خطاب الفجر المرتقب

الاء هاشم
الاء هاشم

الرسالة نت

آلاء هاشم

هو القول الفصل في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، وما هو بالهزل في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني المُرتكز على إدارة معركة الدفاع عن المقدّسات الإسلامية من دنس الصهاينة مع التأكيد على كونها خط أحمر الاقتراب منه يعني إنذار أولي بشل حركة المجتمع الإسرائيلي وإشعال النيران في وجهه ، ومن ثم توجيه الضربات المتتالية نحو العمق الصهيوني وما خفي بعدها سيكون  أعظم وأشد إيلامًا ويحمل مفاجئات لهذا العدو المجرم مُغتصب القدس والأقصى  .

معهودٌ عليه بأسلوبه الذي يحمل لغة التهديد والوعيد والإصرار على حماية مُقدّسات فلسطين والدفاع عنها مهما كلّف ذلك من ثمن ، مشهودٌ له بكلماتٍ معلوماتٍ معدودات ليس آخرها تلك التي ألقاها أمام الوجهاء و النخب السياسية الفلسطينية ، ذلك الخطاب مُوجزه بالمعنى كبير ، ووقع تأثيره على الرأي العام الصهيوني ثقيل ، كيف لا والمتحدِّث يحيى السنوار صاحب الإطلالة المميزة ، الجامع بين حضور الصوت والصورة التي تؤرق بني صهيون .

يحيى السنوار القائد السياسي والعسكري في حركة حماس ، تحدَّث بِلُغة سياسية تحمل طابع عسكري و بِجمل مُتناسقة مُترابطة ، ومعاني تحمل أوجه ودلالات ذات سياقات متعددة ،وبِرُغم اختلاف أوزانها؛ لكنّها لو أحصاها عالمٌ بتاريخ الرجال القادة خبيرٌ بعلم السياسة والساسة ، وقام بِتحليلها وعدِّها كلمة كلمة لاستنبط منها ما يشفِ صدور قومٍ مؤمنين ويُبشّر باقتراب موعد الفتح والتمكين و الأعمق في حديثه السياسي أن يستنتج من بين سطور خطابه ما يغيط تفسيرها أعداء فلسطين، أولئك الذين يتربصون بها الدوائر سواء مَن  تُحيط بالأرض ومقدّساتها أوهُويتها الإسلامية ، والمقصود بالأعداء على التوالي المحتلين لأرض فلسطين و المتخاذلين المنسقين على حساب الوطن وتضحيات أهله ، والخونة و العملاء للأمريكان والمُطبِّعين مع الصهاينة .

من يقف أمام خطاب رئيس حركة حماس في قطاع غزة يستنتج منه دلالات سياسية متعددة الأوجه كاشارته إلى الرقم ١١١١ والذي يتضمن  الاستعداد والتجهيز لِإطلاق رشقة صاروخية مُحددة بِتاريخ وفاة ياسر عرفات ، وهذه قد تكون صدمة جديدة من نوعها أصابت تيار فتح محمود عباس ، من اعترفوا بشرعية الكيان الصهيوني الغاصب وألقوا سلاحهم وتنازلوا عن المقاومة العسكرية وتمسّكوا بالسلمية العبثية ، وحملوا التنسيق الأمني كبندقية حُرفت عن مسارها الوطني وأصبحت ك سياسة و نهج يخدم العدو .

هذا العدو الصهيوني قد تمكّن  السنوار  مِن توجيه الخطاب له وإيصال الرسائل إليه ولغيره بنبرة  ذات معنى ، وبما يمتلك من قوة شخصية سياسية عسكرية وهيبة إعلامية وأداء وطني حظي من خلاله بإجماعٍ فصائلي فلسطيني ، خاصة بعد معركة سيف القدس التي أعادت التأكيد على أنّ القدس هي المحور ولن يكون هناك توجيه لأي بوصلة أو سهم إلا نحو القدس والأقصى خاصة  بعد  المعركة التي صنعت معادلة الردع و الرعب والقلق الذي يخشى منه العدو الصهيوني وأتباعه في فلسطين والمنطقة العربية ،  لاسيّما بعد التهديدات المتعلقة بالمساس بالقدس والأقصى والتحذير بأنَّ اليد التي ستمتد عليهم سيُقابلها ويقف لها بالمرصاد جيش من المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام ،ذلك ما أثبتته ساحة  المواجهة في معركة سيف القدس .

وهذا ما يُنذر بميلاد النصر والفتح المبين ، ذلك عين اليقين ، وهو التسليم و الإيمان بحتمية اقتراب فجر التحرير لأرض فلسطين ومُقدّساتها التي تأن تحت وطأة العدو الصهيوني منذ زمنٍ بعيد تخلّى فيه الزعماء العرب والحكام المسلمين عن نُصرة القدس والأقصى وبقي رجال فلسطين في ميدان المواجهة لم يتركوا القدس وحدها بل أعدُّوا العدة وأشهروا سيفهم لأجل دحر الاحتلال الصهيوني عن أرض فلسطين كاملة.

البث المباشر