قائد الطوفان قائد الطوفان

الشهيد محمود عرام.. أحلام الفتى الغزي التي اغتالها الاحتلال على الحاجز

الشهيد محمود عرام
الشهيد محمود عرام

رشا فرحات- الرسالة نت

محمود عرام كان يحلم بحياة تشبه الحياة الطبيعية التي يحلم بها أي شاب في عمره.. بلغ السابعة والعشرين ولا زال حلم بناء البيت معلقاً، لأن محمود لم يحصل على فرصة للعمل تمكنه من بناء بيت متواضع والبدء بحياة عائلية كغيره من الشباب.

قبل عامين، استطاع محمود الحصول على تصريح للعلاج، بعد إصابته في عينيه أثناء عمله في الباطون، هناك غاب عامين، حتى بعد انتهاء تصريحه، لأنها فرصته الوحيدة للعمل في الداخل المحتل بأجرة لا يوفرها سوق العمل في قطاع غزة.

لقد كان محمود شاباً خدوماً، محبوباً بين أفراد عائلته، يقول ابن عمه مراد: "مع بداية ذهابه للعلاج في طولكرم، أصيب إصابة أخرى، فقد لدغته أفعى، ورقد في العناية المركزة لأشهر طويلة، قبل أن يستعيد عافيته، ويعاود الكدح مرة أخرى لتحقيق حلمه.

ويكمل مراد: لقد أبلغنا الصليب الأحمر أن ابن عمي استشهد أثناء محاولته عبور الحاجز بين طولكرم وأريحا، وآخر الأخبار تفيد أن الاحتلال يمنع تسليم جثمانه للعائلة، ولا زلنا ننتظر الخبر اليقين.

وعلى باب المنزل، في لحظة وصول الخبر ليلاً، يضع شباب العائلة أيديهم على وجوههم، يحتضنونها وكأنهم يحتضنون الغم المرسوم عليها، جلهم أصدقاء محمود ورفاقه، ويحمل كل منهم ذكرى جمعته معه.

يرتكزون على جدار بيت عائلة عرام القديم، ويحاولون أن يستوعبوا كيف استشهد ابنهم الذاهب للعلاج في الضفة الغربية؟ ومتى؟ ولماذا؟

يقول عمه جميل: "محمود سامي عرام أصيب بسيخ في عينه ما أدى إلى تهتك في شبكيتها فعاش بين المرض والعلاج والأمل، وتحمل مسؤولية العائلة، وكان طوال مدة العلاج لا يعود إلى قطاع غزة، واستقر في مدينة أريحا.

محمود لا يعرف طرقات الضفة، ابن غريب عن المكان، وربما جديد على الزمان، لأن تأجج الأوضاع في الضفة الغربية منذ شهرين إثر ازدياد العمليات قلب الأزمنة، وجعل الجميع مؤهلاً للشهادة وهدف قناص (إسرائيلي) على الحاجز.

أصيب منذ سنوات إصابة بالغة في عينه أثناء العمل، وذهب بعد حصوله على تحويلة للعلاج في مستشفى طولكرم، ومن هناك وصل خبر الفاجعة، دون أي تفاصيل تذكر" يقول عمه إياد.

كان شقيقه هيثم يبكي بكاء حارقاً وينادي على محمود، الذي لفرط محبته له يناديه "دودي" وهو المعيل الوحيد لعائلة فقيرة تقتات على يومية ابنها الذي يعمل عتالاً مرة، وبنّاءً أخرى، أو كما ترسل الأرزاق.

عمه يكمل حديثه وسط علامات الذهول: "خرج ابننا للعلاج، ونحن نتواصل معه يومياً وباستمرار، واليوم يكلمنا أحدهم من الضفة ليقول لنا أنه استشهد، كان الخبر كالصاعقة".

وأعلن جيش الاحتلال في بيان مقتضب أن "قوة تابعة للجيش لاحظت فلسطينياً غير حاصل على تصريح عمل، يحاول عبور السياج الأمني ​​بالقرب من قرية خربة جبارة بالقرب من مدينة طولكرم".

وأكد البيان أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على الفلسطينيّ، الذي أفادت وسائل إعلام (إسرائيلية) عدّة، أنه من قطاع غزّة المحاصر.

 

البث المباشر