قائمة الموقع

محلل (إسرائيلي): بعد عام على "سيف القدس".. السنوار أفشل محاولة الفصل بين الساحات 

2022-05-10T09:28:00+03:00
القدس المحتلة- الرسالة نت

أكد عاموس هرئيل المراسل والمحلل العسكري لصحيفة هآرتس العبرية أنه رغم مرور عام على معركة "سيف القدس"- التي توافق ذكراها اليوم- فإن قائد حركة حماس بغزة يحيى السنوار نجح في إفشال محاولات الاحتلال (الإسرائيلي) فصل الساحات الفلسطينية عن بعضها البعض. 
 
وأوضح هرئيل في مقال له أن السنوار نجح في كسر سياسة التمايز بين غزة والضفة الغربية التي تبنتها حكومة بنيامين نتنياهو، وقاد إطلاق الصواريخ تجاه القدس إلى زيادة دعم الحركة الشعبي في أوساط فلسطينيي الداخل المحتل وكذلك في الضفة المحتلة. 
 
أما الإنجاز الثاني الذي يحسب للسنوار- وفق الكاتب- أنه نجا وبقيت حركته على قدميها حتى نهاية جولة القتال. 
 
وقال: "صورة السنوار التي تم تداولها بعد وقف إطلاق النار، وهو جالس على كرسي في مكتبه المدمر، كانت مصحوبة برسالة تحدٍ: بغض النظر عما تفعله (إسرائيل)، حماس مستعدة لمواصلة القتال.. كانت هذه هي الرواية التي استوعبها الجمهور الفلسطيني وإلى حد ما الإسرائيليون أيضًا". 
 
واعتبر أنه من الناحية العملية، فإن حماس حققت إنجازات عسكرية بعد أن عطلت الحياة في وسط (إسرائيل) لبضعة أيام وألحقت الخسائر بها، بينما كانت النجاحات الإسرائيلية محدودة مقارنةً بما كان يعلن عنه الجيش، ورغم ذلك فإن هناك حقيقة تشير إلى تضرر حماس وقدراتها العسكرية وتصفية كبار أعضائها، وتدمير أنفاقها الهجومية والدفاعية. 
ومع ذلك أشار الكاتب إلى الخلافات داخل المؤسسة العسكرية (الإسرائيلية) عن حقيقة الإنجاز الذي كانت تسعى إليه بمحاولة قتل عدد أكبر ممكن داخل "مترو الأنفاق". 
واعتبر هرئيل أنه من المستحيل فحص نتائج معركة "سيف القدس"، دون النظر إلى الواقع الأمني في الأسابيع الأخيرة، معتبرًا أن هناك علاقة واضحة بين الفترتين، بعد أن تركت العملية قطاع غزة في فترة هدوء طويلة نسبيًا، في حين يشجع قادة حماس هناك على مزيد من العمليات في (إسرائيل) والضفة الغربية، وهو ما يظهر أن الوضع لم يتغير بشكل كبير، خاصة وأن الموجة الحالية من الهجمات قد تستمر لفترة. 
 
ورأى أن اضطرار (إسرائيل) لمنع دخول العمال من غزة إلى الداخل المحتل بعد الهجوم الأخير في "إلعاد" والتحريض على اغتيال السنوار، يظهر أن سياسة التمايز قد فشلت إلى حد كبير، وأنه من المستحيل فصل غزة عن الضفة، خاصة وأن للحركة مصلحة بذلك، للحفاظ على نار النضال في وجه (إسرائيل). 
 
وأضاف: "العمليات الأخيرة ليست انتفاضة جماعية، لكنها عبارة عن هجمات مميتة تقع كل بضعة أيام، وتكفي لتقويض الشعور بالأمن الشخصي لدى الإسرائيليين، وهذا نجاح كبير بالنسبة لحماس". 
 
وتابع "من هنا يظهر الإحراج في إسرائيل، ويظهر مدى الفشل في ردع حماس عن التحريض عن بعد، وهو ما يظهر في خطابات كبار مسؤوليها وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ولد مقترحات من الحلول السحرية، مثل اغتيال السنوار". 
 
ويشير المحلل الإسرائيلي، إلى أنه لا يمكن "تجاهل تحريض حركة حماس" على تنفيذ الهجمات، وفي ذات السياق لا يمكن تجاهل الوضع السياسي السيء للحكومة الحالية والتي يبدو أنها قد تنهار في أي لحظة خاصة في ظل موجة العمليات، مشيرًا إلى أن المستويين السياسي والعسكري يجدون صعوبات في الخروج بأفكار للتعامل مع الأزمة الحالية وخاصة أن العمليات يبدو أنها ستستمر لفترة أخرى. 
ويعتقد الكاتب أن هناك رغبة كبيرة لدى هيئة الأركان العامة في عدم التورط بحرب لا داعي لها، إلا أن هناك مخاوف من أن الحكومة في وضعها الحالي قد تجد صعوبة في شن حرب بمرور الوقت خاصة في حال استمرت الهجمات وزاد الجدل العام بشأن الأحداث. 
 
 
ويقول هرئيل، إنه بعد مرور عام على تلك العملية، لا يزل وضع (إسرائيل) مع حماس مقلقًا للغاية، مشيرًا إلى نجاح حماس في فصل قضية الأسرى والمفقودين (الإسرائيليين) عن ملف التهدئة والإعمار، كما أن قادة الحركة يواصلون "التحريض" على الهجمات" كما ظهر مؤخرًا في الأسابيع الأخيرة، في المقابل صاغت الحكومة (الإسرائيلية) الحالية سياسات تتعلق بتحويل الأموال القطرية ودخول 12 ألف عامل من غزة إلى الداخل المحتل، ونقل أموال الإعمار بطرق تقيد وصولها لحماس بشكل مباشر. 
 

المصدر: القدس

اخبار ذات صلة