باتت "مسيرة الأعلام" الملف الأكثر إزعاجا لدى الاحتلال وأجهزته الأمنية، بعدما نجحت المقاومة في تحويله من حدث عادي منذ بداية تسييرها عام 1968 إلى أزمة في الأوساط السياسية والعسكرية.
وعملت المقاومة على تثبيت معادلة "غزة-القدس" خلال معركة "سيف القدس" في مايو الماضي، وهو ما بات يقلق الاحتلال مع موعد تنفيذ "مسيرة الأعلام" كل عام.
ولعل ما حدث يوم الأحد الماضي، من استنفار كامل لأجهزة الأمن (الإسرائيلية) يؤكد أن "مسيرة الأعلام" قبل معركة سيف القدس ليس كما بعدها.
** أزمة مستمرة
بدوره، أكد المختص في الشأن الأمني محمد أبو هربيد، أن "مسيرة الأعلام" بعد معركة سيف القدس، ليست كما قبلها، "ولعل المناورة التي اصطنعتها (إسرائيل) منذ أسابيع تحضيرا ليوم المسيرة يؤكد ذلك.
وقال أبو هربيد في حديث لـ "الرسالة نت" إن الاحتلال يعمل على التقسيم الزماني والمكاني خلال الفترة الماضية، وبالتالي كان لابد من وقفة للمقاومة في هذا الاتجاه وترسيخ معادلة غزة القدس".
وأوضح أن المقاومة ثبتت معادلة الردع عبر منع "مسيرة الأعلام" في مايو العام الماضي بمعركة سيف القدس، "وما حدث من تأهب كبير واستنفار وقلق في الأوساط الإسرائيلية أقلق العالم".
وأشار إلى أن المقاومة عملت على ضرورة أن تبقى خطوط الجبهات الفلسطينية مترابطة مع بعضها، دون عمل الاحتلال على عزل الجبهات والاستفراد بها.
وبيّن أن (إسرائيل) في موقف ضعيف، وأدخل الوساطات لتمرير سويعات "مسيرة الأعلام" وهو ما يؤكد على قوة الردع عند المقاومة الفلسطينية.
وختم حديثه: "بالتالي نرى أنه رغم مرور مسيرة الأعلام، إلا أن المقاومة قادرة على الرد وربما تتجهز للوقت المناسب للدخول في المعركة ومفاجأة الاحتلال".
وتجدر الإشارة إلى أن المقاومة الفلسطينية رسخت معادلة غزة القدس في معركة "سيف القدس" التي جرت في مايو من العام الماضي، والتي أفشلت مخططات الاحتلال في التقسيم الزماني والمكاني للقدس.
ويتفق الكاتب والمختص في الشأن السياسي مصطفى الصواف مع سابقه، في أن "مسيرة الأعلام" بعد معركة سيف القدس اختلفت عن سابقاتها من السنوات الماضية.
وقال الصواف في حديث لـ "الرسالة نت": "مسيرة الأعلام مستمرة منذ 54 عاما، ولكن يحسب للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إنجازا عظيما يتمثل في جعل المسيرة تحديا كبيرا للاحتلال".
وأكد أن رسائل المقاومة للاحتلال وصلت خلال الفترة الماضية، "حتى دون إطلاق التصريحات، وهو ما جعل الاحتلال يفكر مليا في ردود فعل المقاومة".
ودعا الصواف لضرورة تكاثف الجبهات الفلسطينية في وجه الهجمة الشرسة على المسجد الأقصى، "مؤكدا أن اشتعال جبهتي الضفة والقدس، هما المطلبان الأساسيان خلال الفترة الحالية".
وفي تصريح له، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قبل يوم من انطلاق المسيرة، بأن الاحتلال يريد أن يجعل من "مسيرة الأعلام" محطةً لتخطي منجزات معركة "سيف القدس" وتجاوز البيئة التي أعقبت هذه المعركة، مؤكداً أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء والمسجد الأقصى حق لنا وملك أيدينا.