قائمة الموقع

الورقة المصرية.. هل تكون وصفة سحرية لإنجاح الحوار؟

2009-08-31T12:38:00+03:00
مفاوضات فتح وحماس

غزة – عدنان نصر

يطأطئ المسن أبو إبراهيم رأسه في حيرة ويأس، مخفيا وجهه الذي شقته التجاعيد براحته الخشنة، لشعوره بمرارة شديدة لعدم انفراج حالة الاحتقان السياسي التي تخيم على الساحة الفلسطينية، فآماله برؤية أحفاده في المملكة السعودية تهاوت على صخرة الزمن بعد أن أرجأ الوسيط المصري جلسات الحوار إلى ما بعد عيد الفطر المبارك.

وللمرة الثانية يعيد التاريخ نفسه، وتتلاشى أحلام الفلسطينيين في التوصل إلى مصالحة تجمع شمل المتخاصمين، وتعيد اللحمة إلى شطري الوطن دون أن تميط القاهرة اللثام عن موعد استئناف الحوار المنعقد من شباط الماضي.

ويشعر الفلسطينيون بغصة وحنق بالغ بعد أن عقدوا آمالا على نجاح الحوار، فالخيبة أصابتهم بعد تأجيل الحوار لموعد لم تحدده القاهرة التي تعد ورقة ربما تكون وصفة سحرية لانهاء الانقسام.

ملخص الورقة

وذكرت الأخبار الواردة من القاهرة أن مصر تعد ورقة لعرضها على حركة حماس وفتح من شأنها أن تكلل مساعيها  بالنجاح؛ بعد فشلها في تليين مواقف أقطاب النزاع خلال سبع جولات ماضية.

وقال الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس:" مصر طرحت تلك الورقة لاستئناف مفاوضات الحوار، فهي تريد أن تضع قوائم مشتركة حسب رؤيتها لمجريات الأمور.

وأضاف: من المفترض أن تشمل الورقة المصرية جميع القضايا التي شهدت تقدما ملموسا، وأن تضع القاهرة حلولا ترضي جميع الأطراف بشأن القضايا الخلافية.

ولا يختلف قدورة فارس القيادي في حركة فتح كثيرا فهو يرى أن الورقة المصرية ستكون خلاصة للجلسات السابقة، وما توصلت إليه لجان الجوار، مشيرا إلى أن القاهرة يمكن أن  تستمع لنصائح أطراف مستقلة من خارج الحركتين من أجل وضع تصور لإنجاح الحوار.

وذكرت مصادر فلسطينية أن القاهرة أمهلت حماس وفتح حتى الخامس من شهر أكتوبر القادم للتوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام ، وإلا ستتوجه للجامعة العربية في حال واصلت الحركتان تمسكهما بمواقفهما من القضايا الخلافية، لاسيما المتعلقة بملف المعتقلين السياسيين والشراكة الأمنية ولجنة القيادة العليا للمصالحة الوطنية، وغيرها من القضايا الخلافية.

آمال ضعيفة

ولم يبد الطرفان ارتياحهما أن تكون الورقة المصرية بمثابة حلا نهائيا للحوار الفلسطيني، فالأمور لا تزال غامضة كما يصفها البردويل- الذي قال: " القاهرة لم تحدد موعد معين لاستئناف الحوار، وسننتظر ما ستقدمه بعد عيد الفطر، متوقعا ألا تكون تلك الورقة النهائية مادامت حركة فتح وعباس يمضيان في طريق الفرقة، و نحو الاتجاه المعاكس .

ويبدو عدم التفاؤل مخيما على صوت قدورة لعدم توفر الإرادة الحقيقية، والقرار السياسي لإنهاء الخلاف، مضيفا : إذا توافق الطرفان على إنهاء الانقسام سيتم تنفيذ الاتفاق بإخلاص(..)، فالنصوص لن تكون مهمة قي تلك اللحظة.

ولفت إلى  أنه كان من الممكن  استنباط بعض الآليات من وثيقة الأسرى التي تجسد الاتفاق بدلا من التأني والتعثر الذي صاحب جولات الحوار ودفعها للتأجيل أكثر من مرة.

ولا يستبعد توجه مصر بفرض حلا على الطرفين، لكنه يرى أنه سيكون سرابا، وستستمر الاتهامات وتحميل كل طرف الآخر المسئولية عن التعطيل.

وفي سياق متصل نفى البردويل ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول طرح القاهرة على وفد الحركة  برئاسة القيادي في د. محمود الزهار تشكيل حكومة تكنوقراط، أو تشكيل لجنة قضائية تتولى التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية.

وقال:  الأمور التي أثارتها وسائل الإعلام عارية عن الصحة، ونحن مع تشكيل برنامج وطني  وفق  الطرح المصري وبعيدا عن الاملاءات الإسرائيلية ، أو تشكيل حكومة تحت عباءاة الرباعية الدولية.

 

اخبار ذات صلة