قائد الطوفان قائد الطوفان

الوطن مجروح وصوتُها مذبوح فمن يسمعها؟

الاء هاشم
الاء هاشم

آلاء هاشم

على منصّة الوطن المحتل، قالوا لها ذات مرَّة صوتكِ مسموعٌ ورأيُكِ مرفوعٌ، وقضيتُكِ حيًّة ذات تأثير ووجود وتحظى بمكانة، كما كل نساء العالم لا تقبل النسيان!؟ لكنَّ ما حدث معها بعد ذلك كان العكس تمامًا، فقد سلب الاحتلال الصهيوني وأتباعه من سلطة أوسلو صوتها وااأسروه داخل زنزانة لا تصلح للحياة البشرية!! وتركوها تُصارع أمواج الحروق وحيدةً بلا علاجٍ ولا دواء ولا رعاية ولا اهتمام ولا تفقُّد لوضعها الصحي من سيادة رئيس السلطة محمود عباس ولا أي  سؤال عن حال طفلها المعتصم من قِبل رجالات التنسيق الأمني  .

أتدرون من هي؟ أتعرفونها؟ هل سمعتُم بقصَّتها؟ هل راودكم شعور بمأساتها وجُرحها ووجعها الساكن في أعماقها والذي يشبه جُرح الوطن ؟

إنَّها الأسيرة الجريحة إسراء الجعابيص"أم المعتصم"

مأساتها عبارة عن حكاية وجع بحجم الوطن وأكبر

 منذ عام *2015* والأسيرة المقدسية *إسراء الجعابيص* تقبع في سجون الاحتلال الصهيوني المُجرم بتهمة محاولة تنفيذ عملية دهس لجنود صهاينة، و هذا الاتهام جاهز لدى الكيان الصهيوني في أي حادثة لِخوفه وخشيته من عمليات الدهس والطعن الذي يُنفِّذه أبطال وثوار الضفة المحتلة في العُمق الصهيوني كما عهدنا عليهم تنفيذ عمليات فردية ضد جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه، أولئك الذين احتلوا أرض فلسطين قبل سبعة عقود، تتابعت فيها النكبات والانتكاسات على أرض فلسطين

 لذلك يُدرك الاحتلال الصهيوني بأنَّ هذه الأرض ليست ملكٌ له؛ بل لها شعب ومقاااومة تُدافع عنه بكل ما أُوتيت من قوة وعُدَّة وعتاد، هذا الكيان الصهيوني الغاصب يتعمَّد إرهاب الفلسطينيين بالاعتقال والأسر  كما حدث مع الأسيرة أم المعتصم والتي اعتقلها جنود الاحتلال بعد حريق نشب في سيارتها أُصيبت على إثره بحروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة وفقدت 8 من أصابع يديها عدا عن التشوهات التي أصابت وجهها، ورغم حالتها الصحية الحرجة وتدهورها لم يشفع لها بأن تتلقى العلاج الصحي أو الرعاية المناسبة بل أمعنت سلطات الاحتلال بإيقاع مزيدٍ من العقوبات والأذى عليها وأصدرت حكمًا بالسجن لمدة أحد عشر عامًا 

واللافت أنّ لها طفل واحد اسمه المعتصم حرمه الاحتلال من احتضان أمه وزيارتها بغير وجه حق وعلى مرأى ومسمع السلطة الفلسطينية و العالم والمنظمات الحقوقية المعنية بشؤون الأسرى و الأسيرات وعلى رأسهم هيئة شؤون الأسرى والمحررين في الضفة المحتلة، والتي لم تُحرِّك ساكنًا ولم تُطالب المؤسسات الدولية بالإفراج عنها مع علمها بِتردِّي حالتها الصحية فهي تحتاج إلى إجراء عمليات مختلفة لتخفيف حدة وحرقة وجعها الذي لم تعرف منه ليل أو نهار ومع ذلك رفض الاحتلال طلب الأسيرة الذي تقدّمت به للمحكمة العليا الصهيونية لإجراء عملية جراحية، وهذا وسط صمت وتخاذل وخذلان سلطة فتح محمود عباس للأسيرات الفلسطينيات المغيّبات داخل زنازين العدو الصهيوني

 إسراء ليست الوحيدة في سجون الاحتلال مَن تعاني القهر والوحدة والخذلان والوجع وتصارع السجان لأجل البقاء بمزيد من الصبر والتحدي، إنّما هناك غيرها من حرائر فلسطين 32 أسيرة يقبعن داخل الأسر ويتعرَّضن لأصناف من العذابات.  

وعلى الرُغم من اعتقالهنَّ وسلبهنّ أصواتهن إلا أنَّ عزيمتهن لا تكل ولا تلين ومعها لسان حالهم وحالنا يقول يا ظلام السجن خيّم إننا لااا نهوى الظلام، إنَّا سئمنا العيش في ظل الأسى والأسر والأوجاع اللامتناهية في وطننا وإنّنا نلعن السجن والأسر والخذلان في كل يومٍ ألف مرة ومرة

البث المباشر