قائد الطوفان قائد الطوفان

"مش متزحزح".. رسالة المقدسي أبو صدام للاحتلال

المقدسي أبو صدام
المقدسي أبو صدام

الرسالة نت- رشا فرحات

جلس الحاج أبو صدام التونجي جلسة المعتاد على المشهد، بين زخات الرصاص، وأمام فوهات البنادق في باحات الأقصى واضعاً قدماً على قدم، وهو يرتدي ثوبه الأبيض ويغطي رأسه بـ"حطته البيضاء" ويضع فوق ركبتيه عباءة بيضاء أيضاً، وكأنه جالس في حفل عرس بكامل هيبته، وهو ينتظر موعد الصلاة كالمعتاد.

زخات الرصاص من خلفه، والبنادق من أمامه، وقنابل الغاز يلقيها الجنود فوق رأسه، فيرد الشباب المرابطون بالحجارة، بينما العم أبو صدام "مش متزحزح" من مكانه، وفور انتشار صورته أطلق مقدسيون هاشتاق # مش_متزحزح لينشروا عبره صوراً لكثير من المقدسيين مثل أبو صدام.

 منهم من جلس يقرأ القرآن تحت زخات الرصاص، ومنهم من اضجع على جنبه وتمدد ليراقب المشهد من بعيد، وقد انتزع الخوف من الصدور في لحظة غيرة على حرمة المكان وقدسيته.

من أمام المسجد الأقصى، عبر الحاج أبو صدام عن تقديره لاهتمام الناس بصورته التي انتشرت، واستغرابه في نفس الوقت لأنه جزء من المشهد منذ كان طفلاً على حد قوله: "ولدت وتربيت في باحاته، ودائماً هناك منذ صغري، ومعنى الرباط لا يستطيع أن يعبر عنه سوى من تربى على هذا الشعور",

ويلفت إلى ما حدث يوم التقاط صورته: "في ذلك اليوم ضُربت ورأيت الشباب يضربون، وركضت مع المدافعين، ثم جلست ووضعت قدماً على قدم لأن جلوسي بحد ذاته يقهر الاحتلال "وأنا الآن ابن الثمانين، ما الذي يمكن أن يخيفني؟!".

ويرى أبو صدام أن عنوان #مش_متزحزح الذي رافق صورته هو تجسيد حقيقي لمقاومة المحتل في القدس وعناد أبناء القدس والأقصى، وهو لا زال "مش متزحزح" كما يقول، منذ يوم الأحد الماضي حتى اليوم من السابعة صباحا حتى منتصف الليل، معتكفا مرابطا في المسجد الأقصى، لا يفارقه ولا يخاف من شيء مهما زادت الاعتداءات على حد قوله، ويقول: "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ولم يعد هناك شيء يخيف المرابطين في الأقصى".

كانت رسالة التونجي إلى العرب جميعهم والمسلمين في كل مكان، داعياً لهم أن يجتمع فيهم في المسجد الأقصى لينعموا بما ينعم به المرابط هناك، مقدراً دور الصحافيين في تغطية الأحداث في الأٌقصى.

ولا يرابط “أبو صدام” (57 عاما) في الأقصى فقط، بل هو مرابط في بيته أيضا حيث يعيش في بيت قديم من غرفة واحدة قرب باب السلسلة ويرفض بيعه أو تركه.

وقد جاءت صورة أبو صدام التوتنجي ضمن صور كثيرة لمرابطين كثر، في تحديهم لاقتحام مئات المستوطنين للمسجد الأقصى يوميا، منذ يوم الأحد العاشر من هذا الشهر، بالتزامن مع ما يسمى عيد الفصح اليهودي الذي قبل أسبوعين ولا زالت المواجهات تتجدد كل يوم بين المقدسيين وجنود الاحتلال.

البث المباشر