تحليل: دعوة هنية لبناء تحالف سياسي لمواجهة خطة بايدن "ورقة قوة"

الرسالة نت- محمد عطا الله

وسط المساعي الأمريكية التي تهدف لدمج دولة الاحتلال (الإسرائيلي) في المنطقة وتشكيل تحالف مع دول التطبيع لمواجهة المقاومة في الشرق الأوسط، تأتي دعوة رئيس حركة حماس إسماعيل هنية حول ضرورة بناء تحالف سياسي لمواجهة خطة بايدن في المنطقة.

وتأتي زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للاحتلال (الإسرائيلي) والسعودية وبعض دول المنطقة العربية، ضمن الدعم المطلق للكيان ومحاولة دمجه في المنطقة، الأمر الذي يستدعي من محور المقاومة بناء تحالف مضاد للتصدي لهذه المخططات.

وكان هنية أكد أنَ المحاولاتِ الأميركيةَ في إعادةِ هندسةِ المنطقةِ على أساسِ دمجِ الكيانِ الصهيوني المحتلِ عبرَ التحالفاتِ مع بعضِ الحكوماتِ العربيةِ سوفَ تبوءُ بالفشل، لأنها تتعارضُ مع إرادةِ شعوبِ الأمة، وتتناقضُ مع الموروثِ الثقافي والفكري لهذه المنطقة.

ودعا هنية إلى فتحِ حوارٍ استراتيجي بين مكوناتِ الأمةِ ودولهِا؛ يُفضي إلى بناءِ تحالفٍ سياسيٍ يحمي المنطقةَ من الهيمنةِ والتطبيعِ والسيطرةِ على الثروات، مؤكداً انَ الشعبَ الفلسطينيَ لن يقعَ مجدداً في حبائلِ الوهمِ وسرابِ المفاوضاتِ التي ضَربت القضيةَ في الصميم.

الأهم أن حماس تعمل على مدار الساعة في لبناء هذا التحالف عبر ترميم علاقتها مع كافة الدول العربية بما فيها سوريا وغيرها من الدول الشقيقة، بهدف حشد طاقات الأمة نحو مواجهة المشاريع الأمريكية في المنطقة.

ووفق متابعين ومحللين في الشأن السياسي فإن الدعوة التي أطلقها رئيس حماس، تمثل ورقة قوة ورؤية يجب التقاطها والبناء عليها لمواجهة تمدد الاحتلال في المنطقة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد أن أحد أهم زيارة بايدن للمنطقة، هو محاولة أمريكا تشكيل تكتل دفاعي يضم (إسرائيل) في المنطقة؛ وذلك للخشية على الكيان وحمايته وعدم امتلاك إيران سلاح نووي.

ويوضح العقاد في حديثه لـ "الرسالة نت" أن هذا الهدف يتطلب من حماس وقوى المقاومة التحرك وإعادة رسم سياستها للتصدي لهذا المخطط ومن هنا جاءت دعوة هنية لبناء تحالف يحارب دمج (إسرائيل) في المنطقة.

ويؤكد أن هذه الدعوة تعطي أوراق قوية وتعيد الاعتبار بأن حماس هي بيضة القبان، ولديها زمام المبادرة في المنطقة وقادرة على إفشال كل المخططات، التي تهدف بالأساس إلى شيطنتها ومحاربة المقاومة.

ويبين أن القضية الفلسطينية تشكل حالة إجماع دولي، لذلك دعوة حماس مهمة وستفشل مخططات تصفية القضية، كما أفشلت صفقة القرن من قبل.

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي محمد شاهين أن دعوة هنية متقدمة وتلبي تحديات الحاضرة في المنطقة؛ بفعل التحرك الأمريكي لمحاولة جعل السرطان الصهيوني في المنطقة العربية ودمجه كأنه طبيعي.

ويؤكد شاهين في حديثه لـ "الرسالة نت" أن الدعوة يجب البناء عليها من قبل الدول العربية وخاصة محور المقاومة كونها تسعى لتعزيز الأمن القومي وصد المحاولات الأمريكية (الإسرائيلية) التي تسعى لنهب خيرات المنطقة.

ويضيف "هناك تغير في التحالفات بالمنطقة وخاصة منطقة الشرق الأوسط وتجاذب من قبل التحالف الروسي الصيني والإيراني المضاد من أجل الحد من التغول الأمريكي على الحقوق الامة العربية".

ويشير شاهين إلى أنه يجب البناء على حديث هنية من أجل دعم محور القدس وتلبية بعض متطلبات استنهاض الأمة الإسلامية في المنطقة لمواجهة والاحتلال الصهيوني والذي يسعى للتغول على حقوق أمتنا وشعبنا.

ويشدد على وجود فرصة كبيرة لنجاح الرؤية التي يطرحها هنية، لا سيما عقب تراجع بعض الدول عن فكرة إنشاء ناتو عربي جديد لمواجهة محور المقاومة، بعد إدراك تلك الدول أن أمريكا سرعان ما تتخلى عن حلفائها عبر التاريخ.

البث المباشر