على تلة مرتفعة وسط مساحات شاسعة من أراضي الضفة الغربية الخلابة، نصبت منظمة "ناحالاه" الاستيطانية بضعة ألواح من الصفيح وأعلام للاحتلال، في إشارة لإقامة بؤر استيطانية جديدة على أراضي سلفيت.
توضع تلك الأكواخ المتهالكة كبالون اختبار للفلسطينيين، فإن صمت عنها أصحاب الأرض مضت وكبرت وتمددت، وإن أحدثوا ردة فعل لحماية ممتلكاتهم، تمزقت ألواح الصفيح أو بقيت على حالها كأضعف تقدير.
القفز بين التلال
في الأيام الأخيرة أعلنت منظمة "ناحالاه" وضع نواة لسبع بؤر استيطانية على تلال الضفة الغربية، توزعت من شمالها إلى جنوبها.
تقول المنظمة إنها تسعى لإقامة 22 بؤرة استيطانية، وأن لليهود الحق بكامل أرض فلسطين، وانتزاع مليوني دونم من الأراضي التي يملكها الفلسطينيون، لنشر الاستيطان في الضفة والنقب والجليل.
ويؤكد أعضاء "ناحالاه" أنهم يريدون الوصول إلى الجبال لبناء مستوطنات جديدة، عبر القفز بين التلال بمشاركة الشباب اليهود لخلق جيل استيطاني جديد مرتبط بأرض الضفة.
"الميزوزاه" في نابلس والخليل
تقود منظمة "ناحالاه" المستوطنة "دنييلا فايس"، والتي تتطلع لوضع "الميزوزاه" (قطعة توضع على مداخل بيوت اليهود) في كل بقعة من أرض فلسطين وخاصة في نابلس والخليل وأريحا.
وتعتنق "فايس" فكرة أن أرض فلسطين يجب أن تكون لشعب إسرائيل فقط، وأن البؤر الاستيطانية تنشأ كمقدمة لبناء مدن لليهود تتوسع على أرض الضفة.
وقد نجحت المستوطنة التي يسير خلفها آلاف الشبان والفتيات اليهود، بوضع نواة لبؤر استيطانية تضم 20 عائلة من المستوطنين خلال أيام فقط على أراضي رام الله ونابلس وسلفيت والخليل.
وإلى جانب "ناحالاه" تنشط عشرات المنظمات الاستيطانية، تمول بعضها حكومة الاحتلال مثل "الحارس ليهودا والسامرة"، و"كيدما"، و"بيت ياتير" التي تزود البؤر الاستيطانية بالمتطوعين للعمل في زراعة الأراضي الفلسطينية المصادرة لصالح المستوطنين.
وشهدت الزيادة السنوية في مخططات الاستيطان ارتفاعا بنسبة 26%، وروج في عام واحد الى بناء 7292 وحدة استيطانية.
وأشارت معطيات ميدانية إلى أن حكومة الاحتلال استولت على 22300 دونم من أراضي الضفة الغربية، في النصف الأول من العام الجاري والتي تعد الأكبر منذ عام 1997.
كما لوحظ تسارعاً وزيادة في إنشاء البؤر الزراعية الاستيطانية خلال السنوات الماضية وبلغ عددهما في الضفة الغربية 62 بؤرة، ما يرفع عدد البؤر الاستيطانية في الضفة 176.