مع طبول العدوان التي تقرع من قبل الاحتلال الصهيوني وقادته السياسيين والعسكريين على قطاع غزة، تأتي زيارة رئيس وزراء الكيان إلى مصر، ما يعيد إلى الذاكرة زيارة وزير الخارجية الصهيونية السابقة تسيبي لفني إلى القاهرة قبل العدوان الأخير على غزة بعدة أيام وإعلانها العدوان على غزة وبحضور وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط؟.
التخوف المطروح يكمن في السؤال التالي: هل زيارة نتنياهو إلى القاهرة للحصول على ضوء أخضر من مصر على عدوان جديد على غزة بدعوى محاربة الإرهاب الأصولي المتمثل بالقاعدة من وجهة نظر إسرائيلية خاصة وان هناك محاولات إسرائيلية أمريكية أوروبية تصور أن غزة في طريقة لتتحول إلى بؤرة للقاعدة، وما حدث في مدينة الإسكندرية والمدان على كافة الصعد قد يكون مقدمة لمزيد التحريض على غزة تحت نفس الذريعة وهي ( القاعدة ) حتى يمرر قرارا للعدوان على غرار العدوان الأخير الذي وقع على غزة نهاية عام 2008 بداية 2009.
ولكن القناعة لدينا أن مصر تعلمت درسا كبيرا من ذلك المؤتمر المشئوم الذي سبق العدوان على غزة ولن تسمح أن يعلن نتنياهو اليوم الخميس عقب لقاءه بالرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ لو تمت الزيارة المعدة مسبقا العدوان على غزة أو حتى التهديد بالعدوان على غزة حتى لا تتهم بأنها شريك للعدوان الجديد أو أعطت ضوءا اخضرا للاحتلال وستقف بحزم أمام الكلمات التي قد يتفوه بها نتنياهو لو فكر في ذلك هذه المرة.
الذي يدفعنا للحديث في هذا الموضوع أن هدف زيارة نتنياهو لمصر هو الموضوع الأمني وفق ما صرحت به مصادر صهيونية وعبرت عن وسائل الإعلام الإسرائيلية، والأمن بالنسبة لإسرائيل مقدم على أي اعتبار آخر، خاصة أن القادة في مستويات مختلفة في إسرائيل وجهوا أكثر من مرة اتهامات وانتقادات إلى مصر في موضوع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وان مصر لا تقوم بالجهد الكافي وأنها تسهل مهمة توصيل السلاح للمقاومة من خلال ضعف مراقبة الحدود مع قطاع غزة، إضافة إلى ما تحدث به الصهاينة عن التخطيط لعمليات ضد إسرائيل ومواطنيها في سيناء من قبل عناصر إسلامية أو أن بعض القوى الفلسطينية تخطط لشن عمليات عسكرية ضد إسرائيل انطلاقا من الأراضي المصرية، وليس بعيدا عنا ما صدر من قبل إسرائيل من اتهام واضح أن القذائف الصاروخية إلى أطلقت على ايلات (أم الرشراش) انطلقت من سيناء وسقط بعضها في العقبة جنوب الأردن، الأمر الذي نفته مصر في حينه.
كل ذلك يجعلنا حذرين من هذه الزيارة إلى شرم الشيخ من قبل نتنياهو والتي تجري ومصر
(حكومة) تقع تحت ضغط إرهاب الإسكندرية ودعوات الفتنة الأهلية ومحاولة إشاعة الفوضى في المجتمع المصري نتيجة هذه الأعمال، وحذرين من أن يضعف الموقف المصري أمام الابتزاز الإسرائيلية الذي لا نشك انه يقف خلف هذه الأعمال الإرهابية التي وقعت في الإسكندرية لأنه الطرف الوحيد المستفيد من إضعاف مصر.
نتمنى على الرئيس المصري أن لا يبدي أي مرونة أو تساهل مع نتنياهو في موضوع العدوان على غزة وان يقف وقفة مصرية عربية إسلامية في وجه هذا الإرهابي، ولا يخشى أي ابتزاز من قبل نتنياهو، حتى لا نؤتى من الجحر نفسه مرتين.