خاص الرسالة

تحليل..الاحتلال ينفذ عملية عسكرية متدرجة منذ عام في الضفة 

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت- محمود فودة

منذ أن استيقظ الاحتلال على صوت الحرية الذي أطلقه الأسرى الستة في سجن جلبوع، بعد أن تحرروا عبر نفق، معلنين هزيمة الاحتلال بكسر قيوده، اتجه لملاحقة مقاومي الضفة، خاصة في جنين التي تشكل معقل الثوار ويليها نابلس التي كان لها نصيب كبير من العمليات العسكرية، وكان من ضمن المستهدفين اثنين من أشقاء أسرى نفق الحرية.
ونفذ الاحتلال عشرات العمليات العسكرية والأمنية في الضفة المحتلة لملاحقة المقاومين، أدت 16 منها إلى استشهاد 27 مقاوما، والتي جميعها شهدت اشتباكات مسلحة غاب صوتها عن الضفة لسنوات طويلة، وأوقعت خسائر بشرية ومادية في صفوف الاحتلال، بينما خابت في تحقيق هدفه في عددٍ منها لشراسة المقاومة.


"كاسر الأمواج"


وفي خضم عملياته العسكرية لملاحقة المقاومة، تعرض الاحتلال لأكبر موجة من العمليات المسلحة في مدن الداخل المحتلة منذ سنوات، والتي أدت لمقتل وإصابة عشرات (الإسرائيليين) ليعلن عن عملية عسكرية أسماها "كاسر الأمواج"، استكمالا للعملية العسكرية التي ينفذها بصمت ودون إعلان رسمي عن تفاصيلها والتي بدأها في أعقاب نفق الحرية.
وعِمد الاحتلال إلى إنشاء ثلاثة خطوط حماية، الأول يتمثل في جهد الحراسة في نطاق مدن الداخل، والثاني حراسة خط التماس والجدار، أما الجهد الثالث فهو عبارة عن عدوان هجومي مبادر إليه، موجه استخباريا لإحباط ما يعتبره الاحتلال "عش الدبابير" في المدن والقرى الفلسطينية، وفي الأساس ضمن نطاق مدينة جنين.
ويحاول الاحتلال منذ نفق الحرية، كسر المعنويات التي ارتفع رصيدها لدى الفلسطينيين لا سيما في الضفة وتحديدا المنطقة الشمالية منها، والتي كانت محط أنظار لجوء أسرى النفق، بالإضافة إلى وقف عدوى المقاومة التي انتقلت بين شبان الضفة، في جنين ونابلس على وجه الخصوص، في ظل الالتفاف الجماهيري حول المحررين. 
ويسعى الاحتلال أيضا من خلال عملياته المتتالية في الضفة، إلى بث الطمأنينة في نفوس المستوطنين، بنقل ساحة المعركة من "تل أبيب" إلى مدن الضفة، إلا أن نقلها كان مكلفا على جيش الاحتلال الذي تعرض لخسائر بشرية ومادية نتيجة عملياته في مدن شمال الضفة، من خلال تعرضه لمئات عمليات إطلاق النار والعبوات والزجاجات الحارقة والحجارة.
دور السلطة
واستعان الاحتلال بأذرع السلطة في خضم عمليته العسكرية ضد المقاومة المتصاعدة في جنين ونابلس، باستدعائها "البعبع" التي تخافه السلطة، والمتمثل في سيناريو سيطرة حركة حماس على الضفة، وحمل السلاح لإسقاطها، رغم أن كل اعمال المقاومة تتجه فقط نحو الاحتلال.
وعلى إثر ذلك، تستنفر السلطة كل قوتها لملاحقة خلايا المقاومة، وفي ظل فشلها في دخول "عش الدبابير" في جنين و"عرين الأسود" في نابلس، تستكفي بالدعم الاستخباري للاحتلال، من خلال الأعين التي تنتشر لها في كل المناطق.
ورغم خدمات السلطة للاحتلال، إلا أن الأخير لا يبدي رضا كامل عن أجهزة أمن السلطة وقيادتها، بل يتهمها بالتقصير والإهمال الذي أدى لتصاعد أسهم المقاومة، حتى وصل الحد بمنسق أنشطة الحكومة السابق كميل أبو ركن القول: (إسرائيل) هي الدرع الحامي للسلطة، وهي لا تزال قائمة بفضل عمليات جز العشب التي ننفذها ضد البنية التحتية للمقاومة".
ويدرك الاحتلال أهمية استمرار دعم السلطة بصفتها خزان المعلومات الذي لا ينضب عن خلايا المقاومة وتنظيماتها، ولولا جهود السلطة لما تمكن الاحتلال من تنفيذ عشرات العمليات ضد المقاومة طيلة السنوات الماضية.
عملية صامتة
ومن الملاحظ أن الاحتلال انتهج خلال عملياته التدرج والصمت والتخفي وعدم الاشتباك مع المواطنين الفلسطينيين، والاعتماد على القوات الخاصة والابتعاد عن الاجتياحات الكبرى بأليات عسكرية ثقيلة وكبيرة، وذلك منعا لتفجر الأوضاع او انتقال حالة المقاومة لباقي مناطق الضفة، وعدم إثارة الغضب الفلسطيني بشكل أوسع، وكذلك عدم الظهور أمام العالم بمشهد خشن، في ظل الرغبة الأمريكية والأوروبية لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وبدأت أولى عمليات الاحتلال لملاحقة المقاومين، ضمن سياسة جز العشب، بعد أن أصبحت المقاومة المسلحة كابوسا يزداد يوماً بعد يوم، باستشهاد خمسة مقاومين في اشتباكات مسلحة اندلعت بشكل متزامن في جنين والقدس.
ففي 26 سبتمبر 2021 استشهد ثلاثة مقاومين من كتائب القسام بينهم قائد ميداني، وهو أحمد زهران، والمقاومين زكريا بدوان ومحمود حميدان، في أحد جبال القدس بعد اشتباك مع قوات خاصة للاحتلال جاءت لاعتقالهم، كما استشهد في الليلة نفسها المقاومين من سرايا القدس أسامة صبح، ويوسف صبح، في اشتباك مسلح في منطقة برقين في جنين.
وبعد أيام، وتحديدا 30 سبتمبر اشتبك مقاومون مع قوة احتلالية في قرية برقين أيضًا، ما أدى لاستشهاد الشاب علاء زيود من السيلة الحارثية.
في 13 ديسمبر 2021 استشهد المقاوم جميل كيال خلال اشتباك مع قوة احتلال جاءت إلى مدينة نابلس لاعتقال المقاوم أمير الحاج.
وفي 8 فبراير 2022 اغتالت قوة خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ثلاثة مقاومين فلسطينيين في مدينة نابلس، وهم أشرف مبسلط، وأدهم مبروك، ومحمد الدخيل، فيما لم يتمكن الاحتلال من الوصول إلى المقاوم المطارد إبراهيم نابلسي.
وفي مطلع مارس استشهد المقاوم عبد الحصري بعد اشتباك خاضه مع قوات الاحتلال في مخيم جنين، وفي آخر أيام مارس استشهد المقاومين سند أبو عطية ويزيد السعدي، في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في مخيم جنين.
وفي 2 ابريل اغتالت قوات الاحتلال (الإسرائيلي) ثلاثة مقاومين عند مفترق عرابة جنوب جنين وهم صائب عباهرة وخليل طوالبة وسيف أبو لبدة، وفي 9 ابريل استشهد الشاب أحمد السعدي وأصيب 13 آخرون في اشتباك مع قوات الاحتلال التي اقتحمت جنين.
وفي 14 ابريل استشهد مقاومين أحدهما شقيق أحد أبطال نفق الحرية وهو الشهيد شأس كممجي، شقيق الأسير أيهم، والمقاوم مصطفى أبو الرب، وفي 26 ابريل استشهد المقاوم احمد مساد خلال اقتحام الاحتلال لاعتقال 3 مطلوبين من المقاومة.
وفي 15 مايو استشهد شقيق أحد أبطال نفق الحرية، وهو الشهيد داود الزبيدي شقيق زكريا، خلال اشتباك مع قوات الاحتلال في جنين، وفي 20 مايو استشهد حارس مخيم جنين الشاب أمجد الفايد بعد اشتباكه مع قوة إسرائيلية اقتحمت المدينة.
وفي مطلع يونيو استشهد المقاوم بلال كبها في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، وفي 17 يونيو، استشهد المقاومون كمال لحلوح وناصر أبو صلاح ليث سرور قسام، وفي 6 يوليو استشهد المقاوم رفيق غنام من بلدة جبع في جنين، وفي 24 يوليو استشهد المقاومين عبود صبح ومحمد العزيزي.

البث المباشر