تزداد الأوضاع الميدانية صعوبة قبيل المسيرة الأعلام (الإسرائيلية) الاستفزازية، التي اتخذت حكومة الاحتلال قرارًا بتنظيمها في القدس المحتلة، رغم تهديدات المقاومة الفلسطينية بالرد عليها.
واتخذت شرطة الاحتلال تدابير مختلفة مساء اليوم الأربعاء، وأعلنت عن نشر 3 آلاف شرطي في مدينة القدس المحتلة، واعتقال مئة فلسطيني لتأمين المسيرة، بالإضافة إلى نشر خطة طوارئ لتوجيه المستوطنين نحو الملاجئ في حال ردت المقاومة الفلسطينية بالصواريخ من قطاع غزة.
ويتوعد المتطرفون الصهاينة بالدخول بـ "مسيرة الأعلام" إلى ساحة باب العمود والحي الإسلامي، الأمر الذي قد يوسع المواجهة مع الاحتلال في كافة الأراضي الفلسطينية.
ويرى مختصون في الشأن (الإسرائيلي)، أن أمام حالة التوتر التي يفتعلها الاحتلال من خلال مسيرة الأعلام 3 سيناريوهات ما بين تجاوز المواجهات وتصعيدها بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال (الإسرائيلي).
يؤكد سعيد بشارات المختص في الشأن (الإسرائيلي) أن المستوطنين سيحاولون الدخول بالأعلام داخل المسجد الأقصى في "مسيرة الأعلام، وهذا ينتج عنه مواجهات عنيفة في الضفة وإطلاق صواريخ من غزة".
ويحذر بشارات، في حديث خاص للرسالة نت، من ضربة استباقية يقدم عليها جيش الاحتلال (الإسرائيلي) في حال حصوله على معلومات ثمينة، أو أن تبدأ المقاومة بغزة بضربة وستكون مفاجأة ومربكة (للإسرائيليين).
كما يتوقع بشارات في السيناريو الثالث، أن يتعمد الاحتلال حرف "مسيرة الأعلام" تجنبا لأي مواجهة مع فصائل المقاومة التي نجحت بتثبيت معادلة الردع بالدفاع عن الأقصى والقدس في معركة سيف القدس العام الماضي.
وأضاف: "نجد أن الاحتلال اتخذ قرارا في عقد مسيرة الأعلام ولكن يبقى القرار في آلية التعامل مع المسيرة سواء باستمرارها أو انحرافها عن المسجد الأقصى".
ولا يوجد خيار يغلب على الآخر وجميعها قد تحدث دون طغيان احدهما على الآخر.
وفي ذات السياق، رأى أيمن الرفاتي المختص في الشأن (الإسرائيلي)، أن التوتر سيكون الأقرب مع تهديدات الاحتلال بتنظيم "مسيرة الأعلام"، سيما أن المقاومة نجحت في تثبيت وقائع على الأرض التي منعت التقسيم الزماني والمكاني".
ولا يختلف الرفاتي عن سابقه خلال حديثه لـ "الرسالة نت، ويقول إن "سيناريو انحراف المسيرة لتجنب حالة التوتر بعد تدخل الوسطاء، وعدم نية الاحتلال بالدخول في حرب تؤثر على الائتلاف الحكومي وتؤدي إلى سقوطه في ظل الضعف الذي يعاني منه "وهو المرجح".
أما السيناريو الثاني يتمثل في استمرار "مسيرة الأعلام" واستفزاز الفلسطينيين وهو ما يعني مواجهات في الضفة والقدس، قد تتطور إلى ردود من المقاومة الفلسطينية عبر عمليات في الداخل المحتل أو إطلاق صواريخ من قطاع غزة.
وأوضح أن السيناريو الثاني سيعمل على الدخول في مواجهة لتثبيت معادلة الردع التي دخلت من أجلها فصائل المقاومة معركة سيف القدس العام الماضي.
في حين، يتمثل السيناريو الثالث في نجاح الوسطاء بتحقيق تقارب يضمن بعدم الدخول في تصعيد وعدم تمرير المسيرة بالشكل المطلوب في المقابل احتفاظ المقاومة بعدم الرد.
وختم الرفاتي حديثه، بالقول "خيارات الاحتلال بالذهاب إلى مواجهة عسكرية جديدة، ضيقة ولا ترغب بها في ظل تخوفات من فشل جديد بقطاع غزة يؤدي إلى تفكك الائتلاف المهزوز".