عبّرت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان عن إدانتها البالغة لممارسات الأجهزة الأمنية في الضفة الغريبة المحتلة المتمثلة في الاعتداء على التجمع الطلابي في جامعة النجاح واختطاف أحد الصحفيين، داعية لفتح تحقيق جدي حول الحادث.
وأكدت منظمة "سكاي لاين" الأربعاء، في بيان صحفي، أن تلك الممارسات تشكل انتهاكًا خطيرًا لقواعد الحماية التي أقرها القانون للعمل الصحفي ولحرية الرأي والتعبير.
ودعت المنظمة الحكومة الفلسطينية لفتح تحقيق عاجل في ملابسات الأحداث الأخيرة وتقديم المخالفين للعدالة.
كما حثت المنظمة نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومنظمات المجتمع المدني إلى إبداء مواقف أكثر حسمًا إزاء المساس المتكرر بالصحفيين الذين يدفعون ثمنًا باهظًا نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية أيضًا.
وقالت :" نتابع بقلق واستهجان شديدين اعتداء الأجهزة الأمنية على مجموعة كبيرة من طلبة جامعة النجاح أمس الثلاثاء، بعد إقامتهم لأحد التجمعات للمطالبة بحرية التعبير واعتراضًا على بعض قرارات الجامعة، الأمر الذي أدى إلى تصاعد الموقف وإصابة عشرات الطلاب بعد تدخل الأجهزة الأمنية بشكل غير مبرر.
ولفتت "سكاي لاين" بأن العناصر الأمنية أقدمت أيضًا على اختطاف الصحفي الفلسطيني "سامر خويرة" والاعتداء عليه بالضرب المبرح وتهديده خلال عمله الميداني في نابلس شمال الضفة الغربية، معبرة على أسفها للتفاصيل المروعة التي رواها الصحفي "خويرة" والذي يعمل مراسلاً للعديد من الجهات الإعلامية، حول مجريات الاعتداء الذي تعرض له.
وأضافت "ذكر الصحفي خويرة أنه خلال تواجده أمام مستشفى رفيديا في مدينة نابلس لتغطية الإصابات التي نجمت عن اعتداء أمن جامعة النجاح على مجموعة من الطلبة مقر الجامعة بنابلس، مساء أمس الثلاثاء، أوقفته سيارة جيب سوداء مدنية، ترجّل منها أربعة أشخاص بملابس مدنية، باغتوه بتوجيه اللكمات إلى وجهه، ما أدى إلى كسر نظارته، قبل أن يسحبوه بالقوة إلى السيارة بطريقة وحشية".
وتابع"في السيارة انهالوا عليّ بالضرب بكل قوّتهم، وتحديداً على أذنيّ، وشتم أحدهم الذات الإلهية ووجه شتائم نابية إليّ، وبقيت معهم في السيارة لمدة نحو 20 دقيقة وهم يقومون بالتجول في شوارع رفيديا، ويوجّهون إليّ الشتائم البذيئة، وقال أحدهم: احنا بنسمعك ع الإذاعة"، في إِشارة إلى إذاعة حياة التي يقدم فيها "خويرة" البرنامج الصباحي.
وقال خويرة: "سألني أحدهم لماذا قمت بتغطية المؤتمر الصحافي للكتلة الإسلامية في جامعة النجاح ظهر اليوم، فأجبته بأنّ هذا عملي، ولو وُجّهت دعوة إليّ لأغطّي مؤتمر للشبيبة الطلابية لقمت بتغطيته أيضاً".
ووفق "سكاي لاين"، قال خويرة: " لم يقنع ذلك المعتدين الذين واصلوا إطلاق الشتائم، وقالو إنت مشكلتك مع فتح، والآن جهاز الأمن الوقائي راح نخليه يتفاهم معك".
وبيّن أن الجولة في السيارة استمرّت 20 دقيقة من الضرب والشتائم قبل أن يفرج عنه في الشارع الـ 16 من المدينة، حيث توجّه من هناك إلى منزله، مؤكدًا على أن " الجناة ليسوا مجهولين، وأعرف أحدهم على الأقل وهو يعمل في جهاز الأمن الوقائي".
وأدانت "سكاي لاين" بشدة هذا الاعتداء، مطالبة النيابة العامة الفلسطينية بفتح تحقيق جدي فيما حدث للتحقق "إن كان هذا الاعتداء الذي تم بطريقة عمل العصابات هو عمل رسمي، أم هو عمل غير رسمي لعناصر مدنية وأمنية، والمحاسبة الجادة في الحالتين".
وفي السياق، أدانت سكاي لاين أيضًا، الاعتداء الذي قامت به عناصر أمنية فلسطينية على الصحفي "ليث جعار"، من وكالة جي ميدا، وتحطيم الكاميرا الخاصة به خلال محاولته تغطية مؤتمر صحفي للكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، قبل أيام، "الأمر الذي يثبت بأننا أمام حالة ممنهجة لمحاولة حجب الحقيقة وترهيب الصحفيين لمنعهم من نقل مجريات الأحداث".
وأكدت "سكاي لاين" على أن ما ترصده من معلومات حول ممارسات الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، ينتهك بشكل خطير وغير مقبول قواعد القانون الدولي التي كفلت حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي دون تقييد أو ملاحقة.
كما شددت على أن تلك الانتهاكات تمس بشكل خطير مجموعة الحقوق الأساسية التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.