نعلم جيداً أن الجامعة هي «صرح علمي» تلعب دوراً هاماً في قيادة التعليم والتعلم والبحث وزيادة المعرفة لدى الطلبة، لكن ما شاهدناه اليوم في جامعة النجاح كان مخالفاً لما نعلمه ويعلمه الجميع، إذ أنها أصبحت مكاناً بوليسياً يُمارس فيه أصناف من القمع والتعذيب والاعتداءات الوحشية على الطلبة.
للأسف ما حدث اليوم في جامعة النجاح بنابلس لا يدع مجالاً للشك بأن رئاسة الجامعة غير حكيمة؛ بل ينطبق عليها أنها ذات طابع سلطوي عدائي، ويتضح ذلك جلياً من خلال ما قام به أفراد وعناصر أمن الجامعة من اعتداءات وضرب همجي للطلبة المعتصمين داخل حرم الجامعة للمطالبة بإعادة الطلاب المفصولين من الكتلة الإسلامية والشبيبة الفتحاوية وحقهم بحياةٍ جامعية آمنة بعيدة عن التغول والتسلط المتبع داخل الجامعة.
لقد شاهدنا صوراً صادمة خرجت من صرح تعليمي يظهر فيها كمية العِداء الذي تكنه رئاسة الجامعة للطلاب، وهو ما ينم عن حجم الانحطاط اللاأخلاقي الذي تنتهجه إدارة الجامعة بحق الطلبة، وما ظهر أثناء قيام أمن الجامعة بركل أحد الطلاب في وجهه بعد أن تم ضربه وتمزيق ملابسه عن جسده. ولم يكتفوا بفعلتهم الشنعاء عند هذا الحد؛ بل إنهم تمادوا في فعلتهم النكراء وأصابوا العديد من الطلاب واحتجزوا عدداً من الطالبات داخل أسوار الجامعة وتطاولوا عليهن بالسب والذم وتوجيه الشتائم لهن.
جاءت الوقفة اليوم بعد أن قررت إدارة جامعة النجاح فصل 15 شخصاً بينهم خمسة طلاب من الكتلة الإسلامية وخمسة طلاب من الشبيبة ومثلهم من أمن الجامعة؛ وذلك على إثر الأحداث التي وقعت قبل أيام أمام الجامعة.
وكان عناصر أمن الجامعة بزي مدني وطلبة من حركة الشبيبة الطلابية اعتدوا على صحافيين وطلاب من الكتلة الإسلامية خلال وقفة احتجاجية أمام مبنى الجامعة قبل أيام، وتكرر المشهد اليوم ولكن على أسوأ من سابقه، حيث أظهرت مقاطع مصورة حجم الإجرام الذي يمارسه أفراد من أمن الجامعة بحق الطلبة.
لذا، يجب الكشف عن هؤلاء الاجراميين وتعريتهم ورفع الغطاء عنهم، وتوقيع العقوبات المشددة بحقهم. وكذلك فضح الممارسات التي تقوم بها إدارة الجامعة مع الطلاب وتمييزها المطلق بين الطلاب أنفسهم؛ انطلاقاً من مبدأ الحزبية الصفراء العمياء.