أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية " حماس " الشيخ صالح العاروري، أن حماس جاهزة لإنجاز صفقة تبادل للأسرى، مشددا على أن هناك ثمنا يجب على العدو أن يدفعه لحرية جنوده الأسرى في قطاع غزة.
وقال العاروري خلال لقائه عبر قناة الأقصى الفضائية مساء اليوم الإثنين: "لا يوجد شيء مجاني، والعدو يريد معلومات عن جنوده؛ وهذا له ثمن"، مشيرا إلى أن العدو لم يكن جاهزا لدفع الثمن المطلوب مقابل الإفراج عن معلومات تخص جنوده.
وأكد أن انتهاكات الاحتلال وعدوانه في القدس والمسجد الأقصى يهدد بانفجار الأوضاع في المنطقة، مشددا على شعبنا سيدافع عن مقدساته بكل ما أوتي من قوة، بالرباط فيه، وبالتصدي للمستوطنين ومشاريعهم، وبالمواجهات، وبالحرب كما حدث في معركة سيف القدس التي قد تتمدد إلى ما هو أوسع في المنطقة.
وأكد العاروري أن المقاومة في الضفة في حالة متصاعدة، مشددا على أن كل رهانات الاحتلال على سياسات التضييق والملاحقة والتضليل والإغراء ثبت أنها غير صحيحة وتأتي بنتيجة عكسية.
وشدد على أن ما يحدث في المنطقة، هو جريمة بحق شعوب المنطقة التي ترتكبها بعض الأنظمة المستعدة للتحالف مع الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية في مواجهة منظومة أخرى، مؤكدا أن المشاريع الصهيونية والأمريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية لن يكتب لها النجاح، لافتا إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة هي بالأساس لتعزيز أمن الاحتلال.
صفقة التبادل
وقال العاروري: "إنه لا يوجد حراك جدي من الطرف (الإسرائيلي) باتجاه إنجاز صفقة تبادل، مضيفا أن هناك فترات حصل فيها حوارات ومفاوضات وتقدم، لكن مع تقلب الوضع السياسي عندهم يتراجعون للصفر مرة أخرى".
وشدد على أن أسرى الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة لن يروا الحرية إلا بحرية أسرانا في سجون الاحتلال، مردفا أنه لا يمكننا أن نحل قضية الأسرى الصهاينة إلا بحرية أسرانا في سجون الاحتلال، وقيادة الحركة أكدت أن تحرير الأسرى واجب وفريضة، وهي مستمرة حتى تنجز صفقة ستحرر فيها أسرانا.
وأشار العاروري إلى أن الاحتلال الصهيوني يمارس انتهاكاته وعدوانه تجاه الأسرى الفلسطينيين في سجونه، مشيرا إلى أن الإضرابات التي يخوضها الأسرى تأتي رفضا للظلم وسياسة الاعتقال الإداري التي يمارسها الاحتلال.
وأوضح إلى أن هناك في الضفة من أمضى أكثر من 15 سنة في الاعتقال الإداري، بدون محاكمات ولا لوائح اتهام أو أدلة، وهذا أمر إجرامي، وزاد عدد الاعتقالات كثيرا في ظل تصاعد المقاومة في الضفة، مشددا على اعتقال الاحتلال لرموز وقيادات مجتمعية وسياسية ووطنية لن تضعف عزيمة شعبنا الفلسطيني.
الانتهاكات في الأقصى
وأكد العاروري أن انتهاكات الاحتلال وعدوانه في الأقصى يهدد بانفجار الأوضاع في المنطقة، مشددا على شعبنا سيدافع عن مقدساته في القدس والمسجد الأقصى بكل ما أوتي من قوة.
وقال: "يوجد زحف صهيوني متسارع نحو فرض أمر واقع في المسجد الأقصى، واستمرار الحفريات تحت المسجد الأقصى والبلدة القديمة تهدد فعلا سلامة الأقصى"، مشيرا إلى أن الاحتلال لم يعثر على أي أثر يربط اليهود بهذه المنطقة.
وأضاف أن هناك دعوات جديدة للسيطرة على مصلى باب الرحمة وإقامة كنيس يهودي مكانه، والأوقاف الإسلامية تحدثت عن سقوط أحجار من الجدار القبلي للأقصى، وهذا جراء منع الاحتلال ترميمه، ما يتسبب بأضرار وانهيار.
وشدد العاروري على أن شعبنا وأمتنا لن يسمحوا باستمرار انتهاكات الاحتلال وعدوانه في القدس والأقصى، مردفا: على العدو والمتنازلين أن يفهموا أن شعبنا لديه من القوة والعزيمة والإرادة ما يجدد مقاومته للاحتلال تحت كل الظروف.
وأكد أن شعبنا لا يستسلم، ومقاومته تتصاعد، ولا يمكن هزيمته، وسينتصر في النهاية حتى لو طال الزمان، ونحن شعب ليس لدينا خيار إلا أن نقاوم الاحتلال حتى نهزمه، مشددا على أن الاحتلال طارئ ومغتصب وغريب، ولا علاقة له بمنطقتنا، ومن الطبيعي أن تتجدد مقاومة شعبنا التي لم تتوقف منذ وعد بلفور.
المقاومة في الضفة
وأكد العاروري أن المقاومة في الضفة المحتلة في حالة متصاعدة، مشددا على أن عزيمة شعبنا لا تلين ولن تنكسر ولن تخضع، وكل رهانات الاحتلال على سياسات التضييق والملاحقة والتضليل والإغراء ثبت أنها غير صحيحة وتأتي بنتيجة عكسية.
وقال: "إن المقاومة ستمتد حتى تقتلع الاحتلال، ونحن معها بكل ما أوتينا من قوة، مردفا أن كل قطعة سلاح في الضفة الغربية يجب أن توجه ضد الاحتلال، وأهيب بكل مناطق الضفة أن تنطلق في مقاومتها ضد الاحتلال".
الاعتقالات السياسية
وأكد العاروري أن الاعتقالات السياسية التي تمارسها السلطة جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، داعيا رئيس السلطة محمود عباس وحركة فتح إلى التدخل ووقف هذه الاعتقالات، مشيرا إلى أنها مسيئة لشعبنا وقضيتنا.
ولفت إلى أن التعذيب لا يليق بأبناء شعبنا الذين لم تمتد يدهم يوما إلا على الاحتلال، مشددا على أن حركة حماس لا تقبل بأن يكون أبناء شعبنا الفلسطيني وشباب الحركة ثمنا وضحايا لأي مشاريع شخصية، متسائلا لماذا يعتقل أبناء الحركة ويساء لهم بهذه الطريقة، هل هو انتقام من الشعب الذي يضع ثقته في الحركة، أم انتقام من الحركة لأنها في قلب المقاومة وضد الاحتلال.
ودعا العاروري إلى تعزيز الاحتجاجات السلمية والقانونية والمؤسساتية والتضامن مع أهالي المعتقلين، وأن يكون هناك تضامن شعبي من كل الأطياف والمستويات للدفاع عن شعبنا وحقوقه وكرامته.
أزمة الكيان الصهيوني
وأكد العاروري أن الاستقرار الداخلي في الكيان الصهيوني تعرض لضربة استراتيجية كبيرة، وغير قادر على الاستقرار في البنية القيادية من سنوات، وحكومته لم تصمد أكثر من سنة.
وأشار إلى أن كل القوى العالمية أصبحت تتبنى الكيان الصهيوني، والآن يحدث انقسام عالمي، وننتقل إلى عالم متعدد الأقطاب لا يستطيع الاحتلال فيه بالاحتفاظ بعلاقاته مع جميع الأقطاب، مضيفا أن وضع الكيان عالميا في تراجع استراتيجي، وستكون له انعكاسات على إمكاناته وقدراته وشرعيته وتعزيز المحاور المناهضة له.
وقال العاروري إن الاحتلال فقد ركائز قوته (الإسرائيلية) والدولية، وهناك جهود لتعويضه بهذه القوة عربيا، وهناك محاولات لتعزيز قوته إقليميا وعربيا.
وأضاف أنه المؤسف جدا أن بعض الدول العربية تجد نفسها مضطرة للتحالف مع (إسرائيل) من أجل حماية نفسها من عدو هي من تنشؤه في المنطقة.
وشدد على أن ما يحدث في المنطقة هو جريمة بحق شعوب المنطقة التي ترتكبها بعض الأنظمة المستعدة للتحالف مع الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية في مواجهة منظومة أخرى.
علاقات حماس
وأكد العاروري حرص حركة حماس على تعزيز علاقتها مع الأمة العربية والإسلامية والعالم بما يخدم القضية الفلسطينية، مشددا على أن الحركة لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة.
وقال: " ليس لدينا اعتراض على بناء علاقات مع أي دولة في العالم بما يخدم قضيتنا، باستثناء العلاقة مع الاحتلال، مشددا على أن الهدف المركزي والاستراتيجي في حماس هو هزيمة الاحتلال".
ولفت العاروري إلى أن حركة حماس تجري مراجعات دورية لكل علاقاتنا لتقييمها أو تعزيزها مع كل الدول.
زيارة الحركة إلى لبنان
وقال العاروري: "إن وفد قيادة الحركة أكد في كل لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين ضرورة تغيير ظروف أهلنا في المخيمات الفلسطينية في لبنان الذين يعيشون ظروفا معيشية صعبة"، مشيرا إلى أن حركة حماس ضد التوطين، لكن من حق أهلنا في المخيمات الفلسطينية العيش بكرامة.
وأضاف، "أننا ناقشنا خلال لقائنا مع السيد حسن نصر الله ما يتعلق بسياسات الاحتلال العدوانية تجاه لبنان وفلسطين"، مؤكدا أنه لا يوجد ما يسمى بالغاز (الإسرائيلي)، وكل الغاز على الساحل هو غاز فلسطيني يسرقه الاحتلال.
حصار غزة والمقاومة
وأكد العاروري أن الحصار المفروض على قطاع غزة هو من أشد أنواع الحصار في العالم، داعيا أمتنا وأحرار العالم إلى الوقوف مع غزة وأهلها الذين يرفضون الخضوع للاحتلال.
وأوضح أن غزة ليست كيانا مستقلا، بل هي جزء من فلسطين، لافتا إلى أن حماس توفر لكل فصيل لديه الرغبة في مقاومة الاحتلال الإمكانات اللازمة.
وتوجه العاروري بالتحية لأهلنا في الداخل المحتل، مشيرا إلى أنهم أثبتوا في معركة سيف القدس أنهم جزء أصيل من هذا الشعب.
وشدد العاروري على أننا على يقين بزوال الاحتلال، ولا يمكن له الاستمرار في فلسطين، وكل الكيانات التي بناها الشعب اليهودي في كل مكان تفاجئ الناس بسرعة انهيارها، مشيرا إلى أن نقطة الضعف الكبرى للاحتلال هي فقدانه لثقته الداخلية في استمراره.