قائمة الموقع

مقال: هل من كان طريقه نصر أو شهادة يُخشى عليه؟

2011-01-01T11:50:00+02:00

بقلم :مصطفى الصواف     

في الذكرى الثانية للعدوان ما الذي تغير؟، هل انتهت المقاومة؟، هل قضي على حماس؟ هل انكسر الشعب الفلسطيني واستسلم؟، هل قويت (إسرائيل) على قوتها؟، إذن ما الذي تغير؟، سؤال يراودني منذ أيام طوال؟، وانظر من حولي فما وجدت إلا الصمود؟.

الصمود كان النقطة الفارقة بين ما كان في العدوان وما جاء بعد العدوان؟، تفحصت الوجوه الشاحب منها والممتلئ، الغني والفقير، المهموم ومن يعيش في بحبوحة؟، فما وجدت إلا مزيدا من الصمود، عيون على مختلف مستوياتها شامخة فيها الكبرياء والانفه وحب التضحية، ما أن تسال واحدا منهم ماذا تتوقع حتي يرد عليك ردا مفحما وكأنك أمام عظيم يملك مجامع الكلم وأدوات الحديث بلسان فصيح، نحن صامدون، ولن نستسلم، وسندافع عن أنفسنا وسنصبر على ما يجري، ونسال سؤالا آخر، ألا تخشى من المقاومة؟، فيرد مستنكرا السؤال، ويقول نحن لا نخشى على المقاومة ولا من المقاومة، لان من يقدم نفسه وروحة دفاعا عنا، ماذا تنتظر أن نقول عنه أو نفعل معه، لأننا مهما فعلنا أمام فعلهم نبقى صغار، لان المقاومة ورجالها هم من يبقي القضية حية، هم من يحيوا في نفوسنا الأمل بالعودة، والأمل بالتحرير، ويحيون في نفوسنا العزة والكرامة.

نعم هناك أمور كثيرة ربما تغيرت في شكلها الخارجي، ولكنها حافظت على جوهرها ونوعية معدنها، وبقيت على عهدها الذي أخذته على نفسها وهو أنها لن تلين لها قناة ولن تهزم لها عزيمة وستكون إرادتها اصلب واشد، رغم الجراح والدمار وكل ما سبق، وما بلوج به العدو الآن، بل الواقع يؤكد على الإصرار على نفس الطريق الذي مضى عليه من سبق، فالجميع ينطق بلسان عربي فصيح لا غبار عليه، نحن من المقاومة ونحن مع المقاومة، عقولنا مشغولة عليهم، وقلوبنا مفتوحة قبل بيوتنا، ودربنا دربهم، وسنبقى الحماة لهم.

هذا الذي تغير، ولكن في الاتجاه الايجابي، تغير نحو الأفضل، وهذا ما يغيظ العدو وهو يرى فشله في حربة النفسية ودعايته الغوغائية وتهديداته الإرهابية، ورغم ذلك يجد إصرارا يجعله حائرا، كيف يمكن أن نهزم شعب بهذه الإرادة والتصميم، لم ندع شيء من أدوات الدمار والخراب والإرهاب إلا استخدمناه، اعتقال، إبعاد، قتل ، تدمير، تهجير، لو كل ذلك قد مورس على أحد في هذه الدنيا ما صمد أو صبر بهذا الذي نجده في الشعب الفلسطيني، والجميع يسأل ما سر قوته، أهو الحق، أم أن هناك شيء آخر، أهؤلاء بشر مثلنا أم أنهم من جنس آخر؟، ما السر، ابحثوا لنا عنه، أخبرونا حتى نخترع له الحل ونداويه بالطريقة الأمثل حتى نتخلص منه.

السر هو الحق المسبوق بالإيمان بالله، والتوكل عليه، فهل بعد الله من نصير، وهل من استشعر معية الله يخشي في هذا الكون جبروت أو جبار، لا والله ، إنه اليقين، إنه الإيمان( وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وعد بالنصر والتمكين.

الشعب الفلسطيني بعد مرور عاما هو أشد قوة رغم الرياح العاتية، وأكثر صلابة وتماسكا مما سبق، واشد إصرارا على مواصلة الطريق، إما نصر أو شهادة، فهل شعب هذا طريقة يُخشى عليه؟، سؤال نوجهه لمن يبحث عن السر في هذا الكون.

اخبار ذات صلة