قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: رأس المقاومة المطلوب رقم واحد في الورقة المصرية

مصطفى الصواف

قد تتوقف المقاومة فترة من الزمن، قد تخف حدة المقاومة ، قد تؤجل المقاومة الفعل المقاوم مع العدو انشغالا بترتيب أوضاعها الميدانية وتجهيز نفسها لجولة قادمة بعد العدوان الأخير على قطاع غزة، أما أن تنتهي المقاومة من قاموس الشعب الفلسطيني وهو لازال تحت الاحتلال ولازالت أرضه مغتصبة ومقدساته منتهكة والقتل والتشريد مسلط عليه، هذا لا يمكن إن يجوز أو يكون ولا حتى في عرف أكثر الناس خوفا وجبنا.

ولكن أن يصل الحد بشطب المقاومة من أجندة وثوابت الشعب الفلسطيني تساوقا مع الرغبات الأمريكية والأوروبية، أو خدمة لمصالح إسرائيل التي تلتقي مع مصالح البعض، فهذا أمر لا يجوز، ولا يمكن له أن يكون ولا يقبله حر ولا تقبله مروءة ولا يقبله شعب محتل ينشد الحرية والتحرير؛ لا من أهله ولا ممن يتوهم أنه دولة كبرى أو دولة شقيقة أو دولة حبيبة، فالحب والكراهية والضعف والقوة يتوقف لو كان هناك مسا بالحقوق والثوابت الفلسطينية ويجب أن يرفضه الجميع، فالضعيف لن يبقى ضعيفا والقوي لن يبقى قويا، ولكن التاريخ سيبقى يسجل في صفحاته من تهاون وتنازل ومن صمد وقاوم، فاختاروا في أي الصفحات تكتبون.

الورقة المصرية يا أيها الشعب الفلسطيني في نسختها الأخيرة التي تهدد بها مصر حماس بأنها غير قابلة للنقاش أو التعديل أو السحب أو الإضافة أسقطت حق المقاومة من خلال إسقاط حق الشعب الفلسطيني المحتل في تشكيل قواته المسلحة المقاومة للاحتلال والاكتفاء بسلاح واحد هو سلاح السلطة، سلاح التنسيق الأمني، سلاح الجنرال الأمريكي دايتون، سلاح الفلسطيني الجديد الذي يتم تشكيله وإعداده في معسكرات التدريب الأردنية والمصرية وغيرها.

الورقة المصرية يا أيها الشعب الفلسطيني المحتل تريد لنا أن نتنازل عن حق المقاومة، وهي جاءت في ذلك تساوقا مع الإدارة الأمريكية التي أرسلت ميتشل إلى الإدارة المصرية لتقول لهم إن المسودة الأولى التي أرسلت للفصائل الفلسطينية لا تصلح في عرفنا ولا يمكن لها أن تكون، يجب على أي ورقة أن تكون مقبولة على شروط الرباعية الدولية وأمريكا جزء منها، فتم إعادة صياغة الورقة المصرية من جديد بما يتفق وشروط الرباعية وشروط عباس التي تقول أن المصالحة يجب أن تفضي إلى حكومة لا تجلب الحصار ومقبولة دوليا.

ورقة المصالحة المصرية يا شعب فلسطيني المشرد لم تتحدث عن القدس التي تهود وتنهب وتدمر ويشرد أهلها ولا عن كيفية الحفاظ عليها لأنها ليس عاصمة للدولة الفلسطينية وهي ضمن نطاق المستوطنات الكبرى التي ستضم إلى دولة الاحتلال وفق خطة اوباما للحل في المنطقة.

الورقة المصرية يا شعب فلسطين المجروح جراء الانقسام والانفلات لا تريد أن تضع حدا لقيادة عباس في المرحلة الانتقالية وغير الانتقالية وذلك تحقيقا لتهيئة الأجواء وإيجاد القيادة التي تتفرد في اتخاذ القرار دون مرجعية وطنية فلسطينية تكون ضابطا وحكما لأي قرار فلسطيني، كما حديث في المرة الأولى مع تقرير حولدستون، هل تدرون لماذا؟، لان السيد اوباما الرجل الأول في البيت الأبيض لا يريد مصالحة تحافظ على الثوابت ولا يريد قيادة تعترض على شروط الرباعية ويريد قيادة تقول( إن حطيتوا حطينا وإن شلتم شلنا) وشبيك لبيك عبدك بين يديك، بحجج الواقعية تارة والظروف الدولية تارة والواقع العربي تارة وغير ذلك من المبررات.

الورقة المصرية تريد انتخابات لا تحقق للشعب الفلسطيني حرية الانتخاب والترشح وتبقي سيف الاحتلال مسلط على رقاب المرشحين وسيف الاعتقال يعمل فيهم كما عمل في المجلس الحالي الذي وصل ثلث أعضائه إلى سجون الاحتلال، وباقي منهم حتى الآن 25 نائبا معتقلا، وهي تريد انتخابات على مقاس المشروع الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية.

هل عرفتم الآن ما هية الورقة المصرية في نسختها الأخيرة التي يريد حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية أن لا تفتح ولا تناقش وأنها ورقة للتوقيع أو للتزوير، وبعدها يعمل على فضح من يرفض التوقيع، اتركوا مصر تفعل ما تريد، لانها للن تفعل أكثر مما تفعل، وهي اضعف من أن يكون لها تأثير الآن، ولن يكون لها قرار مستقل وقرارها بات وفق مقولة هيكل والتي تنطبق أيضا على النظام المصري الحالي( شيلوه يتشال وحطوه ينحط)، وسلامات يا ورقة مصرية.

البث المباشر