لا ينفك الاحتلال عن ملاحقة واستهداف قيادات ونشطاء حركة حماس في الضفة الغربية، في محاولة لإخماد جذوة المقاومة المتصاعدة، وحالة الدعم الشعبي الواسع لها والتي ظهرت في انتخابات النقابات والجامعات.
وطوال سنوات الاحتلال لم يسلم قادة حماس وأبناؤها من محاولات التغييب عن الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية، خاصة وأن الاحتلال يعتبرهم شخصيات فاعلة ومؤثرة في الشارع الفلسطيني.
ومع كل انتخابات تصعد فيها حماس تكون الاعتقالات وسيلة الاحتلال لتغييب مرشحي الحركة وأنصارها، كما حدث قبل سنوات بعد فوزها في انتخابات عام 2006، ومؤخراً الانتخابات التشريعية التي عطلها رئيس السلطة محمود عباس العام المنصرم، ثم انتخابات المجالس المحلية التي جرت في مارس الماضي.
كما شنت قوات الاحتلال حملة شرسة استهدفت نشطاء الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة، وخاصة بيرزيت التي حققت فيها فوزاً كبيراً في انتخابات مجلس الطلبة رغم اعتقال قيادات الكتلة.
وعشية تلك الانتخابات اعتقلت قوات الاحتلال في السابع عشر من مايو الماضي نشطاء الكتلة الإسلامية معتصم زلوم، عبد الرحمن علوي، عبد المجيد حسن، ضياء زلوم، محمد الفاتح، محمد عرمان، وسام تركي.
وسبق ذلك اعتقال الاحتلال منسقي الكتلة الإسلامية في بيرزيت اسماعيل البرغوثي، ونادر عويضات.
استهداف المرشحين
فجر اليوم الأحد كان القيادي والمرشح ياسر البدرساوي هدفاً لقوات الاحتلال التي اعتقلته من منزله في نابلس، ليرتفع عدد مرشحي قائمة القدس موعدنا المعتقلين في سجون الاحتلال إلى 14.
وأسرى قائمة القدس موعدنا في الضفة الغربية هم الشيخ جمال الطويل وحسن الورديان وياسر البدروساي ويوسف قزاز وفادي عمرو وياسر حماد وعبد الباسط الحاج ومحمد أبو طير وفرحان علقم وناصر عبد الجواد وجمال أبو الهيجا ومحمد صبحة وعبد الخالق النتشة ونائل البرغوثي.
هامات لا تنحني
يضاف إلى ذلك قيادات كثر تغيبهم سجون الاحتلال، كالشيخ حسين أبو كويك الذي تشهد له ميادين الضفة بعدم التأخر عن تلبية نداء نصرة المسجد الأقصى والأسرى والحث على مقاومة الاحتلال.
واعتقل أبو كويك في السابع من ابريل الماضي من منزله في بلدة بيتونيا قرب رام الله، علماً بأنه أمضى ما لا يقل عن 11 عاما في سجون الاحتلال على فترات متقطعة، وهو أحد مبعدي مرج الزهور عام 1992، واستشهدت زوجته وأبناؤه الثلاثة عام 2000.
ولقادة القدس كالشيخين محمد أبو طير وأحمد عطون حكاية صمود أسطوري خلف القضبان، التي التهمت سنوات كثر من حياتهما، لكنها فشلت في قتل عزيمتهما ووأد مبادئهما التي باتت قناعة لدى كل فلسطيني.
وأمضى النائب الشيخ أبو طير أكثر من 36 عاماً في سجون الاحتلال، بينما تعرض النائب عطون للاعتقال أكثر من 14 عاماً.
وإلى جانب أبو طير وعطون يعتقل الاحتلال في سجونه 3 من نواب حماس هم (حسن يوسف وناصر عبد الجواد وياسر منصور).
وبسيف الاعتقال الإداري يواصل الاحتلال اعتقال القيادي في حماس عبد الجبار جرار من جنين منذ 6 أشهر، وذلك بعد 3 أشهر فقط من الإفراج عنه إثر اعتقال إداري استمر 12 شهرا.
وأمضى القيادي جرار قرابة 15 عامًا، في سجون الاحتلال عانى خلالها من ظروف صحية صعبة، كما تعرض للتحقيق العسكري القاسي لأكثر من مرة.
حتى القيادي في حركة حماس الكفيف عز الدين عمارنة من جنين، لم يسلم من الاعتقال الإداري الذي حول إليه بعد اعتقال في فبراير الماضي.
وأمضى القيادي عمارنة من حياته نحو 8 سنوات ونصف في سجون الاحتلال، وهو أول مقرئ من فلسطين يسجل المصحف كاملا، وحاصل على الدكتوراه في الفقه وأصوله من جامعة المدينة ماليزيا، كما انه داعية ومحاضر في جامعات ومساجد فلسطين.