قررت ألمانيا إمداد أوكرانيا بأسلحة مضادة للطائرات لأول مرة، إذ تعهدت القوى الغربية بتعزيز شحنات الأسلحة الثقيلة إلى كييف، وفي تلك الأثناء برزت المخاوف من اشتعال الوضع في مولدوفا المجاورة إثر انفجارات بمنطقة انفصالية موالية لروسيا.
وبحث مسؤولون عسكريون غربيون في اجتماع عقد بقاعدة رامشتاين الجوية الألمانية اليوم الثلاثاء، تنسيق الجهود لإرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، رغم تحذيرات موسكو لهم بأن دعمهم لكييف قد يؤدي إلى حرب نووية.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن "تقف الدول من أنحاء العالم متحدة في تصميمها على دعم أوكرانيا في حربها ضد العدوان الإمبريالي لروسيا"، وأعرب عن ترحيبه بالمسؤولين من أكثر من 40 دولة في قاعدة رامشتاين بألمانيا، مقر القوة الجوية الأميركية في أوروبا.
وفي تحوّل لافت، أعلنت ألمانيا -التي تعرضت حكومتها لضغوط داخلية وخارجية بعد رفضها مناشدات أوكرانيا للحصول على أسلحة ثقيلة- أنها سترسل دبابات خفيفة من طراز "جيبارد" (Gepard) مزودة بمدافع مضادة للطائرات.
وقال مارسل ديرسوس، الباحث في معهد السياسة الأمنية بجامعة كيل، "الأهمية الحقيقية لهذا القرار لا تكمن في الاختلاف الذي قد تحدثه الدبابات جيبارد بساحة المعركة، وإنما في الإشارة التي يرسلها".
وقد وافق أعضاء حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) في الآونة الأخيرة على دعم أوكرانيا بشحنات أسلحة بمئات الملايين من الدولارات، بما في ذلك المدفعية والطائرات المسيرة التي كانوا قد أحجموا عن إرسالها خلال المراحل السابقة من الحرب، ويريدون من حلفائهم أن يفعلوا الشيء نفسه.
وأعلنت ألمانيا أيضا -وهي أكبر مستهلك للمحروقات الروسية- أنها تتطلع لاستبعاد النفط الروسي من إمداداتها في غضون أيام.
تحذير روسي
في تلك الأثناء، حذر الأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف -الذي يوصف بأنه صاحب نفوذ واسع في روسيا ومقرب من الرئيس فلاديمير بوتين- من أن سياسات واشنطن و"نظام كييف التابع لها" قد تؤدي لانهيار أوكرانيا وانقسامها إلى دول عدة.
وأشار باتروشيف -في مقابلة مع صحيفة روسية حكومية- إلى أن عدد اللاجئين الأوكرانيين بأوروبا قد يبلغ 10 ملايين شخص، وهو ما يهدد القارة بأزمات سياسية واقتصادية تشمل ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض مستوى دخل الأوروبيين، حسب قوله.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو اليوم الثلاثاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه لا حاجة لوساطة مع أوكرانيا، لأن الحوار معها قائم بالفعل.
وأعلن لافروف في الوقت نفسه تأييد بلاده مبادرة الأمم المتحدة لإجراء حوار، مشيرا إلى أن موسكو تقدم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا بالتنسيق مع مؤسسات الأمم المتحدة.
من جانبه، أعرب غوتيريش عن قلقه بشأن تقارير عن "جرائم حرب محتملة" في أوكرانيا، وقال إن الأمر يتطلب إجراء تحقيق مستقل.
وأضاف عقب لقائه لافروف أن التدخل الروسي في أوكرانيا انتهاك لأسس الأمم المتحدة، واقترح تشكيل مجموعة اتصال إنسانية، وقال إن الأمم المتحدة مستعدة للقيام بدور في إنقاذ الأرواح بمدينة ماريوبول الأوكرانية، التي أعلنت القوات الروسية سيطرتها عليها باستثناء مجمع صناعي تتحصن به قوات أوكرانية.
ميدانيا، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت بالكامل على منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا.
ونقلت الوكالة عن مسؤول روسي كبير أن القوات الروسية تمكنت أيضا من الاستيلاء على أجزاء من منطقتي زاباروجيا وميكولايف، إضافة إلى أجزاء من منطقة خاركيف إلى الشرق من كييف.
تطورات في مولدوفا
في غضون ذلك، برزت مخاوف من امتداد نيران الحرب إلى مولدوفا الواقعة غربي أوكرانيا، إذ تسيطر القوات الروسية منذ تسعينيات القرن الماضي على منطقة ترانسنيستريا الانفصالية على الحدود الأوكرانية.
ووقع انفجاران بالمنطقة في وقت مبكر اليوم الثلاثاء، دمرا برجين إذاعيين من الحقبة السوفياتية، وذلك في أعقاب انفجارات أخرى بالمنطقة أمس الاثنين.
وأعرب الكرملين عن قلقه بشأن هذه التطورات، وقالت السلطات الانفصالية في ترانسنيستريا إن تحقيقاتها بشأن ما وصفتها بالهجمات الإرهابية تشير إلى ضلوع أوكرانيا فيها.
في المقابل، حمّلت رئيسة مولدوفا مايا ساندو "فصائل من داخل ترانسنيستريا مؤيدة للحرب ومهتمة بزعزعة استقرار الوضع في المنطقة" المسؤولية عن "محاولات التصعيد".
وفي السياق نفسه، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قوات روسية "في حالة تأهب كامل" بإقليم ترانسنيستريا في جمهورية مولدوفا.
من جهتها، حذّرت الولايات المتحدة من محاولات لـ"تصعيد التوتر" بعد سلسلة التفجيرات في ترانسنيستريا.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحفيين "ما زلنا نشعر بالقلق إزاء أي محاولة محتملة لتصعيد التوتر"، من دون تحميل موسكو المسؤولية عن التفجيرات كما فعلت كييف.
الجزيرة نت