ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها الرياضة "الإسرائيلية" وسيلة تهويد للمدينة المقدسة، وفي هذا الإطار تستعد بلدية الاحتلال في القدس لإقامة ماراثون رياضي استفزازي بالأعلام "الإسرائيلية" منتصف يوليو المقبل.
وفق تقارير "إسرائيلية" سيشهد الماراثون الرياضي مشاركة 10 آلاف يهودي من جميع أنحاء العالم، بإشراف بلدية الاحتلال، وبالتعاون مع الخارجية "الإسرائيلية"، كما سيأتي ضمن "الألعاب الأولمبية اليهودية"، التي يشارك فيها رياضيون من أصول يهودية حول العالم.
يشار إلى أن الوكالة اليهودية المسؤولة عن جلب اليهود لفلسطين، ستدفع تكاليف الحدث بالتعاون مع بلدية الاحتلال وخارجيته.
يقول مازن الجعبري الباحث في الشأن المقدسي إن حدوث الماراثون مؤشر على كيفية عمل (إسرائيل) لاستقطاب اليهود من جميع أنحاء العالم والترويج وتستهدف إظهار أنها تملك السيادة على مدينة القدس دون أي مواجهات مع الفلسطينيين.
وذكر الجعبري لـ "الرسالة نت" أن "إسرائيل" تعيش أزمة سياسية منذ احتلالها للقدس 1967 وهي تصارع في محاولة ترسيخ هويتها في المدينة المقدسة، لذا تلجأ لمختلف الفعاليات والأنشطة السياسية والاقتصادية وحتى الرياضية في محاولة لتأكيد سيطرتها مع رفع العلم "الإسرائيلي".
وأشار إلى أنه بفعل المواجهات الواقعة في السنتين الأخيرتين في مدينة القدس والاشتباكات المستمرة بين المستوطنين والمقدسيين، تحاول بلدية الاحتلال تغيير صورتها السلبية لدى اليهود في جاليات العالم لتثبت أنها صاحبة السيادة وتجلبهم للعيش فيها.
ويجدر الإشارة إلى أن هذه المرة الأولى التي يجري فيها الماراثون بالقدس، إذ سبق أن أقيم 20 مرة في "تل أبيب"، حيث ينطلق من ملعب "تيدي" غرب القدس وصولا إلى البلدة القديمة وباب الخليل شرقا.
وفي السياق ذاته يؤكد فخري أبو دياب المختص في شؤون القدس أن الحدث الرياضي المزمع عقده في القدس سنوي لكن ما يميزه عن السنوات السابقة أنه سيكون في مدينة القدس بدلا من الساحل الفلسطيني ومدن الداخل المحتل لأسباب سياسية.
وبحسب متابعته، يذكر "للرسالة نت" أن الهدف من الماراثون الذي وصفه بالاستفزازي وحمل الاعلام الإسرائيلية فيه هو جلب الاف اليهود تحت مسميات رياضية لتحقيق أهداف ومكاسب سياسية، موضحا أن (إسرائيل) تحاول انتزاع أي وسيلة لاستعادة السيادة على القدس.
وتطرق إلى نقطة هامة وهي أن المارثون لن يمر بالأحياء الفلسطينية ليظهر لليهود المشاركين من أنحاء العالم أنه لا يوجد أحداث في مدينة القدس والجميع يعيش بسلام.
وبحسب قوله فإن الاحتلال يبتدع كل مناسبة لإثبات سيطرته على القدس واستفزاز المقدسيين، لافتا إلى أن كل الفعاليات والأنشطة الاستفزازية مترابطة ولها دلالاتها، فالمارثون حدث سياسي لكن بغطاء رياضي.
ويذكر أن استاد "تيد" الذي سيقام عليه الماراثون سمي على اسم أول رئيس بلدية للقدس.
وفي ظل تسارع وتيرة الانتهاكات التي تتعرض لها المدينة المقدسة، يبدو واضحا أن ما يجري بسبب الموقف العربي الذي يشجع الاحتلال على المضي قدما في إنجاز مخططاته، وتحقيق أهدافه في تهويد القدس، وطمس معالمها وآثارها الإسلامية والمسيحية، وتغيير هويتها وثقافتها العربية والإسلامية، واستحداث تاريخ يهودي مزيف في الوقت ذاته.
كما أنه في مارس الماضي أغلقت شرطة الاحتلال عددا من الشوارع في القدس من شمال المدينة (التلة الفرنسية والشيخ جراح)، وصولا إلى جنوبها (شارع القدس- الخليل) بما فيها منطقة حي المصرارة، وباب الخليل، وباب الجديد، وشارع يافا، بحجة تأمين ما يسمى "ماراثون القدس 2022.