دعا نشطاء فلسطينون، اليوم الأحد، أهالي محافظة الخليل للنفير نصرة للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، والتصدي لحفل غنائي دعت له جماعات استيطانية.
وأفادت مصادر محلية أن مجموعات المستوطنين ستنظم حفلا غنائيا في المسجد الابراهيمي، غدا الاثنين الساعة السادسة مساء.
ووفق ما أعلنته الجماعات الاستيطانية، فإن هذا الحفل الغنائي يأتي في إطار ما يسمى بعيد "الفصح" اليهودي.
كما دعا النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني باسم زعارير أبناء شعبنا إلى تكثيف شد الرحال إلى المسجد الإبراهيمي والمسجد الأقصى المبارك، للصلاة والاعتكاف فيهما طيلة أيام شهر رمضان الفضيل.
وأشار زعارير إلى أن الاحتلال يواصل اعتداءاته على المقدسات الفلسطينية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي، مشددا على أن الرباط في المسجدين ضرورة ملحة، لتجسيد انتماء شعبنا لمقدساته.
وفي سياق متصل، دعا الناشط الدكتور عبدالله العسيلي إلى الرباط في المسجد الإبراهيمي، امتثالا لدعوات رسول الله الذي أكد على أجر الرباط العظيم، وخاصة في مسجد مقدس من مساجد أكناف بيت المقدس.
وأكد العسيلي على أهمية تكثيف التواجد داخل باحات المسجد الإبراهيمي، وعدم تركه وحيدا في مواجهة المستوطنين والاحتلال.
فيما قالت الناشطة والمرشحة عن قائمة "القدس موعدنا" انتصار العواودة إن "أهل الخليل غدا يمارسون بالفعل وليس القول: لن يُدنس الحرم الابراهيمي بغناء المستوطنين ومجونهم".
وأضافت العواودة قائلة: "نعم لأن أهل الخليل أهل النخوة والشهامة، سلالة الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري، ورثة ابراهيم الخليل ابو الأنبياء، وقادة الثورة ووقودها".
وأكدت العواودة أن أهل الخلييل الذين قدموا الدماء ولم يبخلوا بابنائهم في يوم من الأيام، فسجلات الشهداء مزينة بأبنائهم وزنازين المعتقلات تعرفهم جيدا، لن يسمحوا للمستوطنين بتدنيس مسجد أبي الأنبياء، وسيفشلون احتفالهم ولن يكون في المسجد الابراهيمي.
وتواصل قوات الاحتلال ومجموعات مستوطنيه انتهاكاتها اليومية بحق المسجد الإبراهيمي ومحيطه.
ويستمر الاحتلال منذ مطلع شهر يناير/ كانون الثاني الماضي بأعمال والحفر والبناء في ساحة المسجد الإبراهيمي، وتدمير معالمه التاريخية؛ لإحكام قبضتها عليه، بدعوى إنشاء مصعد للمستوطنين.
وشرعت سلطات الاحتلال في أغسطس/آب 2021، بتنفيذ مشروع تهويدي على مساحة 300 متر مربع من ساحات المسجد الإبراهيمي ومرافقه، يشمل تركيب مصعد كهربائي، لتسهيل اقتحامات المستوطنين، حيث تم تخصيص 2 مليون شيقل لتمويله.
ويهدد المشروع الاستيطاني بوضع يد الاحتلال على مرافق تاريخية قرب المسجد وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل.
وتسلل الاستيطان خلسة لمدينة الخليل بدعم من حكومة الاحتلال في العاشر من شهر أيار / مايو 1968 وسكن 73 مستوطناً في فندق “النهر الخالد”، وأعلنوا نيتهم البقاء بدعم من سلطات الاحتلال.
وعبر سنوات توسعت سلطات الاحتلال في الاستيطان في الخليل، حتى تحولت البلدة القديمة إلى مستعمرة كبيرة باتت تكبل مئة وعشرين ألف فلسطيني، وتقلق ماضيه وحاضره ومستقبله.
وفجر يوم الجمعة 25 فبراير/ شباط 1994، نفذ مستوطن إسرائيلي مجزرة بحق المصلين في المسجد الإبراهيمي استشهد فيها 29 فلسطينيا، وجرح العشرات.
وعقب المجزرة، اقتطعت سلطات الاحتلال أكثر من نصف المسجد لصالح المستوطنين، كما واصلت إغلاق قبل المدينة والبلدة القديمة من الخليل.
ويقع المسجد الإبراهيمي الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح النبي إبراهيم عليه السلام، في الجزء الخاضع لسيطرة الاحتلال من الخليل.
وفي يوليو/ تموز 2017 أدرجت لجنة التراث العالمي في اليونسكو المسجد، موقعا تراثيا فلسطينيا.