لا شك أن المقاومة الفلسطينية أحدثت تطوراً كبيراً وفارقاً نوعياً في الصراع مع الكيان الصهيوني بعد مرور 74 عاما على احتلال فلسطين، خاصة أنها خلقت معادلات جديدة باتت تمهد الطريق نحو التحرير والخلاص من الاحتلال.
ويوافق الخامس عشر أيار/ مايو من كل عام، الذكرى السنوية لنكبة عام 1948، التي أدت إلى تشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره، لصالح إقامة كيان الاحتلال (الإسرائيلي).
وشملت أحداث النكبة احتلال الحركة الصهيونية لمعظم أراضي فلسطين، وطرد نحو 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، إضافة إلى ارتكاب عشرات المجازر ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية، وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يستوطنها اليهود.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن أن الشواهد العملية التي من خلالها يمكن رصد محطات التحول والتقدم في الحالة الوطنية الفلسطينية اتجاه إدارة الصراع مع الاحتلال تعطي مؤشرات إيجابية على أن المقاومة وخاصة خلال الـ 3 عقود الماضية انتقلت نقلة نوعية في تجسيد عملي حقيقي وواضح ونجحت في تدفيع الاحتلال ثمن احتلاله.
ويوضح محيسن في حديثه لـ"الرسالة" أنه بعد مرور 74 عاماً على النكبة، فإن المؤشرات على أن استمرار بقاء هذه الدولة باتت تدل على حتمية زوالها قريباً في ضوء ما تشكله المقاومة من إرهاق واستنزاف للاحتلال على كافة الصعد.
ويبين أن ما تشهده الأراضي الفلسطينية اليوم وخاصة بعد "سيف القدس" والأحداث التي تجري في القدس والداخل والضفة تعزز هذا التوجه، ومواقف الاحتلال المتراجعة بشكل واضح أمام تهديدات المقاومة والعمليات الفردية والصمود الواضح لأهالي القدس والأقصى يعزز من وضوح الصورة بأن الاحتلال (الإسرائيلي) أمامه عراقيل كبيرة لتنفيذ مخططاته الاستراتيجية.
ويشير محيسن إلى أن المقاومة نجحت في إفشال مخططات الاحتلال الرامية إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني للسيطرة على المسجد الأقصى، فيما بات الواقع الأمني في الأراضي الفلسطينية مقلقاً للاحتلال.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، أن المقاومة الفلسطينية في الذكرى الـ 74 للنكبة استطاعت تثبيت معادلة "غزة- القدس" وهو ما أحدث تحولاً كبيراً في الصراع مع الاحتلال ووضع خطوط حمراء أمام الاحتلال في عدم تجاوزها.
ويضيف الغريب في حديثه لـ "الرسالة" أن المقاومة أفشلت تغيير الواقع داخل المسجد الأقصى لا سيما المخطط الأخير الذي كان يهدف للتقسيم الزماني والمكاني وبذلك نجحت المقاومة في فرض هذه المعادلة كخطوة أولى على طريق تحرير المسجد الأقصى.
ويبين أن دولة الاحتلال في ذكرى النكبة فشلت في تطويع الفلسطينيين وما زالت قضيتهم حاضرة، بينما يزيد عمق الشرخ في الكيان حول هوية الدولة ومعنى المشروع الصهيوني في المنطقة.
ويلفت إلى أن الأحداث الأخيرة في القدس والأقصى دمرت مشروع "التطبيع"، وأعادت القضية الفلسطينية إلى سلم أوليات العالم.