسادهم وأدانوا عمليات الثأر البطولية التي وقعت مؤخرًا في عمق الكيان الصهيوني الغاصب والتي جاءت ردًّا على اعتداءاته وجرائمه المتواصلة بحقِّ الفلسطينيين.
وتشهد مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى صفحة جديدة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه الذين يحاولون اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه عبر إدخال ما يسمى بالقرابين إلى قلب المسجد الأقصى في عيد الفصح اليهودي حسب مزاعمهم لكن تلك المحاولات البائسة باءت بالفشل أمام صحوة ثوار القدس والأقصى، المرابطون في باحاته، إذ يقف أهلها بثبات المنتصر وتحدي المقاوم وعزيمة الثوار وبسالة الشرفاء والأحرار المدافعين عن المقدسات الإسلامية، في وجه الغطرسة الصهيونية وقطعان المستوطنيين.
ومن خلف أهل القدس والأقصى تقف غزة برجالها ومجاهديها الضاغطين على الزناد مَن أوصلوا رسالتهم إلى العدو الصهيوني والعالم أجمع بأنّ الاعتداء على القدس والأقصى خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو تمريره ، وهذا ما ترّسخ في معركة سيف القدس في آيار العام الماضي و التي فرضت معادلة جديدة في إدارة الصراع مع هذا المحتل الغاصب ، وأثبتت بما لا يدع مجالًا للشك بأنّ الدفاع عن فلسطين ونُصرة مُقدَّساتها أمانة في أعناقهم وتحريرها دينٌ عليهم وهم الأجدر والأقدر على ردع الاحتلال الصهيوني والتصدي لانتهاكاته ومقاومته عبر مراكمة القوة والعتاد العسكري ومواصلة الإعداد والتجهيز حتى دحره عن أرض فلسطين كاملة.