قائمة الموقع

مقال: القائد هنية في ضيافة بلد الاستقلال و عاصمة التحرير

2022-07-06T15:06:00+03:00
سامي الشاعر
سامي الشاعر

سامي الشاعر 
احتفلت دولة الجزائر العربية الشقيقة بذكرى استقلالها الثاني والستين و هي أول دولة عربية تنال سيادتها وتحقق استقلالها بعد مقاومة وطنية تاريخية شهد لها التاريخ المعاصر وكان موعد إعلان سيادتها الكاملة على الأراضي الجزائرية يوم 5 تموز يوليو عام ١٩٦٢م، هذه الاحتفالية لهذا العام تميزت عن أعوامها السابقة حيث لأول  مرة تتم دعوة رئيس أكبر حركة فلسطينية مقاومة تمثيلا للفلسطينيين اليوم بعد أن الحق اتفاق أوسلو ضررا بالغا في مؤشرات التأييد لحركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة محمود عباس، بدعوة كريمة من فخامة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس القائد إسماعيل هنية توجه وفد رفيع من الحركة للجزائر مليا الدعوة الكريمة و سط ترحيب شعبي ورسمي في الدولة الشقيقة وذلك لحضور احتفالات ذكرى الاستقلال وقد سلطت كاميرات التلفزة الرسمي للإعلام الجزائري الصورة على الحضور الجلوس من رؤساء دول وسفراء ووزراء خارجية لبعض الدول وقادة الجيش الوطني الجزائري وكان في مقدمة الصفوف يجلس القائد هنية يشاهد العروض العسكرية، بالطبع هذه الزيارة بالغة الأهمية المفعمة بالحيوية السياسية لها ما بعدها ولكن حق للجزائر أن نسجل بعض النقاط المتعلقة بالاهتمام الجزائري بفلسطين :
-       لم تكن دعوة القائد  هنية هي الأولى فلسطينيا بل سبق للجزائر أن احتضنت الثورة الفلسطينية في مهدها الأولى ومراحل الكفاحية، فكان لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح حضور لافت على الأرض لسنوات طوال حتى يومنا هذا.
-       الجزائر اتخذت من نصرة فلسطين مبدأ وطنيا لها قيادة رسمية و شعبيا حيث قال رئيسها الراحل هواري بومدين " نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، بالطبع لم يكن ذلك شعارا تردده الألسن بل ترجم واقعا على الأرض.
-       لم تعد هذه الزيارة الأولى لوفد يمثل حركة حماس تستقبله الجهة الرسمية في الدولة بل سبق أن توجهت وفود عدة من الحركة إلى هذا البلد الناصر للحقوق الفلسطينية، وكانت هناك محاولات لفتح مكتب رسمي للحركة ولكن الدولة فضلت إجراء الأمر وقد يكون حان وقته مع هذه الزيارة الكريمة. 
أبعاد الزيارة و الاستقبال وحفاوة الترحاب ليس طارئا بالنسبة للجزائر فهو يعد وفاءا لفلسطين و قانونا وطنيا جسدته الدولة و شعبها مع فلسطين منذ احتلالها من العصابات الصهيونية، ولكن بالطبع للزيارة و مراسم الاستقبال و الترحيب الكبير له دلالاته  والدولة في ميزان حماس شأن عظيم.
منذ بدء الإعلان عن التوقيع على اتفاقات أبراهام مع الكيان الصهيوني حددت الجزائر موقفها الواضح بالرفض التام لهذه الاتفاقات، و ترجمة ذلك عمليا بعرقلة حصول كيان الاحتلال على عضوية مراقب في الاتحاد الافريقي مع ان الاحتلال ( الإسرائيلي) يقيم علاقات مع أكثر من 40 دولة أفريقية و منها دولة يوجد فيها سفارات رسمية للكيان الصهيوني، وهذا بيت القصيد فإن الجزائر تعد الاحتلال عدوا حقيقيا لها لأنه يشكل خطرا على أمنها القومي فضلا عن الخطورة التي يشكلها على الأمن القومي العربي و من بعده الإسلامي، ومن هنا جاءت أهمية الزيارة.
أضف إلى ذلك الاتفاقات التي أبرمها الكيان الإسرائيلي مع دولة المغرب الشقيق و منها الدفاعية المشتركة وما يمثلنا ذلك من خطر على أمن ووحدة دول منطقة المغرب الغربي و مقدرات شعوبها و مصيرها المشترك، فتأتي الزيارة لتحدد ملامح و خطوط السياسة الجزائرية الخارجية أمام ما يتهدد الدولة من خطر على أمنها تشكله دولة الاحتلال، فالرسالة التي أرادت الدولة ببعثها لمن يهمه الأمر أن أي وجود للاحتلال الصهيوني في أي حدود قريبة من الجزائر أو وسط دول المنطقة فإنه أمر غير مقبول و إن سياسة الجزائر هي لم تتغير احتضان ثورات الشعوب المناهضة للاحتلال و يأتي الترحيب الجزائري الكبير بالقائد هنية و الوفد الكريم المرافق له من هذا المنطلق. 
قد تتوالى الخطوات الجزائرية ترحيبا بحماس مع قادم الأيام في هذا السياق و هو ما يجب على حماس استثماره جيدا فالجزائر دولة عربية شقيق هي أكبر دولة عربية من حيث المساحة أفريقيا و عربيا ومتوسطيا و العاشر عالميا، حيث تقدر مساحتها الإجمالية ٢ مليون و ٣٨٢ ألف كم٢،  وهي بوابة أوروبا الغربية، و ذات ثقل سياسي حقيقي في أكثر من منظمة عربية و أفريقية و إسلاميا و عالميا في مؤسسات الأمم المتحدة و الاتحادات العالمية التي تشكل عنصرا مهما من عناصر الفواعل الدولية و المكون الأساسي للعلاقات الدولية.
أيضا من أهمية القول الإشارة إلى زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة و ما يحمله من مشروع جديد يعزز الوجود الصهيوني في المنطقة و يمكن طرح فكرة ناتو  شرق أوسطي جديد تكون قيادة الكيان هي زعيمته و شرطيه و بعض الدول العربية و الإسلامية جزء فاعل منه بالتأكيد الجزائر ستكون في مرمى هذا الشكل الجديد حتى المنطقة العربية برمتها ستصبح في دائرة الاستهداف فتنبع من هنا أهمية تشكل محور عربي إسلامي جديد مناهض للمشاريع الأمريكية المهددة لوحدة المنطقة و أمنها القومي و هذا المحور من المسلمات أن تكون حماس جزء منه و يمكن للجزائر و دول أخرى تشكل أعمدته الأساسية.
إن الترحيب بقيادة المقاومة و استقبالها وفق ميزانها السياسي هو تقدير من الدولة لأهمية الفعل الثوري التحرري وهو مكسب عائد على الدول الحاضنة للقضية الفلسطينية .
 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00