منذ اشتعال الأحداث في المسجد الأقصى، يضخ الصحفيون والنشطاء من هناك الأخبار والصور والفيديوهات التي توثق حجم الانتهاكات التي يرتكبها المستوطنون وقوات الاحتلال التي تلاحق المرابطين وتطلق عليهم الرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع ، في محاولة لإفراغ المسجد وإفساح المجال لاحتفال المستوطنين بعيد الفصح اليهودي.
كل صورة تلتقط وتنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفضح ممارسات الاحتلال، الذي حاول أكثر من مرة تعطيل تلك الصفحات التي تبث الصور والأخبار، ولم يكتف بذلك بل جعل من المصورين والمراسلين هدفا لمرمى نيرانه.
أمس نُشر فيديو لمجموعة من شرطة الاحتلال (الإسرائيلي) تعتدي بالضرب المبرح على رامي الخطيب -43 عاما- مصور وزارة الأوقاف بالقدس، وخلال الاعتداء عليه كان يتساءل بصوت عالٍ "لماذا؟!"، ومع ذلك بقوا بعصيهم يضربون على أرجله وظهره، وهو يحتضن كاميرته.
يقول الخطيب "للرسالة نت" إنه يعمل في "الأقصى" ومعروف للشرطة هناك، كما أنه يعلق بطاقته الصحفية ومع ذلك اعتدوا عليه بشكل متعمد.
وذكر الخطيب أن يده اليمنى انكسرت، لكنه عاد للعمل في تغطية الأحداث بيد واحدة، موضحا أن عمله منذ سنوات هو توثيق الانتهاكات والاعتداءات التي تقع في المسجد الأقصى.
وبحسب ملاحظته، فإن شرطة الاحتلال تصادر كاميرات وهواتف الصحفيين، عدا عن ملاحقتهم واعتقالهم، مؤكدا أن هناك هجمة شرسة على الناشطين والمصورين.
ويحكي الخطيب أن الاعتداء عليه كان مقصودا وليس عشوائيا، بدليل أن قائد الفرقة في القوات الخاصة تعرف على هويته الصحافية ومع ذلك انهالوا عليه بالضرب، وكسروا كاميرته.
وعن قلق العائلة عليه بسبب طبيعة عمله يقول: "حين علمت أمي بخبر الاعتداء علي هرعت إلى الأقصى للاطمئنان (..) عائلتي تدرك طبيعة عملي ومع ذلك لا يمكنهم إبعادي كوني أخدم القدس والأقصى بعملي".
وأضاف الخطيب أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها للاعتداء من شرطة الاحتلال الذي اعتقله وحقق معه أكثر من مرة، عدا عن الضرب بالعصا.
ليس المصور الخطيب وحده من وثق لحظة الاعتداء عليه، فقد نالت الصحافية المقدسية نسرين سالم نصيبها من الملاحقة والتنكيل، خاصة أنها تعمل في موقع القسطل الإخباري، كما تخبر الرسالة نت.
وتوضح سالم "للرسالة نت" أنها لحظة الاعتداء عليها وقنصها برصاص مطاطي في رأسها وأذنها كانت ترتدي سترة وتعلق بطاقتها حول رقبتها، فهويتها معروفة للشرطة، لكن كانوا يتعمدون استهدافها.
وتذكر أنه بسبب عملها في القسطل تعمد الاحتلال استهداف موقعهم الاخباري وصفحتهم عبر الفيسبوك التي تغطي أحداث القدس والأقصى أول بأول ويفضح ممارساتهم العنصرية ضد المرابطين.
ولفتت سالم إلى أن الشرطة الإسرائيلية تتعمد ملاحقة بعض الصحافيين الذين يعملون في مواقع تصفها بالمحرضة على العنف، واصفة وضع الصحفيين الذين يغطون الأحداث من باحات المسجد الأقصى بالسيئ، فكل لحظة حياتهم معرضة للخطر.
وبحسب قولها، فإن أحد المصورين وهو أحمد أبو صبيح، رصدته الشرطة بداية الأحداث ثم اعتقلته واستولت على كاميرته وفرغت ما فيها للتعرف على الشباب المرابطين في الأقصى لحظة اشتعال الأحداث من أجل اعتقالهم.
وعن طبيعة الأسلحة التي تتعمد الشرطة الإسرائيلية استهداف المصورين بها، أكدت سالم أنها جربت عليهم كل شيء من القنابل والرصاص الحي والمطاطي.
وتخبر سالم "الرسالة نت" أنه في كل مرة يتعرض فيها الصحفيون للضرب والاعتقالات سرعان ما يعودون لتغطية الأحداث سواء بعد الإفراج عنهم أو تجبير كسورهم في المستشفيات، فالمسألة بالنسبة لهم ليست تأدية عمل فقط، بل نقل وفضح صورة المحتل وهو ينتهك حرمة المسجد الأقصى.