منذ حوالي شهر يقضي المعتقل السياسي أحمد هريش في سجون السلطة بالضفة الغربية، يتعرض خلالها للتعذيب الوحشي والشبح والابتزاز في "مسلخ أريحا"، وسط تخوفات على حياته.
واعتقلت أجهزة أمن السلطة الأسير المحرر أحمد نوح هريش في السادس من يونيو الماضي، بعد اعتراض طريقه وتهديده بالسلاح واقتياده بطريقة همجية.
خوف على حياته
وأطلقت عائلة المعتقل السياسي في سجون السلطة أحمد هريش، الأحد، مناشدة جديدة لكل الأحرار والمؤسسات الحقوقية، بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة ابنها، معربة عن خوفها الشديد على حياة ومصير ابنها.
وذكرت شقيقته أسماء هريش أن السلطة في رام الله رفضت طلباً من العائلة لزيارة ابنها، بحجة أن هناك قرار من المحكمة يمنع زيارته لمدة 10 أيام.
وقالت: "بناء على ذلك لدينا تخوف شديد جداً من استمرار التعذيب ضد أحمد، لأنه تبين خلال جلسات المحكمة السابقة أنه يتعرض لأقسى أنواع التعذيب، التي لم يشهدها في سجون الاحتلال، حينما مكث فيها أكثر من خمس سنوات".
وشددت على أن أحمد هريش يشهد في سجون السلطة ما لم يشهده في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مناشدة كل حر شريف للإسراع بالتدخل لإنقاذ حياته.
وأفادت مجموعة محامون من أجل العدالة أن هذا قرار منع زيارته، يأتي بعد جلسة تحقيق، صرح خلالها المعتقل هريش لوكيل النيابة بتعرضه للتعذيب في مكان توقيفه لدى جهاز المخابرات في أريحا منذ اعتقاله هناك.
تعذيب وابتزاز
وكانت عائلة هريش أعربت عن تخوف كبير من أن يتم إجبار ابنها على أقوال واعترافات في تحقيقات النيابة بعد تعذيبه في "مسلح أريحا"، خاصة أن تكون هذه الاعترافات بتهم جنائية، محملة السلطة وأجهزتها كافة المسؤولية عن حياة أحمد، وعن أي عواقب نتيجة هذا التحقيق والتعذيب.
وأوضحت مجموعة محامون لأجل العدالة أن هريش صرح لوكيل النيابة العامة بتعرضه للتعذيب، وذكر أن هناك مساعٍ لإرغامه على القبول بتهم جنائية خطيرة جداً تنال من سمعته ووطنيته.
وكانت المجموعة قد أطلقت نداء عاجلًا للتدخل الفوري من أجل الافراج عن المعتقل السياسي أحمد هريش الموقوف منذ تاريخ 6-6-2022 لدى جهاز المخابرات في أريحا على خلفية ما عرف بقضية "منجزة بيتونيا".
وأشارت المجموعة إلى أن المعتقل هريش صرح أمام محكمة صلح أريحا، في 14 حزيران، بتعرضه للتعذيب، وأكد استمرار تعرضه للتعذيب في الجلسة التي بعدها في 28 حزيران.
وأوضحت أنه صرح في محضر الجلسة: "انا الي أسبوع في زنازين اريحا، حيث كان يتم شبحي من معاصم يدي بحبل، وكان وجهي مغطى ما بشوف من خلال الغطى ولا شيء، وكان يتم تعليقي وكان يتم ضربي بالعصا والبرابيج، وضربوني فلقة وقالوا لي قوم ادبك، وتم تعذيبي بواسطة الطوب والحديد وجري الى الخلف وأساليب تعذيب أخرى".
ودعا أهالي المعتقلين السياسيين في سجون السلطة بالضفة الغربية، للمشاركة في وقفة تضامنية مع أبنائهم غداً الأربعاء، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.
وتواصل أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية اعتقال عشرات المواطنين في سجونها على خلفية مواقفهم وآرائهم السياسية.
ووفق مجموعة محامون من أجل العدالة فقد جرى تسجيل 73 حالة اعتقال سياسي في محافظات الضفة، خلال شهر حزيران الماضي.