تبدو أشبه بمقصلة الإعدام التي تفصل الرأس عن الجسد، هكذا هي البوابات الحديدية التي يضعها جيش الاحتلال (الإسرائيلي) على مداخل القرى والبلدات الفلسطينية، ليتحكم بحركة السكان والأهالي ويشدد حصاره عليهم وقتما شاء لأيام طويلة وتحت ذرائع وحجج واهية.
وفرض جيش الاحتلال حصاره أسبوعين على قرية عابود شمال غرب رام الله، بعد أن أغلق مدخلها الوحيد، ليضع نحو 2500 نسمة من سكانها المسلمين والمسيحيين تحت حصار مشدد.
وبحسب صحيفة هآرتس العبرية، فإن جيش الاحتلال (الإسرائيلي) نصب بوابة حديدية عند مدخل القرية كما يفعل عادة مع باقي حال معظم القرى والبلدات والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية، بهدف منع حركة الفلسطينيين في أي وقت بموجب قرار عسكري.
وبحجة رشق الحجارة أو الخشية من تنفيذ عمليات فدائية، يفرض جيش الاحتلال حصاره على مدن وقرى الضفة، دون أدنى مراعاة لاحتياجات السكان الإنسانية ويحرمهم من الحركة والتنقل.
ولم تكن قرية عابود الوحيدة فقد سبقها عشرات القرى وكان أبرزها وأطولها حصارا قرية دير نظام الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية التي عانت لعدة أشهر من سياسة العقاب الجماعي والحصار المشدد.
****لإرضاء المستوطنين
ويؤكد رئيس بلدة حوارة ناصر الحواري أن إغلاق الاحتلال للقرى الفلسطينية عبر البوابات الحديدية والسواتر الترابية والحواجز سياسة عقاب جماعي هدفها إرضاء المستوطنين والانتقام من الفلسطينيين.
ويوضح الحواري في حديثه لـ "الرسالة" أن بلدة حوارة كما غيرها من البلدات تتعرض يوميا لإغلاق طرقها الرئيسية بالسواتر الترابية، لكن الإرادة والعزيمة الفلسطينية تزيد وتواصل المقاومة والتصدي لأساليب الاحتلال وسرعان ما يعمل المواطنون على تحدي الاحتلال وإزالة هذه السواتر.
ويبين أن إغلاق القرى ونصب الحواجز يهدف إلى تقييد حركة المواطنين والتضييق عليهم، وهو أسلوب قديم لن ينجح في هزيمة شعبنا أو الحد من مقاومته ومحاربته للاحتلال (الإسرائيلي).
**** سياسة قديمة
ويرى مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد أريج، سهيل خليلة، أن البوابات الحديدية والحواجز والسواتر الترابية هي وسيلة الاحتلال للتحكم في مسارات المواطنين وتحركاتهم وهي نوع من أنواع الحصار والإذلال على المناطق والقرى.
ويؤكد خليلة في حديثه لـ "الرسالة" أن الاحتلال يحاول من خلال هذه البوابات والحواجز الترابية أن يفصل المواطنين عن أرضهم ويحاصرهم ويتحكم في أسلوب حياتهم ويدفعهم إلى الطرق الملتوية وهي نوع من أنواع الاملاء التي يفرضها الاحتلال لتحقيق مآرب معينة.
ويضيف أن هذه سياسة قديمة مارستها "إسرائيل" منذ عام 1967 مفهومها تجرم المقاومين وأعمال المقاومة في نظر المجتمع الذي يحيطه والهدف منها ضرب الوحدة بين المواطنين وفصل المقاومين عن شعبهم والتقليل من قيمتهم.
ويبين أنها رسالة لكل من يقاوم بأن هذه هي تبعيات مقاومته ومردودها على الجميع وهي سياسة حقيرة هدفها ترويع المقاومين ومن يحيط بهم.