قائد الطوفان قائد الطوفان

في ذكرى استشهاده.. تعرف على رحلة جهاد الشهيد "فواز بدران"

الشهيد فواز بدران
الشهيد فواز بدران

 غزة – الرسالة نت

يصادف اليوم، الثالث عشر من يوليو، ذكرى استشهاد القائد القسامي فواز بدران، المولود في طولكرم فبراير 1974، والذي ترعرع في المساجد وعلى موائد القرآن منذ نعومة أظفاره، وبعدها حصل على شهادة البكالوريوس والماجستير في الشريعة الإسلامية من الجامعات الأردنية وحفظ كتاب الله على عدة قراءات.

"الرسالة نت" تستعرض حياة الشهيد الجهادية في ذكرى استشهاده، وتروي تفاصيل حياته الأسرية والجهادية، فهو له مكانته الخاصة لدى كل من عرفه أو حتى سمع عنه.

تزوج بدران أثناء دراسته ورزق بثلاثة أبناء "عزة، وبيسان، وأحمد" وعشق الجهاد في سبيل الله وبالرغم من أنه وحيد أمه، ولديه أسرة وكان ذا وضع اجتماعي ومادي ممتاز؛ إلا أنه آثر السير في سبيل الجهاد، وتدرب في وسط التسعينيات أثناء دراسته في الأردن على يد أحد اصدقائه الذي كان قد عاد من الجهاد في الشيشان.

بعد التدرب، جهز نفسه بالكامل وقرر النزول إلى بلده بعد انتهاء الدراسة وانتظر الطريقة الأنسب فجاءت انتفاضة الأقصى التي فجرها دخول شارون للأقصى، ومنذ بدايتها عمل الشهيد بشكل فردي ودون قرار من أحد أسس البنية التحتية الكاملة لإخراج العمليات الاستشهادية وعلى نفقته الخاصة وجند معه الأسير القسامي أحمد جيوسي.

بدأ بدران بتصنيع عبوات صغيرة وكان يجري تجارب بتفجيرها في أماكن نائية وبعد النجاح الكامل قرر تنفيذ أول عملية استشهادية.

إنجازات القائد القسامي في العمليات الاستشهادية

أول من استخدم مادة "النيتروجلسرين" في العمليات الاستشهادية وهي ذات قوة تدميرية تفوق بعدة أضعاف قوة المواد المستخدمة قبلها، وبعد استشهاده تم نقل خبرة تصنيع هذه المادة لمدينة نابلس ثم للمحافظات الأخرى الأمر الذي ضاعف تأثير عمليات كتائب القسام، وبقيت هذه البصمة محفوظة له بعد استشهاده.

كما نقل مواد مصنعة جاهزة استخدم جزء منها في العملية الاستشهادية في مدينة نتانيا التي نفذها الاستشهادي ماهر حبيشي.

كما جهز وأرسل الاستشهادي أحمد عليان يوم وقفة عرفة في مارس 2001 لينفذ عملية استشهادية في شارع "هرتسل" في نتانيا "ام خالد"، وفور نجاح العملية اتصل بالقائد عباس السيد وقد كان حينها مسؤولا لحماس في طولكرم وناطقا إعلاميا باسمها وأبلغه فواز بانه يقف خلف هذا العملية وعرض تبنيها من قبل كتائب القسام فقام السيد بعمل الاتصالات اللازمة لأعلى مستوى واتخذ القرار بتبنيها.

 وصدر بيان التبني الذي تم فيه الإعلان عن العملية والتوعد بما عرف بـ "العدة العشرية القسامية" حيث وعدت حماس تنفيذ عدة عمليات استشهادية. أعادت عملية "عليان" الاعتبار والثقة مرة أخرى بجدوى العمليات الاستشهادية فكانت أول عملية اعترف فيها العدو بوقوع 3 قتلى وأكثر من 70 جريحاً.

كما بدأ التنافس الإيجابي بين المناطق المختلفة والتنظيمات، وعندما سأل عباس الشهيد بدران، لماذا لم تأت لي من قبل، أجابه: توقعت أن ترفض عملي في هذا المجال"، فأقره عباس على ذلك لأنه وحيدأامه، ومن حينها تولى عباس مسئولية توفير كل ما يلزم فواز لاستمرارية العمل وتطويره وإنجاحه وكذلك مسئولية متابعة هذا العمل.

ومن العمليات التي جهزها بدران تفجير مجمع تجاري نفذه الاستشهادي محمود مرمش في مايو 2001 حيث فجر نفسه أمام مجمع "كنيون" التجاري، هشارون في نتانيا وقد اعترف الاحتلال بمقتل 6 صهاينة وجرح أكثر من 130.

وكانت هذه العملية سادس عمليات العهدة العشرية القسامية والأضخم في انتفاضة الأقصى حتى حينه، فرد الاحتلال باستخدام طائرات اف 16 لأول مرة في تاريخ الصراع.

ومن المناطق التي استهدافها الاحتلال بطائراته سجن نابلس المركزي حيث حاول اغتيال القائد القسامي محمود هنود الذي كان معتقلا عند السلطة، وشاءت إرادة الله أن ينفجر الصاروخ أسفل الطابق الذي مكث فيه محمود.

واستشهد حينها 14 شرطيا، ونجا محمود بأعجوبة وخرج من السجن ليواصل مسيرة العطاء.

وفي يوم الجمعة مارس 2002 نفذ عملية فندق بارك الشهيرة في نتانيا، واعترف العدو حينها بمقتل 30 صهيونيا واصابة ما يقارب المئتين.

استشهاده بسيارة مفخخة

لقد عرف شهيدنا فواز طريقه منذ البداية ورسم لها خارطة الوصول، وأحسن الاختيار فبلغ الهدف، أرادها شهادة مشرّفة بقلب قرآني نقيّ، فوجدها على قارعة الطريق تنتظره على رصيف مدخل بيته، حيث ترك العدو سيارة مفخخة له أثناء عودته إلى المنزل يوم الجمعة 13/7/2001م، حيث كان آخر من ودّع في هذه الحياة أمّه التي ربّته وكبر بين ذراعيها، فقد خرج من عندها متجهاً لإحضار زوجته وأطفاله لتناول الغداء مع والدته، فحدث الانفجار، وسال دمه الطاهر بعد صلاة الجمعة، وكان قدر الله الغالب وحكمته الباهرة ومشيئته أن يختار الشهيد إلى جواره "ويتخذ منكم شهداء".

 

 

البث المباشر