قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلاده قررت تزويد الأوكرانيين بذخائر وأنظمة صاروخية متقدمة ستمكنهم من ضرب أهداف رئيسية بدقة أكبر في الحرب التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا منذ أكثر من 3 أشهر، في حين تعتزم أوروبا خفض وارداتها من النفط الروسي بنسبة 90% بحلول نهاية 2022.
وشدد بايدن -في مقال رأي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times)- على أن واشنطن ستواصل تسليح كييف بعتاد متطور مثل صواريخ جافلين وستينغر، وأنظمة الصواريخ الدقيقة والرادارات والمسيرات ومروحيات "إم آي-17" (Mi-17).
وأضاف بايدن أن الهدف هو بقاء أوكرانيا ديمقراطية ومستقلة وذات سيادة وتمتلك وسائل للدفاع عن نفسها.
وأكد أن الولايات المتحدة لن تحاول التسبب في الإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأنها لا تسعى لحرب بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا.
وأوضح أن واشنطن لن تشارك مباشرة في الصراع بأوكرانيا، لا بإرسال قوات ولا بمهاجمة قوات روسية، وأضاف أن بلاده لا تشجع أوكرانيا أو تمكّنها من شنّ هجمات خارج حدودها، ولا تريد إطالة أمد الحرب لمجرد إلحاق أذى بروسيا.
وقال بايدن إنه لن يضغط على الحكومة الأوكرانية، لا سرا ولا علنا، لتقديم أي تنازلات عن أراضيها.
وأضاف أن المحادثات الأوكرانية الروسية توقفت بسبب استمرار روسيا في حربها للسيطرة على أكبر قدر ممكن من أوكرانيا، وليس بسبب عدم رغبة كييف.
وقال بايدن إن الخطاب الروسي عن الأسلحة النووية أحيانا يُعد بحد ذاته أمرا خطيرا وغير مسؤول للغاية، لكن لا مؤشر حاليا على عزم روسيا استخدام تلك الأسلحة في أوكرانيا.
قد نقلت وكالة رويترز عن مسؤول رفيع في إدارة بايدن أن حزمة الأسلحة الجديدة إلى أوكرانيا تتضمن منظومة راجمات الصواريخ المتعددة "هيمارس" (HIMARS).
وأضاف المسؤول الأميركي أن أوكرانيا لن تستخدم منظومة راجمات الصواريخ المتعددة هيمارس لضرب أهداف في روسيا.
في المقابل، نقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها -اليوم الأربعاء- إن القوات النووية الروسية تجري تدريبات في إقليم إيفانوفو إلى الشمال الشرقي من موسكو.
وذكرت الوزارة أن نحو ألف جندي يجرون تدريبات في مناورات مكثفة باستخدام أكثر من 100 مركبة، تشمل قاذفات صواريخ يارس العابرة للقارات.
يدانيا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الأوضاع الميدانية شرقي البلاد صعبة للغاية بسبب ما وصفه بنقص الأسلحة.
وأشار زيلينسكي -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته السلوفاكية في كييف- إلى أن احتلال بعض المدن الأوكرانية أمر مؤقت، مؤكدا أن الأوكرانيين سيحررون جميع أراضيهم، على حد تعبيره
من جهته، أكد الجيش الأوكراني أنه صد 8 هجمات روسية خلال الساعات الـ24 الماضية على محاور مختلفة في مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.
وقال سيرغي غايداي حاكم مقاطعة لوغانسك -للجزيرة- إن الجانب الروسي يسيطر على 70% من المقاطعة تقريبا، وإن الوضع صعب للغاية، مشيرا إلى حاجة القوات الأوكرانية لمزيد من الأسلحة لوقف ما سماه العدوان الروسي.
وأضاف غايداي أنه لا يستطيع إجلاء المدنيين حاليا بسبب إطلاق النار من قبل الجانب الروسي بالمدافع الثقيلة.
وأفاد مراسل الجزيرة بمقتل 3 مدنيين وجرح 6 على الأقل في قصف صاروخي استهدف مدينة سلوفيانسك شمالي مقاطعة دونيتسك. وبحسب السلطات المحلية فإن القصف ألحق أضرارا بـ7 مبان سكنية ومدرسة.
وكانت أطراف مدينة سلوفيانسك وضواحيها قد شهدت قصفا خلال الأيام الماضية.
في هذه الأثناء، تواصل القوات الأوكرانية تعزيز مواقعها عند جبهة الجنوب، ولا سيما بين مقاطعتي خيرسون وميكولايف، حيث تتحصن في خنادق للاحتماء من القصف المتواصل على المنطقة ذات الطبيعة السهلية المفتوحة.
سياسيًا، قال مفوَّض السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه تم التوافق على فرض حزمة سادسة من العقوبات على روسيا، تشمل خفض واردات الدول الأوروبية من النفط الروسي بنسبة 90% بحلول نهاية العام الجاري.
وقد رحّبت الخارجية الأوكرانية بالقرار، وقالت إنه سيضعف قدرة موسكو على تمويل الحرب، بينما شدد الرئيس الأوكراني زيلينسكي على الحاجة إلى حظر كامل على واردات النفط الروسي.
من جانبه، أكد المستشار الألماني أولاف شولتز أن برلين تواصل جهودها لوقف استيراد النفط الروسي بحلول نهاية 2022.
المصدر : الجزيرة