قائد الطوفان قائد الطوفان

قمة مجموعة السبع.. 600 مليار دولار لدعم البنى التحية في مواجهة طريق الحرير الصيني وعقوبات جديدة ضد روسيا

الرسالة نت - وكالات

قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن قمة مجموعة السبع قررت استثمار 600 مليار دولار في البنى التحتية العالمية، ضمن عدة إجراءات يأمل في أن تغير العالم لأجيال، وذلك خلال القمة التي بدأت الأحد في منطقة الألب البافارية في ألمانيا، لبحث جملة من القضايا أبرزها الحرب في أوكرانيا والمخاوف من أزمة عالمية في الغذاء والطاقة.

وأوضح بايدن أن القرار هو التزام من الدول الصناعية الكبرى لتحقيق العدالة في البنى التحتية العالمية، والمساعدة في بناء دول متوسطة الدخل، مؤكدا أن القرارات التي خرجت بها القمة ستحدد مسار العالم لأجيال قادمة.

بدورها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الدول الأوروبية ستقدم نحو 300 مليار يورو على مدى السنوات الخمس المقبلة، لتمويل البنية التحتية في الدول النامية، في إطار جهود مجموعة السبع لمواجهة ما يعرف باسم طريق الحرير الصيني الجديد.

وكانت الجلسة الأولى لقمة مجموعة الدول السبع في "قصر الماو"، جنوبي مقاطعة بافاريا بألمانيا، قد بحثت أزمتي الغذاء والطاقة، وارتفاع التضخم في الاقتصاد العالمي، إلى جانب حرب روسيا على أوكرانيا.

ويشارك في القمة أيضا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر الفيديو.

عقوبات على روسيا

وفي مستهل القمة -التي تستمر 3 أيام في قلعة إلماو- أعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا واليابان أنها ستحظر واردات الذهب الروسي، ضمن جهود تشديد العقوبات على موسكو وقطع سبل تمويل حربها على أوكرانيا، بينما اكتفت فرنسا بإعلان تأييدها.

وقال بايدن إن المجموعة ستعلن حظر واردات الذهب الروسي ضمن أحدث حزمة من العقوبات، لكن لم يتضح إن كانت هذه الخطوة ستتم بالتوافق، إذ قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن القضية تتطلب حرصا في معالجتها وإلا فقد تأتي بنتائج عكسية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "الإجراءات التي أعلنا عنها اليوم سوف تستهدف بشكل مباشر طبقة الأثرياء الروس أصحاب النفوذ، وتضرب آلة بوتين العسكرية في الصميم".

واعتبر جونسون أن العواقب ستكون كارثية على العالم إذا تُرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفلت من العقاب، حيث سيضفي شرعية على استحواذه على المزيد، عبر العنف، حسب تعبيره.

بدوره، قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني توبياس إلوود للجزيرة إن الدول لا تبذل ما يكفي لجعل روسيا تُخرس الحرب التي أعلنتها على أوكرانيا، معتبرا أن القمة مهمة للتأكيد على الوحدة لمواجهة "الاعتداء الروسي".

وأضاف إلوود أنه إذا سُمح لبوتين أن يستمر في الحرب فسيغريه ذلك بممارسة خططه في مكان آخر في أوروبا مستقبلا، وأن التفاوض مع بوتين يعني المزيد من التحديات لأوروبا في السنوات القادمة.

من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن على الدول السبع الكبرى مساعدة أوكرانيا ودعم الاقتصاد الأوروبي وحلفائه.

وعبر ميشيل عن رغبة المجلس في عزل روسيا وإقناع الدول بعدم بناء تحالفات معها؛ مضيفا أن على الجميع مواجهة تحديات ارتباط الاقتصاد بالطاقة الروسية.

وبلغت قيمة صادرات الذهب الروسية العام الماضي حوالي 15.5 مليار دولار.

في السياق نفسه، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إن قمة مجموعة السبع ستصدر إعلانا رسميا بشأن حظر واردات الذهب الروسي يوم الثلاثاء، وأضاف أنه "أحد الصادرات الرئيسية ومورد دخل رئيسي لروسيا من حيث قدرتها على التعامل مع النظام المالي العالمي".

روسيا تقصف كييف

وبالتزامن مع بدء قمة مجموعة السبع، نفذت القوات الروسية قصفا على وسط العاصمة الأوكرانية كييف للمرة الأولى خلال 3 أسابيع.

وقالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إنها قصفت مصنع "أرتيوم" لإنتاج الصواريخ في كييف، وأوضحت أن الأضرار التي لحقت بمبنى سكني مجاور سببها صاروخ أوكراني مضاد للطائرات، نافية أنباء عن قصفها منطقة سكنية.

وتأتي هذه التطورات قبل قمة أخرى لدول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العاصمة الإسبانية مدريد، من المقرر أن تبدأ الثلاثاء.

من جهته، وصف بايدن عمليات القصف الروسية بـ"الهمجية"، في حين قال وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا إن على مجموعة السبع أن ترد بتقديم المزيد من الأسلحة لكييف وفرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو.

احتجاجات ضد القمة

ويبدو أن كثيرين في البلد المضيف غير سعداء بهذه القمة ومتحفظون على كثير من القضايا، فقد تظاهر مئات المحتجين في بلدة غارميش بارتنكيرشن بجنوب ألمانيا، بالقرب من مكان اجتماع القمة، مطالبين باتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ.

وكان من المتوقع أن يشارك نحو ألف شخص في هذا الاحتجاج، لكن الشرطة قالت إن عدد المحتجين بلغ 250.

وسبق أن تجمع نحو أربعة آلاف محتج في ميونيخ السبت، مطالبين قادة مجموعة السبع باتخاذ إجراءات لمكافحة الفقر وتغير المناخ والجوع في العالم.

كما نظم نشطاء المناخ الأحد مسيرة في وسط لندن، مطالبين زعماء مجموعة السبع بالإلغاء الفوري لجميع ديون الدول النامية.

أزمات عالمية وشيكة

وتأتي قمة مجموعة السبع هذا العام وسط ظروف أحلك من العام الماضي، حين التقى أولئك الزعماء للمرة الأولى منذ بداية جائحة كوفيد-19.

فقد أدى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء عالميا جراء حرب أوكرانيا إلى إضعاف النمو الاقتصادي، وحذرت الأمم المتحدة من "أزمة جوع عالمية غير مسبوقة".

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس بايدن أن مجموعة السبع قررت استثمار 600 مليار دولار في البنى التحتية العالمية.

من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن كل زعماء مجموعة السبع يساورهم القلق بشأن أزمة اقتصادية عالمية وشيكة، مع تباطؤ النمو وتزايد التضخم.

وأضاف شولتز في بيان متلفز أن "كل الدول الأعضاء قلقة من الأزمة التي نواجهها. معدلات النمو المتراجعة في بعض الدول وتصاعد التضخم ونقص المواد الخام واختلال سلاسل الإمداد، هذه ليست تحديات بسيطة".

ويناقش زعماء مجموعة السبع خيارات مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة والبحث عن بدائل لواردات النفط والغاز الروسية، ويناقشون أيضا قضايا تغير المناخ وتوسع النفوذ الصيني، وغيرها.

المصدر : الجزيرة + وكالات

البث المباشر