قائمة الموقع

مقال: التطبيع والتطبيق وتبادل الزيارات

2022-07-19T23:47:00+03:00
صورة للكاتب/ ماهر سامي الحلبي
بقلم/ ماهر سامي الحلبي

في الوقت الذي يُقتل ويُعتقل ويُحاصر فيه الشعب الفلسطيني، تستقبل المغرب المجرم القاتل أفيف كوخافي رئيس هيئة أركان الجيش الصهيوني في أول زيارة رسمية له للبلاد بعد نصف عام من توقيع وزير الجيش بيني غانتس اتفاقية تعاون أمني معها. مشهد استقبال كوخافي تقشعر له الأبدان ويندى له الجبين، هل وصلت الخيانة إلى هذا الحد أيها المطبعين؟! تحترموا القاتل وتضعوا له البساط الأحمر والبرتوكول ومراسم عسكرية وتأدية التحية العسكرية له، يا حيف على من فرط وباع فلسطين وتنازل عن قضيتها.

وفي هذا الصدد استحضرت مقولة الشهيد صلاح خلف حينما قال: "أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر". صدقت أيها الشهيد، فالخيانة أصبحت اليوم متجذره في بعض أنظمة الدول العربية، وا أسفاه.. فلقد تحول فكرهم اليوم من الخيانة بتهمة التخابر مع العدو الصهيوني إلى الخيانة العظمى بتهمة شتم العدو، ولم يعد يخفى على أحد أن هناك بعض من أنظمة السياسة العربية الجديدة تعيش في أعمق عملية تقارب مع الكيان الصـهيوني في المنطقة، فمنهم من طبَّع علناً ومنهم من طبَّع سراً.. نجد أن من أعلى الطاولة شعارات رنانة مع الفلسطينيين وحقوقهم ومن أسفلها تطبيعٌ شامل وكامل وخيانات ولقاءات وتفاهمات.. إنها طعنات في الخاصرة من بني جلدتنا.

إن تاريخ خيانة فلسطين لم يبدأ اليوم كي نُصاب بالعجب، حيث بدأت بوادر الخيانة من بعض أنظمة الحكومات العربية لها منذ زمن بعيد، لكنها كانت في الخفاء؛ وأصبحت اليوم في العلن ومن فوق الطاولة، فقضية فلسطين كقضية عربية ولدت في رحم العجز والخيانات. فالتطبيع الذي أقامه النظام المغربي مع الكيان الصـهيوني واستقباله للمجرم كوخافي شيء مستهجن؛ لأنه يضر بالقضية الفلسطينية ويعطي للعدو فرصة التغول على الشعب الفلسطيني. لذا، يجب إدانته من قِبل الشعب المغربي وجميع الأحرار؛ كما يجب علينا نحن كفلسطينيين أن نتوحد حتى نتمكن من إفشال مخططات العدو الصهيوني ومن يصطف بجانبه من المطبعين.

اخبار ذات صلة