بعد مرور عام على معركة سيف القدس، يمكن القول إن المعركة نجحت في توحيد الشعب الفلسطيني وجميع الساحات خلف خيار المقاومة، خاصة أنها جاءت نصرة للمسجد الأقصى والمدينة المقدسة.
ودشنت المعركة التي استمرت 11 يوماً معادلة جديدة واصطفافاً كبيراً من الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة، فيما بقي دور فريق التنسيق الأمني مهمشاً، بعد أن أصبحت جميع الأنظار والتحركات نحو قيادة المقاومة في قطاع غزة، خاصة خلال أحداث شهر رمضان.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن معركة "سيف القدس" كانت موجعة للاحتلال، فوحدت الشعب الفلسطيني، ومكنت المقاومة من وضع النقطة الأولى على طريق التحرير.
ويضيف الصواف في حديثه لـ"الرسالة" أن هذه المعركة كانت من المعارك التي حسمت بشكل كامل لصالح المقاومة بعد أن نجحت في خلق التفاف جماهيري حول القضية المركزية وهي المسجد الأقصى، وأثبتت أن المقاومة هي الأجدر بقيادة الشعب الفلسطيني وليس فريق أوسلو.
ويؤكد أن المعركة سجلت هزيمة للمحتل وانتصارا للمقاومة ولم يعد هناك مكان داخل الكيان إلا وكان تحت ضربات المقاومة وهي أسست لمرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال الصهيوني عنوانها هزيمة الكيان.
ويشير الصواف إلى أن المعركة أثبتت أن الشعب لديه الاستعداد لدفع المزيد من الثمن طالما هناك نتائج إيجابية لصالحه، فيما اختلفت المعركة بكل معاييرها من المعارك التي سبقتها وكانت هي بداية لتحرير فلسطين ولإزالة هذا الكيان عن الوجود.
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد مع سابقه، مؤكدا أن أبرز إنجاز لها أنها وحدت الجغرافيا الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الذي كان يحاول تقسيم الساحات بشكل منفصل.
ويوضح العقاد في حديثه لـ "الرسالة" أن المقاومة أدارت المعركة ضمن عنصر مشترك من قواها وهو ما شكل حالة فريدة في الصراع، وعكس قدرتها على قيادة المقاومة مجتمعة في ظل حالة الانقسام التي خلقها رئيس السلطة محمود عباس الذي تنصل من استحقاق الانتخابات قبل أيام من اندلاع المعركة.
ويضيف "وفي ظل الواقع، بات العالم كله يدرك أن هناك مؤسسة وجهة في قطاع غزة قادرة على إدارة المعركة والمواجهة والصراع بينما السلطة بات دورها مصطنعاً وشكلياً ولا تصنع أي سياسة".
ويبين أن معركة سيف كانت علامة سابقة في تاريخ الصراع وهي حاضر ومستقبل، وأسست لمرحلة أخرى وبات الاحتلال يخشى من الدخول في معركة أخرى كون الكلفة التي وقع فيها عالية والمقاومة نجحت في التحكم في حياة المستوطنين وخاصة في المدن الرئيسية مما ترك أثرا نفسيا قاسيا عليهم وأسهم في ترنح حصونهم.