يجتهد اتحاد كرة القدم وطواقمه العاملة في الدوائر واللجان خلال آخر 10 سنوات لسير انتظام النشاط الرياضي بشكل جيد وإن كان كل عمل يرافقه بعض الأخطاء التي لا تعكر صفو الشاشة البيضاء في انتظام المسابقات والبطولات.
هذه المرة لن نتحدث عن المسابقات أو البطولات أو شؤون اللاعبين أو الانضباط أو الحكام أو غيرها من منظومة اتحاد كرة القدم التي تعمل بشكل متشابك لكن الانتباه والحذر واجب.
ترتيب العمل وتطويره وتصحيح مساره يكون بشكل متصاعد مع تجارب السنين والاستفادة من أخطاء كل موسم وهذا أمر طبيعي، لكن اتحاد كرة القدم يجب أن ينظر بعين الاهتمام لجزء مهم جداً لكنه مهمش خلال سنوات طويلة.
يعلم الجميع أننا نعاني في غزة من غياب الأرشيف الواضح في كل البطولات منذ مواسم الثمانينيات والتسعينيات وانعدام توفر "سكورشيدات" المباريات التاريخية (إلا ما ندر).
يعلم اتحاد كرة القدم أنني بشكل شخصي دائماً أحاول ترسيم وأرشفة بعض القوائم والأرقام والإحصائيات حتى يتم البناء عليها مستقبلاً بشكل تتابعي وإن لم تشمل المواسم السابقة لعدم توفر الأرشيف المناسب، لكن من الضروري أن تتسع رقعة هذا الاهتمام وصولاً لحالٍ أفضل.
يعلم اتحاد كرة القدم ولا يعلم الكثير من الرياضيين في غزة أنني قد قدمت بشكل شخصي لاتحاد كرة القدم وأكثر من مرة مشروع عمل إحصائي منذ عام 2018 وإنشاء لجنة أرشيف الكتروني يُعاملها الاتحاد كأي دائرة من دوائر العمل وتشمل جميع المواسم المتوفرة وتحويل الأوراق لأرقام إلكترونية يكون متاح الرجوع لها في أي وقت، لكن ذلك قُوبل بعدم الاهتمام وأكثر من مرة يوضع المشروع في أدراج المكاتب، (بدون سبب).
الآن نحن في خطر شديد وسنكون في وضع أخطر بكثير لو أهملنا العمل في هذا المجال لسنوات قادمة، وإن كان ذلك الآن متاحاً وليس صعباً والأمر متروك لقرار اتحاد كرة القدم (مؤقتاً)، لإنقاذ المواسم العشر الماضية من الهلاك والضياع.
ليس من المنطق أن يعتزل حكم كرة القدم، أو لاعب كرة قدم، ولا يعرف تاريخه في حياته الرياضية، ولا تعرف الأندية كم لعبت وكم سجلت، ولا من المنطق أن لا ننظر باهتمام لهذا العمل الذي أصبح في كل العالم هو الأبرز والأهم من صُلب عمل اتحاد كرة القدم وقد يكون أهم من أمور كثيرة موجودة حالياً.
الأرقام والإحصائيات الموجودة في أرشيف لجنة المسابقات أصبحت يأكلها التراب وقد تختفي الكثير من المعلومات التي نحتاج تدوينها وأرشفتها وترسميها بعيداً عن الاجتهادات التي قد تحمل الصواب والخطأ، وهذه مسؤولية وأمانة في عنق اتحاد الكرة.
لا أريد الإطالة، وأعتقد أن الرسالة قد وصلت لاتحاد كرة القدم أن هذا الملف يجب العمل به وتفعيله بشكل سريع وعاجل، ولا يضع عُقدة ندرة الموازنات المالية أمام تنفيذ هذا المشروع مهما كلّف من ثمن.
أتمنى أن يصل كلامي لمسامع اتحاد كرة القدم، وأرجو أن تكون هذه الهمسة الأخيرة التي يتحرك من خلالها اتحاد الكرة لتحريك المياه الراكدة، (وأنا لا زلت أنتظر).