رامي خريس
واصل قادة جيش الاحتلال ومسؤولون سياسيون فيها التسابق حول اطلاق التهديدات الاكثر شدة تجاه غزة واحتمالات العدوان عليها او ضربها عسكرياً لأنها –بحسب ما يرون- لم يردعها عدوان "الرصاص المسكوب" ويبحثون الآن عن (وصفة سحرية) جديدة يصير بموجبها "تأديب" حركة حماس التي تقود المقاومة في القطاع الصغير المحاصر.
وبعد التهديدات التي أطلقها رئيس هيئة الاركان غابي اشكنازي، ونائب وزير الجيش متان فلنائي، وشاؤول موفاز ، وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني ، أطلق نائب رئيس حكومة الاحتلال سيلفان شالوم تهديدات أخرى ألمح فيها إلى إمكانية شن هجوم عسكري جديد على غزة وقال :"ان مثل هذه الخطوة قد "تضطر" لها تل أبيب، في محاولة لتغيير مجرى الأوضاع الراهنة في المنطقة المحيطة بالقطاع.
أما الوزير يوفال شتاينتس فقال: "إن الحكومة الإسرائيلية "ستضطر عاجلا أم آجلا إلى البت في مسألة إسقاط حكم حماس في قطاع غزة"، كما قال.
من جانبه شدّد الوزير الإسرائيلي، بنيامين بن إليعيزر، على أن " (إسرائيل) غير معنية بتصعيد الأوضاع في القطاع، إلا أن حماس هي من ستدفع الثمن غالياً إذا استمرت في هذا النهج"، على حد تعبيره.
بازار التهديدات
هكذا بدا بازار التهديدات بل المزاودات بين الاسرائيليين على من هو الأقدر على مهاجمة غزة أو أكثرهم شدة وبأس ، وفي هذا الاطار أطلق رئيس حكومة الاحتلال السابق ايهود أولمرت الذي أمر بشن الحرب قبل عامين تصريحات يزاود فيها على وزير الجيش الحالي ايهود ايهود باراك الذي كان أيضاً وزيراً للجيش ابان "حرب الفرقان" ، وقال أولمرت :" إن المجلس المصغر اتخذ قرارا دراماتيكيا يقضي بتجنيد 60 ألف جندي احتياط بهدف اقتحام القطاع والسيطرة عليه، ما سيؤدي إلى إسقاط حكومة حماس، لكن باراك هرب من غزة وفضل تهدئة مع حركة حماس.
ولم تقف التهديدات عند قادة جيش الاحتلال ومسؤولي الحكومة الاسرائيلية بل ان الاعلام الاسرائيلي لم يتوقف عن بث ونشر التقارير التي تتحدث عن قرب عدوان اسرائيلي جديد.
وجاء في صحيفة "يديعوت أحرنوت" تحت عنوان: "الرصاص المصبوب "2" على قطاع غزة مسألة وقت".
هذا الكلام يأتي قبل أقل من شهرين من موعد دخول القائد الجديد لجيش الاحتلال الإسرائيلي "يوآف جلانت" لمنصبة الجديد، والجدير ذكره أن "جلانت" كان قائد المنطقة الجنوبية إبان حرب الرصاص المصبوب على القطاع.
الصحيفة ذكرت أن "جلانت" ترك لمن سيخلفه في منصب قائد المنطقة الجنوبية الجنرال "تال روسن" خطة مفصلة وجاهزة لحرب على قطاع غزة، وفي سياق الحديث عن الموضوع، مصدر عسكري أمني إسرائيلي صرح للصحيفة "السؤال ليس هل ستكون هناك حرب على قطاع غزة أم لا؟، بل أن السؤال هو متى ستكون؟".
وما يعزز فكرة أن الحرب قادمة لا محالة على قطاع غزة وفق ما ذكرته "يديعوت" هو أن القائد الجديد لجيش الاحتلال الإسرائيلي هو من الداعين بشدة إلى ضرورة إسقاط حكم حماس في قطاع غزة، ونقل عنه في الأيام الأخيرة قوله "حرب الرصاص المصبوب لم تحل المشكلة في الجنوب"، وهذا الرأي سيكون له تأثير كبير عند فتح النقاش لقضية الحرب من عدمها على قطاع غزة وفق تعبير الصحيفة.
يبدو ان هناك دوافع وأهداف للتصعيد الكلامي الاسرائيلي الذي اقترن بعدة عمليات قصف جوي في محاولة لبث الرعب في نفوس المواطنين في القطاع ، ولكن أغلب التحليلات تستبعد امكانية شن عدوان واسع وكبير ويمكن أن تكون هناك ضربات مركزة ضد اهداف محددة فقط ، والعدوان الكبير سيؤجل الى اشعارِ آخر، ويبقى السؤال لماذا يستمر التسابق الى التهديدات.