شيع في مدينة بئر السبع المحتلة الليلة الماضية جثمان الشهيد محمد أبو القيعان منفذ عملية بئر السبع البطولية.
وذكرت مصادر محلية في الداخل المحتل، أن التشييع جرى وسط شروط مقيدة، وتم دفنه في مقبرة السقاطي غربي بلدة حورة.
وشارك في التشييع أسرة الشهيد أبو القيعان، بحضور قوات الاحتلال التي منعت المواطنين من الاقتراب من المقبرة.
واستشهد أبو القيعان في 22 من مارس الماضي، بعد أن نفذ عملية بطولية في بئر السبع أدت لمقتل 4 مستوطنين.
والشهيد محمد أبو القيعان (34 عامًا)، من سكان حورة النقب، مدرس سابق في “ثانوية حورة”، ومتزوج وأب لخمسة أطفال.
كما أنه أسير اعتقل في سجون الاحتلال لمدة خمس سنوات، وتحرر قبل أشهر من تنفيذ العملية.
وكما ذكر الأسير المحرر أحمد شكري القدرة، والذي عايش الشهيد أبو القيعان في سجن واحد، وهو كان قوّامًا صوّامًا، ويختم المصحف مرةً في الأسبوع.
وقال القدرة: " كان رحيما بيننا شديدا على الأعداء حافظ على نفسه ووجه سلاحه وفكره وصوب الاحتلال".
وأضاف القدرة أن الشهيد أبو القيعان كان يجهز نفسه للاستشهاد من داخل السجن، وكان يستعد لهذا اليوم.
وأكد أن الشهيد محمد حافظ على وجهة سلاحه نحو العدو الصهيوني.
أما المحرر عيسى شوكة فقال:" لمن لا يعرف الشهيد والأسير المحرر محمد أبو القيعان، فهو رجل شهد له كل الأسرى بحسن الخلق وطيب المعشر أحبه كل من التقاه، كان مدمنا لتلاوة القرآن حافظا له حفظا متينا، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته".
ويتعرض الفلسطينيون في النقب، لحملة قمع غير مسبوقة من قبل الاحتلال بعد الهبة التي جاءت ردا على تجريف أراض وتشجير مناطق في نقع بئر السبع، لمحاصرة القرى في النقب وسلبها أراضيها.
واندلعت الهبة الجماهيرية في النقب بعد قيام جرافات ما تسمى الـ"كيرن كييمت ليسرائيل" (الصندوق الدائم لإسرائيل - "كاكال")، بتجريف مئات الدونمات من الأراضي في قرى الأطرش وسعوة والرويس بمنطقة النقب، تمهيدا لتحريشها ومصادرتها.
وشهدت منطقة النقب، ومناطق أخرى بالداخل المحتل، اشتباكات وتظاهرات فاجأت المستويات السياسية والعسكرية والأمنية الإسرائيلية إبان معركة "سيف القدس" وشكلت ضغطا كبيرا على المستوي السياسي ليوقف الحرب ضد غزة بأي ثمن.