تواصل القوات الروسية والانفصاليون الموالون لها التقدم في جبهات القتال شرقي وجنوبي أوكرانيا، في المقابل أعلنت شرطة كييف العثور على 8 مقابر جماعية جديدة.
وقال المتحدث باسم الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك (شرقي أوكرانيا) إنهم سيطرواعلى 173 بلدة ومنطقة سكنية منذ بداية العملية العسكرية، مؤكدا مقتل 39 عسكريا أوكرانيا في معارك اليوم الاثنين على مختلف جبهات دونيتسك.
ووفقا لمصادر ميدانية، فقد باتت القوات الروسية تسيطر على جزء كبير من مدينة روبيجني في مقاطعة لوغانسك.
وفي سياق مواز، اعترفت وزارة الدفاع الأوكرانية بإحراز الجيش الروسي تقدما في الجهة الغربية من إقليم دونباس، لكنها أكدت أن قواتها لا تزال تتصدى للهجمات التي تشن في الجهات الشرقية والجنوبية.
ومع اقتراب المعارك من بعض المدن، قرر بعض من بقي في مقاطعات لوغانسك ودونيتسك الخروج إلى مناطق أكثر أمنا.
بدورها قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها أسقطت مقاتلة "ميغ 29" (Mig 29) أوكرانية قرب سلافْيانسك في مقاطعة دونيتسك، وإنها قصفت 38 منشأة أوكرانية، بينها مستودعات ذخائر، ودمرت 10 مسيرات وصاروخي "توشكا-يو".
وبثت وزارة الدفاع الروسية صورا قالت إنها لاستهداف منشآت البنية التحتية العسكرية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية بصواريخ "أونيكس" (Onyx) أطلقت من ساحل البحر الأسود.
وتعد منظومات الصواريخ الساحلية الروسية "باستيون" (Bastion) -التي تستخدم صواريخ أونيكس المجنحة الأسرع من الصوت- نظاما صاروخيا ساحليا متنقلا مخصصا لتدمير السفن البحرية وسفن الإنزال الكبيرة والمتوسطة وحاملات الطائرات.
في المقابل، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنهم لحظوا تقدما محدودا جدا للقوات الروسية في دونباس خلال الأيام الماضية.
وأضاف المسؤول أن القوات الروسية في دونباس تواجه مشاكل لوجستية وانخفاضا في المعنويات، وأنها تلتزم أقصى درجات الحذر في عملياتها شرقي أوكرانيا تجنبا للخسائر.
حشد روسي
في المقابل، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن روسيا تواصل حشد جنودها في بيلغورود لدفعهم إلى منطقة العمليات شرقي أوكرانيا.
وفي أوديسا، قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية ماكسيم مارشينكو إن الجيش الروسي استهدف بصاروخ إحدى منشآت البنية التحتية في المدينة، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
بدورها أكدت قيادة عمليات الجنوب في القوات الأوكرانية أنها أسقطت طائرة مسيّرة روسية فوق البحر الأسود قبالة شواطئ أوديسا، وإن مناطق في المقاطعة تعرضت لهجوم بثلاثة صواريخ روسية.
وأضافت أن الجيش الروسي يواصل استهدافه الجسر المقام على مصب نهر "دنيستر" -الذي يربط أوديسا برومانيا ومولدوفا- بغية تدميره.
وقد فرضت السلطات في أوديسا حظرا للتجوال في المدنية، مما تسبب في شل الحركة فيها وتوقف وسائل النقل العام.
وكانت قوى الأمن الداخلي قالت إنها نفذت عملية أمنية واسعة ضد من وصفتهم بالداعمين لروسيا في أوديسا، واعتقلت عددا منهم.
وفي خيرسون (جنوب) نشرت القوات المسلحة الأوكرانية على حسابها على "تلغرام" (Telegram) فيديو لسحابة دخان ناجمة عن انفجار في منطقة تشورنابايفكا حيث يقع مطار خيرسون الذي يستخدمه الجيش الروسي لأغراض عسكرية.
من ناحيته نشر المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش تغريدة على تويتر أشار فيها إلى أن الانفجار وقع في مخزن للذخيرة الروسية جراء استهدافه بغارة أوكرانية.
من جانبه، قال يوري ساك مستشار وزير الدفاع الأوكراني إن قوات بلاده لا تزال تخوض معارك في شرقي البلاد، وإن روسيا لم تحقق مكاسب ملموسة في الإقليم.
وأوضح المستشار -في مقابلة مع الجزيرة- أن "الناظر في خريطة النشاط العسكري الأسبوعين الماضيين لن يلحظ أي تغيير ملموس، فالقوات المسلحة لا تزال تدافع" عن شرقي البلاد "وفي أحيان أخرى تشن هجمات مضادة".
إنقاذ سري
ووصف يوري ساك إجلاء المحاصرين من ماريوبول بأنه عملية "تلفّها السرية"، قائلا إن الإجلاء يركز على المدنيين، وقد يشمل جنودا في وقت لاحق.
وتعطلت جهود إجلاء المزيد من المدنيين من مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية المدمرة اليوم الاثنين، وما زال مئات الأشخاص محاصرين في مصنع الصلب في آزوفستال، وهو آخر معقل للقوات الأوكرانية داخل المدينة.
ولم يتضح سبب التأخير، رغم أن مسؤولا بالمدينة قال في وقت سابق إن القوات الروسية استأنفت قصف المصنع أمس الأحد بعد مغادرة قافلة من الحافلات.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تم إجلاء نحو 100 مدني من مجمع آزوفستال في ماريوبول حتى الآن.
وأوضح الرئيس الأوكراني أنه يجري العمل على إجلاء مزيد من المدنيين المحاصرين في المجمع.
في المقابل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه تم إجلاء 80 مدنيا، مضيفة أنه تم تسليم هؤلاء المدنيين إلى ممثلي الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي.
مقابر جماعية جديدة
وفي كييف، أكد نائب رئيس الشرطة العثور على 8 مقابر جماعية بمنطقة كييف تضم أكثر من 1200 جثة لمواطنين أوكرانيين.
بدوره، قال تيموفي ميلوفانوف مستشار الرئاسة الأوكرانية للجزيرة إن بلاده تستمر في العثور على مقابر جماعية وتخشى أن تكتشف المزيد منها.
من جانبها، قالت المدعية العامة الأوكرانية إنه تم تحديد هوية أول مشتبه به بارتكاب جرائم حرب في بوتشا.
وأضافت أن المشتبه به هو قائد الحرس الوطني الروسي والذي قتل في 18 مارس 4 رجال غير مسلحين وعذب مدنيا ثم أعدمه.
وكانت شرطة منطقة كييف أعلنت السبت الماضي العثور على مقبرة جماعية أخرى في ضاحية بوتشا القريبة من كييف، والتي كانت مسرحا لإعدام جماعي للمدنيين قبل أن تستعيد القوات الأوكرانية السيطرة عليها مطلع مارس/آذار الماضي.
بدوره أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين أن نصف مليون أوكراني تم نقلهم بشكل غير قانوني إلى روسيا أو أماكن أخرى رغما عنهم.
الجزيرة نت