قائمة الموقع

مقال: دموع بايدن؛ غزيرة (للإسرائيليين) جافة للفلسطينيين

2022-07-14T11:30:00+03:00
سعيد بشارات
سعيد بشارات

حرص جو بايدن أو كما اسماه يتسحاك هيرتسوج رئيس الكيان (أخونا يوسف)، ولبيد الذي دعاه بأنه -الصهيوني الكبير الذي لم تعرف “إسرائيل” أفضل منه قط- حرص عند زيارته لمتحف “ياد فشيم” على الارتماء راكعاً على ركبتيه أمام اثنتين من الناجيات من الهولوكوست، تم انتقاؤهما بعناية من بين ما تبقى من الناجين، للقاء بايدن والحديث معه.

طال حديثه معهن، وذرفت دموعه وهو يستمع لمعاناتهن التي حدثت قبل ما يزيد عن 80 عاماً، أثناء “الدردشة معهن” حرص جو على ابقاء يديه ممسكة بأيدي كلتا الناجيات، واستمر يستمع حتى طال الحديث، وتشعب ووصل للحديث عن زوجته من قبل الناجيات، لدرجة أن لبيد ومن معه سئموا الوقوف على أقدامهم.

وفي النهاية شكرت احداهن الرئيس بايدن على أن الولايات المتحدة سمحت لهن بالعيش على هذه الأرض- فلسطين-.

هذه المشاعر التي حرص بايدن على إظهارها تجاه “الإسرائيليين”، والتي نقلتها “الصحافة الإسرائيلية”، وحرص بايدن على أن تنقلها الصحافة الاميركية وهو ما حدث، لن تظهر تجاه الفلسطينيين، ولا حتى مع عائلة شيرين التي تحمل الجنسية الأمريكية، والتي قصتها قريبة عهد، والتي دمها لم يجف بعد في جنين، بل أن بايدن أجبر “الإسرائيليين” على تقديم تسهيلات الفلسطينيين وحتى فتح مطار رامون لرحلاتهم الجوية مقابل أن ينسوا شيرين وغير شيرين، وأن لا يتوجهوا إلى محكمة لاهاي لتقديم أي شكوى ضد “إسرائيل”، وهو أمر ربما وافقت عليه السلطة قياساً على سلوكها السياسي في مثل هذه الحالات، وأنا أجزم أنها وافقت، والدليل حجم بطاقات BMC التي حصل عليها أناس كثر من رجالات السلطة، لدرجت أن سكان يافا في فلسطين 48 قرفوا من عدد من حضر إلى هذه المدينة من حملة بطاقة BMC ومن حجم الثراء الذي يتغمد من حضروا بسيارتهم الفارهة إلى يافا.

نعود إلى ”أخونا يوسف” حسب ما ناداه رئيس الكيان هرتسوغ، يقول ناحوم بارنيع من يديعوت أحرونوت: “في الواقع شعر بايدن بأنه أحد أفراد الأسرة في (إسرائيل) منذ ما يقرب من 50 عاماً، لكن هذا ليس يوسف؛ هذا ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة والحرب في أوروبا والانتخابات المقبلة والتي تظهر استطلاعات الرأي في أمريكا تراجع بايدن فيها”. ‏

ياكي دايان “القنصل الإسرائيلي” السابق في لوس أنجلوس قال لراديو 103 FN: “أرقام بايدن بالاستطلاعات منخفضة، إنه لا يحظى بشعبية كبيرة حتى بين الديمقراطيين، إذا كانت هناك انتخابات نصفية كما تبدو الآن، فسيصبح بايدن رئيساً غير محبوباً وبطة عرجاء”.

المعلق السياسي من موقع والا يذكر فيقول: “شخص أعرفه جيداً التقى جو بايدن قبل 10 أيام وسأله عن الغرض من الرحلة، وقال له بايدن” لإظهار الدفء والحب، أريد أن يفهم الإسرائيليون كم أحب إسرائيل”.

هذا الحب على عمقه، لم ينجح بجعل بايدن كما حصل مع سلفه ترامب على جعل السعودية تهرول لإعلان علاقتها مع (إسرائيل)، وبالتالي لن يكون هناك مصافحة علنية محتملة في الرياض، بين قادة العدو (الإسرائيليين) والسعوديين، لكن قد يتم القبول بالإعلان عن سماء سعودية مفتوحة “للطائرات الإسرائيلية”، والأمر ربما لن يقتصر على الطيران المدني.

أما بالنسبة للفلسطينيين فالأمر مختلف، وطلبات (الإسرائيليين) يتم تنفيذها بحذافيرها، كما موضوع نسيان قصة شيرين، فكلمة السلام قد ورد ذكرها مرة واحدة في خطاب بايدن، وتم استخدام كلمة “تكامل” مكانها “سنواصل تعزيز التكامل الإسرائيلي في المنطقة”، والسياسة الحقيقية للرئيس الأمريكي بشأن القضية الفلسطينية تم الكشف عنها في بضع كلمات سريعة، وبالكاد مفهومة: “سنناقش دعمي المستمر، على الرغم من أنني أعلم أنه لن يحدث على المدى القريب أي تقدم، في حل الدولتين الذي يبقى في رأيي أفضل طريقة لضمان المساواة، والحرية والازدهار والديمقراطية للإسرائيليين والفلسطينيين”.

مايك هرتسوغ “سفير إسرائيل” لدى الولايات المتحدة، قال لإذاعة جيش العدو أنه: “في الوقت الحالي عملية سياسية فلسطينية إسرائيلية ليست على جدول الأعمال، السلطة الفلسطينية غير متفرغة لذلك وهناك وضع سياسي معقد في إسرائيل، تتوقع الولايات المتحدة أن تتخذ إسرائيل خطوات لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، لذلك هناك افتراض أنه سيكون هناك المزيد من الخطوات لتقويتها”.

جاي بيليج المعلق السياسي في القناة 12 قال لإذاعة 103 FM قال: “هناك شيء محبط سببه أن هناك نوعاً من رفع الأيدي من جانب الأمريكيين والرئيس فيما يتعلق بالمشكلة الفلسطينية”.

بينما المعلق السياسي في موقع (والا) باراك رافيد قال حول زيارة بايدن: “إنه أمر محبط بالنسبة لي أيضاً. في النهاية نحتاج إلى شروط سياسية مناسبة، وللأسف لا توجد مثل هذه الشروط”.

في اليوم الثاني لزيارة بايدن للكيان، سيناقش الطرفان اليوم في الاجتماع بين لابيد وبايدن والفِرَق الموسعة التي ستشارك معهم الامور التالية:

رسم خط أحمر ضد إيران في حالة تجاوزها عتبة 90٪ من تخصيب اليورانيوم حتى بمقدار جرام واحد، بحيث بعدها ستُفرض عليها عقوبات ضخمة اقتصادية ودبلوماسية وما إلى ذلك، “إسرائيل” تريد أن تبني هذا “السلاح” مع الأمريكيين الآن.

نظام الدفاع الجوي للشرق الأوسط (MEAD) – في الواقع، سيتم مناقشة خلق اتصال بين جميع أنظمة الدفاع الجوي من القاهرة إلى الرياض بحيث يتم ربطها بنظام استخبارات واحد يوفر التعاون والحماية للمنطقة بأكملها من الصواريخ التي يتم إطلاقها من إيران.

الأمريكيون يريدون والقادة العرب مترددون، “إسرائيل” سترفعها مرة أخرى اليوم للنقاش هذا الموضوع

‏مايك هرتسوغ “سفير إسرائيل” في الولايات المتحدة، تحدث حول المسألة الإيرانية وقال: “لقد تحدثت الإدارة عن أن ” كل شيء على الطاولة، في سياق القضية الإيرانية – وذكر الرئيس بايدن، في بيانه، أن هناك خطوة إلى الأمام والحديث يدور حول خيار عسكري، لكن هذه أشياء سمعناها من ادارات أمريكية أخرى، ويحب بايدن أن يقولها بصوته في إسرائيل أيضاً”.

وقال المدير العام لوزارة “الخارجية الإسرائيلية” ألون أوشبيز لإذاعة جيش العدو صباح اليوم: “تتحدث إسرائيل والولايات المتحدة عن الالتزام بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، ليس بمجرد التصويت في الأمم المتحدة، بل تفضل الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاقية لكن ليس بأي ثمن”.

مدير عام وزارة جيش أمير إيشيل قال أيضاً حول الموضوع الإيراني: “إن إسرائيل صرحت بأن الخيار العسكري ضد إيران يجب أن يكون آخر خيار يتم ممارسته في حالة عدم وجود خيار، ولكن خيار عسكري حقيقي ويجب أن يكون على استعداد لممارسته إذا لزم الأمر، هو خيار ضرورة حيوية وضمان لفعالية الجهود الدبلوماسية والاقتصادية والقانونية”.

وأضاف أمير إيشل مدير عام وزارة جيش العدو، لإذاعة جيش العدو: “لقد أظهرت إيران أنها تستطيع تغيير أساليبها في مواجهة التهديدات العسكرية الموثوقة، -القدرة العسكرية ضد إيران هي الملاذ الأخير، ولكن بدون قدرة عسكرية موثوقة في الخلفية – فإن بقية الجهود ستكون محدودة في قدرتها على التأثير على إيران”.

‏وقال مسؤولون أميركيون إن بايدن سيطلب من لبيد اليوم توسيع المساعدة العسكرية “الإسرائيلية” لأوكرانيا: “هناك احتياجات محددة للأوكرانيين سنتحدث عنها مع الإسرائيليين”.

الهدهد

اخبار ذات صلة