قائمة الموقع

مقال: زيارة بايدن لن تقدم للفلسطينيين شيئًا

2022-07-13T18:02:00+03:00
بقلم: محمود سلمان
بقلم: محمود سلمان

طائرة الرئيس الأمريكي جوبايدن تحط رحالها في مطار اللد المحتلة مدشنة الزيارة السابعة لرئيس أمريكي منذ عام 1974م، حيث كان ريتشارد نيكسون أول رئيس أمريكي يزور الكيان الصهيوني، في 16 حزيران عام 1974، وكانت الزيارة الأخيرة لدونالد ترامب عام 2017.

زيارات رؤساء البيت الأبيض لكيان الاحتلال جميعها تتفق في الشكل والمضمون، من حيث العمل على تعميق الاحتلال وتسييد الكيان في المنطقة، ومحاولات جعله طبيعيًّا في المنطقة، إضافة لتعزيز أمنه، واستقراره، وإعطاء "تل أبيب" الضوء الأخضر لمواصلة جرائم القتل والإرهاب والبطش تجاه الفلسطينيين، واستمرار سياسات التهويد والاستيطان وسلب الأراضي، والحصار، والتأكيد على الانحياز الأمريكي الأعمى للكيان على حساب حقوق شعبنا وتطلعاته.

واللافت أن الرؤساء الأمريكيين في زياراتهم التي تحظى بتغطية إعلامية واسعة وتسبقها تحضيرات كبيرة جدًّا، يؤكدون فيها ما يسمى بـ"حل الدولتين" وإحلال السلام، وإطلاق تصريحات ترفض الاستيطان والتهويد.

إلا أنّ أيًّا من الرؤساء الأمريكيين استطاع أن يفرض على الاحتلال الإسرائيلي مطالب تضمن للفلسطينيين حقوقهم ومطالبهم، في حين يواصل الكيان الصهيوني سياسة الاستيطان الأعمى بالضفة الغربية، حيث من المتوقع الإعلان عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية فور مغادرة بايدن، والبدء في التصديق النهائي على مشروع "إي1" الأخطر الذي سيقضي على إمكانية إقامة دولة فلسطينية نهائيًّا، وعزل القدس وفصل الضفة الغربية إلى نصفين.

الرئيس الأمريكي يزور المنطقة وفي جعبته ملفات كبيرة، للكيان الصهيوني فيها النصيب الأكبر حيث إن دولة الاحتلال خلال هذه الزيارة ستظهر للولايات المتحدة التهديد الإيراني بالنسبة لها، ومحاولة إنشاء تحالف إقليمي يضم دولة الاحتلال وتقوده واشنطن ضد إيران، وإعلان ما يسمى بـ"ميثاق القدس" لاستخدام الكيان الصهيوني والولايات المتحدة قوتهما المطلقة ضد أي تهديد إيراني للكيان.

كما أن دولة الاحتلال تبني آمالا أن تكون زيارة بايدن بمنزلة انطلاق مرحلة التقارب الإسرائيلي السعودي خصوصا أن بايدن سيغادر من مطار "اللد" المحتلة إلى جدة السعودية مباشرةً.

كما أنها تريد من هذه الزيارة دعمًا أمريكيًّا لمنظومة الدفاع الجوي بالليزر وما تزال تحت الاختبار، والأمر الثاني إعفاء الإسرائيليين من تأشيرة دخول الولايات المتحدة.

والمتتبع لأجندة الزيارة يدرك تمامًا أنها تأتي لتعزيز الكيان الصهيوني ودمجه في المنطقة عسكريًّا وسياسيًّا، وأمنيًّا، وأن الملف الفلسطيني في هذه الزيارة سيكون شكليًّا، لا سيما وأن لقاء الرئيس الأمريكي مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيكون قصيرًا وسريعًا، في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، وليس في مدينة رام الله التي تعد مركز الثقل السياسي للسلطة الفلسطينية، وأن اختيار بيت لحم للّقاء هو لوجود كنيسة المهد فيها لكونها أكبر الكنائس للمسيحيين في العالم.

وسيطلق بايدن وعودًا فارغة كغيره من الرؤساء الأمريكيين، ولن تجد أي طريقاً للتنفيذ، وإن ما يهمه فقط هو أمن دولة الاحتلال وسيادتها في المنطقة.

ويبدو من المؤكد أن هذه الزيارة ستكون نتائجها مثمرة للكيان الصهيوني تمامًا، وإن السلطة الفلسطينية التي لا تزال تراهن على الإدارة الأمريكية ستحصل على صفر كبير.

اخبار ذات صلة