اعتزل رئيس الوزراء (الإسرائيلي) السابق، نفتالي بينت، الحياة السياسية، بعد فشل ائتلافه في البقاء في الحكم، ثم تفكك بعد خروج بعض منتسبيه.
ولعل اعتلاء بينت رئاسة الوزراء كان محض صدفة، "ولم يتخيل أشد المتفائلين أن يعتلي قائد حزب له 6 مقاعد في الكنيست رئاسة الوزراء".
ووفق مختصين، فإن اعتزال بينت جاء لتخوفه من المكانة المُهينة التي سيجلس بها مع الانتخابات المقبلة التي قد تعيده لمكان "دون قيمة".
** فشل سياسي
بدوره، قال المختص في الشأن (الإسرائيلي) سعيد بشارات، إن اعتزال رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينت جاء بعد فشله في ضبط الحالة السياسية المعقدة.
وأوضح بشارات في حديث لـ "الرسالة نت": "بينت لم يكن بمستوى الزعيم أو جعل نفسه كرمز يستطيع توحيد حزبه، وهو ما كان يسعى له طوال العام الماضي".
ولفت إلى أن بينت فشل في تحقيق أي إنجاز أمام المقاومة، "وهو ما كذّب الكثير من شعاراته الرنانة خلال فترة حكم نتنياهو".
وأضاف: "لم تسجل لبينت أي إنجازات خلال فترة حكمه وهو ما يجعل فرصه قليلة في أي انتخابات مقبلة وهو ما دفعه للانسحاب من الحياة السياسية".
وأشار إلى أن حزبه تفكك وحتى الآن لم يُعرف أين سيذهب أعضاؤه، "انسحاب بينت حاليا يؤكد أنه ذاهب بلا عودة".
ونهاية الأسبوع الماضي، أعلن بينت عن عدم التنافس في الانتخابات المقبلة.
وأفادت القناة 11 العبرية، أن بينت أحاط الوزيرين ايليت شاكيد وماتان كاهانا علما بقراره، على أن تتولى شاكيد رئاسة حزب يمينا.
وسار بينت على نهج كل من إسحق رابين وإيهود باراك وبنيامين نتنياهو، الذين اعتزلوا الحياة السياسية لسنوات، ثم عادوا بعد ذلك إلى كرسي رئاسة الوزراء.
في حين، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي) مؤمن مقداد، أن نفتالي بينت فرض نفسه في الائتلاف المفكك لأنه كان "بيضة القبان" في نجاح الائتلاف،" واستطاع الحصول على رئاسة الوزراء عنوة".
وقال مقداد في حديث لـ "الرسالة نت" إن فشل بينت في إقرار الكثير من القوانين والسيطرة على الائتلاف المكون، وعدم سيطرته على حزبه ذي الستة مقاعد في ظل تهديد بعضهم بالتخلي عن حزبه، دفعه للاعتزال.
ولفت إلى أن بينت يبتعد حاليا عن الحياة السياسية، على أن يعود بعد سنوات، "وهو حصل على أمور أكبر مما تخيل كرئيس وزراء وغيرها من المناصب، وبالتالي لا يريد البقاء في موقف ضعيف".
وأوضح مقداد أن بينت يحاول حاليا تغيير الصورة الذهنية التي كوّنها الإعلام العبري عنه بـ "الفاشل" والعودة بصورة مختلفة بعد فترة من الزمن.
وتجدر الإشارة إلى أن اعتزال بينيت خلط الأوراق مجددا بين المعسكرات والأحزاب اليهودية في صراعها للوصول إلى السلطة، وترك نتائج انتخابات الكنيست المقررة في مطلع نوفمبر المقبل دون حسم، رغم التوقعات بعودة رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة.