قائمة الموقع

غزة بين آلام اليوم والأمس وتحديات المستقبل

2010-12-26T18:15:00+02:00

غزة-محمد بلّور-الرسالة نت

في غزة ينظفون بنادقهم استعداداً لجولة تصعيد قادمة قد تأتي مع الذكرى الثانية للعدوان على غزة .

الشتاء المشمس- على غير العادة - يتزين هذا العام بذكريات مضت وبتهديدات وتصريحات متبادلة بين إسرائيل والمقاومة تحسبا لجولة جديدة.

وشكلت تجربة العدوان على غزة علامة فارقة في الصراع بين الفلسطينيين و"إسرائيل" على أرض غزة .

تداعيات سياسية

طوال 23 يوما من القصف المتواصل لعقت غزة جراحها وحدها وسط تواطؤ عربي ودولي بانتظار شهادة وفاة المقاومة.

مرّ كانون على غير المعتاد ممزوجا بكثير من الألم والصمود لمدنيين كانت ظهورهم للحائط ومقاومين يجاهدون لعمل شيء.

المحلل السياسي عبد الستار قاسم رأى، أن عدوان غزة هو أول حرب تدور على الأرض الفلسطينية بعد الانتداب البريطاني ما يعد تطورا هائلا .

وأشار إلى أن "إسرائيل" أدركت أن الفلسطينيين انتقلوا من مرحلة لأخرى حيث أصبحت المعركة تدور على أرض فلسطينية.

وأضاف في حديثٍ خاصٍ لـ"الرسالة نت"، :"فشلت إسرائيل في انجاز هدفها وهو إحداث تغيير جوهري سياسي وميداني رغم القتل والتدمير".

أما الباحث في الشئون الإسرائيلية عدنان أبو عامر فقال إن حرب غزة خلّفت تداعيات سياسية وأمنية على المنطقة برمتها.

وأكد أن "إسرائيل" أرادت ردع المقاومة وجبهة الممانعة لكنها فشلت وأتت بنتائج عكسية وقد ظهر جيشها بمظهر الفاشل وتبادل قادتها حينها "أولمرت وباراك" الاتهامات ما أحدث إرباكا كبيراً.

وأوضح أن حرب غزة أثبتت أن إسرائيل قد تكون صاحبة الطلقة الأولى لكنها لن تكون صاحبة الطلقة الأخيرة وذلك تحولا لكافة حروبها منذ عام 1948 حين كانت صاحبة الطلقة الأولى والأخيرة.

غزة ولبنان

وربط المحلل قاسم بين غزة ولبنان حين أكد أن "إسرائيل" تتخوف كثيرا من غزة ولبنان ومن قبل سوريا وإيران وأنها لم تعد القوة التي تضرب قبل أن تقول بل الآن تكثر القول ولا تضرب.

وأضاف: "إسرائيل الآن تهدد كثيرا ووضعها الاستراتيجي تغير وجبهتها الداخلية مهتزة بسبب الفساد وانخفاض الروح المعنوية لدى جنودها بعد فشلها في لبنان وغزة " .

واعتبر المحلل أبو عامر حرب غزة بأنها كانت امتدادا لحرب لبنان وأن إسرائيل أرادت تحسين موقفها لكنها فشلت في غزة.

وأشار أن حرب غزة منحتها بعدا عربيا وإقليميا ولم تعد شأن داخليا لإسرائيل بل وقع كثير من قادة إسرائيل للملاحقة الدولية بعد تورطهم في جرائم بحرب غزة.

ووصف المحلل قاسم النظام العربي بأنه لم يستخلص نتائج حرب غزة طمعا في البقاء في الفلك الأمريكي بينما حملوا مطلقي القذائف في غزة و حزب الله المسئولية.

وتوقع انحياز معظم العرب لجانب لإسرائيل في أي حرب قادمة للتخلص من المقاومة.

المقاومة والمستقبل

وتقرع منذ أسابيع طبول الحرب في المنطقة فمن المتوقع أن يطال التصعيد مربع الممانعة المتمثل في سوريا وحزب الله وإيران وحماس.

وتوقع المحلل قاسم في حال اندلعت حرب قادمة أن تكون أكثر قوة في النيران وشراسة وأن تؤثر على كل المنطقة.

وقال إن المقاومة في غزة أدخلت كثير من الأسلحة وصنعت استحكامات تحت الأرض، متوقعا فشلا لإسرائيل في معركة ستكون مختلفة.

ولم يرجح المحلل أبو عامر وقوع حرب على غزة في القريب متوقعا تحسنا في قدرات المقاومة.

وأضاف لـ"الرسالة نت" : "السيناريو الأقرب هو استمرار الضربات الجوية لاستعادة قوة الردع دون أن تتدحرج إسرائيل لمستنقع غزة ولتلافي الملاحقة الدبلوماسية والإنسانية لقادة الاحتلال المتورطين في جرائم بغزة".

ولا يستطيع أحد أن يتكهن بما سيحمله العام الجديد بيد أن قرار الحرب في المنطقة اتخذ منذ فترة طويلة وهو بانتظار ساعة الصفر.

 

 

 

 

اخبار ذات صلة