دخلت غزة فعليًا، مرحلة الاشتباك العسكري مع العدو الصهيوني، لتنضم إلى رفيقاتها القدس والضفة والداخل، نصرة للمسجد الأقصى المبارك، مع إطلاق أول صاروخ نحو مستوطنات الغلاف أمس، وما تبعته من غارات (إسرائيلية) على موقع فارغ للمقاومة، وتصدي كتائب القسام لها بإطلاق صاروخ أرض جو يستخدم لأول مرة، بحسب ما يتداول.
هذه الإرهاصات تعود بنا إلى الوراء، لنستذكر بدايات المعارك السابقة التي خاضتها المقاومة مع العدو، والتي اتسعت فيها (بقعة الزيت) تدريجيا، وفق تكتيك عسكري احترافي.
يعلم العدو جيدًا أن المقاومة قادرة حاليا على توسيع (بقعة الزيت)، بإطلاق المزيد من صواريخها، كما حدث سابقًا حين أثبتت قدرتها على القصف بشكل مستمر ودون انقطاع، وصولا لتعطيل مناحي الحياة الصهيونية، داخل أراضينا المحتلة.
لذلك يمكن تفسير الرد الباهت باستهداف موقع خال للمقاومة غرب خانيونس، ثم فرار طائرات العدو مع إطلاق الصواريخ المضادة، بأن المقاومة استطاعت فعلا ترسيخ قواعد للاشتباك، لا يجرؤ العدو حتى اللحظة على تجاوزها، خشية الانجرار لمواجهة لن تكون في صالحه كما حدث بالمعارك السابقة كلها.
دخول غزة بقوة على محاور الاشتباك المشتعلة حاليا مع العدو، ليس مفاجئًا، فقد أعلنت الفصائل قبل أيام التعبئة العامة في كل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، ولفتت إلى أن غرفة العمليات المشتركة ستكون في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات واتخاذ ما يلزم من قرارات لحماية شعبنا وأرضنا ومقدساتنا أمام الاحتلال.
المواجهة مع العدو الآن تدور في كل أنحاء الوطن، هناك في القدس يستبسل المرابطون كل يوم للتصدي لاقتحامات المستوطنين ومنع ذبحهم القرابين، يؤازرهم فلسطينيو الداخل بالدعم البشري واللوجستي وبالوقفات المناصرة والمواجهات اليومية، بينما الضفة تواصل الاشتباك على الحواجز والمفترقات والتصدي للتوغلات والمداهمات، فيما تقف غزة في موقع المساند لظهورهم، بقوة السلاح والإعلام والدبلوماسية التي أغضبت رئيس السلطة محمود عباس.
مقال: بقعة الزيت.. عود على بدء
بقلم: عمار خليل قديح