عبثا يحاول العدو (الإسرائيلي) التغطية على دليل رسمي جديد يثبت إخفاقاته بمعركة سيف القدس، العام الماضي، حيث مني فيها بهزيمة كبيرة على يد المقاومة الفلسطينية، التي أثبت قدرتها على التصدي والمواجهة وتكبيد الاحتلال خسائر فادحة، إلى جانب فشله الاستخباري بتوقع هبة الداخل الفلسطيني المحتل وتداعياتها.
ونشر مراقب كيان العدو (الإسرائيلي) العام، الأربعاء، تقريره الخاص بإخفاقات الاحتلال في مواجهة أحداث سيف القدس وخاصة على مستوى الجبهة الداخلية.
وجاء في التقرير الذي أعده المراقب "متنياهو آنجلمان" على مدار الأشهر الماضية- وترجمته وكالة صفا- أن الشاباك والشرطة فشلا في إعطاء إنذارات مبكرة لـ(الإسرائيليين) في المدن المختلطة قبيل اندلاع المواجهات وخاصة في اللد، وأن أجهزة الاستخبارات فشلت في توقع الهبة التي وقعت في الداخل بالتزامن مع معركة سيف القدس.
وفيما يتعلق بالفشل الاستخباري في تنبؤ المواجهات، أكد المراقب في تقريره على وجود إخفاقات كبيرة بهذا الإطار؛ حيث تم التركيز الاستخباري على القدس كبؤرة للمواجهات في ظل ترقب مسيرة الأعلام في مايو 2021، إلا أن الأحداث العنيفة وقعت في مدن أخرى كاللد وعكا.
وجاء في التقرير ما نصه: "المنظومة الاستخباراتية لم تقدم توقعات جوهرية متعلقة بالأحداث التي اندلعت خارج القدس بشكل عام وفي المدن المختلطة على وجه الخصوص، وتركز الانتباه الشرطي على الأحداث في القدس وعانت الشرطة من فشل استخباري ونقص في المعلومات وعجز عن قراءة أحداث الشارع حتى بعد اندلاع المواجهات".
وخلص التقرير إلى أن الشرطة (الإسرائيلية) بشكلها الحالي غير مستعدة لمواجهة أحداث مشابهة مستقبلياً وخاصة حال وقوع معركة متعددة الجبهات،.
وانتهى المراقب بأن رسم صورة قاتمة عن نتائج المواجهات في تلك المعركة قائلاً إن فشل الشرطة والشاباك في أداء المهام الموكلة إليهما ساهما في انعدام الأمن الشخصي في أماكن المواجهات ما شكل ضربة قاسية لثقة السكان بالشرطة وبالمنظومة الأمنية برمتها.
وبالتزامن مع نشر تقرير المراقب العام، نشر المتحدث باسم جيش العدو (الإسرائيلي) أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو لأماكن ومرافق مدنية في قطاع غزة، زعم أن المقاومة أنشأت بنى تحتية ومصانع أسلحة بجوارها.
وتعقيبا على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إن (ادرعي بيتهابل)، وينشر معلومات لمواقع استهدفت سابقًا وغيرها معروفة للمواطنين، مشيرا إلى عدم وجود أي عمل للمقــاومة فيها أو بجوارها، لأنها مؤسسات مدنية.
وشدد القرا على أن الـمقـاومة جزء من الشعب الفلسطيني، والعمل السري جزء مهم من طبيعة عملها، لافتا إلى عجز الاحتلال عن كشفه.
وحث المواطنين على عدم المساهمة في نشر المعلومات أو الصور التي نشرها أدرعي.
حرب نفسية
من جهته، قال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم إن ما نشره الاحتلال من صور ومعلومات حول وجود أسلحة للمقاومة في مناطق مدنية في قطاع غزة، لا أساس لها من الصحة تماما
وأكد أنها تأتي في إطار الحرب النفسية المتواصلة للإضرار بالمقاومة وحاضنتها الشعبية وتأليب الرأي العام عليها.
وأضاف أن هذه الإشاعات والأكاذيب لن تفلح في النيل من إرادة شعبنا الفلسطيني وأهلنا في القطاع، وما لم يحققه الاحتلال في المعارك العسكرية والأمنية، لن يستطيع تحقيقه بنشر الإشاعات والأكاذيب والحرب النفسية.
وشدد على أن شعبنا الفلسطيني اليوم ومن خلفه المقاومة الباسلة مستمرون في رسم لوحة تكاملية عظيمة، والمقاومة ستستمر في خوض معاركها المقدسة مع العدو رغم كل محاولات التشويه والتشويش دفاعا عن شعبنا و أرضه ومقدساته.
في السياق، حذر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف من أن رواية الاحتلال دائما مثار تكذيب وتفنيد وليست معلومة مسلمة، سيما أن كل ما ورد جاء من ناطق عسكري، وهو محض دعاية واضحة لا يجب التعامل معها، وإنما يجب مهنيا ووطنيا التشكيك فيها.
وأكد أن الاحتلال يحاول بهذه البروباجندا أن يجد لنفسه مبررا أمام العالم، لما قام ويقوم به من جرائم ضد أبناء شعبنا المدنيين والأعيان المدنية خلال اعتداءاته على غزة.
وبين أن المطلوب مهنيا ووطنيا هو عدم تبني هذه الأكاذيب وتذكير الاحتلال بجرائمه التي لا يمكن التنصل منها أو تبريرها، ومنها مأساة عائلة هدى غالية والسموني وأبو حطب والفاخورة وأبو العوف واشكنتنا، ولا ننسى جريمة اغتيال الزميلة شيرين ابو عاقلة.
وجدد التذكير أن المقاومة فعل مشروع دوليا وواجب وطنيا، ولا يمكن تجريم المقاومة أو زرع بذور التشكيك بينها وبين الشعب الذي يحتضنها لقناعته أنها تدافع عنه وعن حقه في الحياة والتخلص من الاحتلال.
تساوق مع حراك مشبوه
بدوره، اعتبر الصحفي يحيى اليعقوبي ما نشره الاحتلال عن ما يسميه إحداثيات لمواقع عسكرية بين المدنيين، يأتي بهدف تأليب الناس على المقاومة، ودعما وإسنادا لحملة تشويه جديدة تستهدف المقاومة، واستغلال الظروف المعيشية الصعبة وإلصاق أسبابها بالمقاومة، رغم أن الاحتلال هو المسبب الرئيسي لكل الأزمات فهو الذي يفرض الحصار منذ ستة عشر عاما.
وأكد اليعقوبي أن المواقع التي نشرت هي نفسها استهدفها العدو عدة مرات، مبينا أن هذا النشر موجه للمؤسسات الحقوقية الدولية، في ظل تزايد الدعوات القضائية ضد الاحتلال خاصة بعد إعدام الزميلة شيرين أبو عاقلة، وجرائمه بحق أطفال غزة بإبادة عائلات كاملة عام ٢٠٢١.
واعتبر أن كل حملة تستهدف تشويه المقاومة هي فاشلة مسبقا، لأن شعبنا يعرف من يحاصره.
يشار إلى أن الحملة الدعائية ضد المقاومة التي يقودها أفيخاي أدرعي، تزامنت مع دعوات لبعض النشطاء المشتبه بتعاونهم مع الاحتلال ومخابرات السلطة برام الله لإثارة بلبلة في قطاع غزة تحت شعار (بدنا نعيش)، وغالبيتهم يقيمون في دول خارج القطاع.
وتابع اليعقوبي في إشارة إلى المتسبب بزيادة معاناة قطاع غزة جراء الحصار، قائلا: "سأضرب مثالا على موضوع إسطوانة الغاز، فسعرها الحقيقي بحجم ١٢ كغم حوالي ٢٥ إلى ٣٠ شيقلا، تحصل السلطة الفلسطينية عن كل أسطوانة ٣٠ شيكلا أي ضريبة ١٠٠%، بينما الجهات الحكومية في غزة تحصل على ضريبة شيكل أو شيكلين على كل أسطوانة، فيما المحطات تربح قرابة ٥ شواكل، فمن يقتل غزة؟.
أما في موضوع الكهرباء، "يضيف اليعقوبي تبلغ قيمة ضريبة البلو على الوقود المباع لمحطة توليد كهرباء غزة، بنحو 40 مليون شيكل شهرياً." وهي تذهب لخزينة السلطة برام الله.
يشار إلى أن السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس تعتبر شريكا للاحتلال في حصار غزة، من خلال العقوبات الظالمة التي فرضتها ومنها قطع الرواتب وإحالة الآلاف للتقاعد القسري، وليس آخرها إصدار أوامر للأطباء في الخدمات الطبية العسكرية للاستنكاف عن العمل وتعريض حياة المرضى للخطر.