يمثل عقبة أمام مستقبل القضية

كاتب: عباس لا صاحب له وبطانته الأسوأ أخلاقيا ووطنيا

وكالات_ الرسالة نت

قال الكاتب خلدون محمد، في مقال نشره عبر موقع "عربي21"، إنه إذا كان من تعريف أمثل لمحمود عباس (أبو مازن) كرجل سياسي، فسيكون أنه "رجل لا صاحب له".
وأوضح أنه أدار ظهره لجميع حلفائه وأصدقائه ورجاله الأقربين قبل البعيدين: (محمد دحلان وسلام فياض وياسر عبد ربه ورامي الحمدلله ونبيل عمرو ونبيل شعث وسليم الزعنون وناصر القدوة وغيرهم). ومن باب أولى كانت إدارة ظهره الكاملة والصريحة والواضحة للبعيدين منه الذين لم يرَ فيهم إلا خصومًا مقيتين مزدرين ووضيعين لا يستحقون منه عناء الحوار ولا اللقاء ولا الاتفاق، فضلًا عن التواضع لهم وإشراكهم في الشأن العام. 
وأضاف "إذا كان المرء يُعرَف بمن يصادق ويصاحب كدلالة على أخلاقه وعقله، فإن اختيارات أبو مازن كرئيس لإدارة شعب كالشعب الفلسطيني يمرّ بمرحلة تحرر وطني؛ وينسج علاقاته الحميمة مع الدوائر الأمنية الأشد عداءً لشعبه ويختار من بين أبناء الشعب بطانة هي الأسوأ والأسفل أخلاقيًّا ووطنيًا وسياسيًا.. اختيارات تكشف لنا حقيقة الرجل وعقليته، لأن اختيارات المرء جزء من عقله، كما قالت العرب"
وتساءل: فمن هو حسين الشيخ أو ماجد فرج أو محمود الهباش؟ إنهم الرموز الأكثر عفنًا وفسادًا وانحرافًا وغدرًا. هؤلاء وأضرابهم الذين يتغطّى بهم محمود عباس كانوا حتى سنوات قليلة سابقة نكرات من نواحي عديدة، وهم لا زالوا نكرات في عالم الفكر والشرف والوطنية، وإن عرفوا بشيء فهم عُرفوا بنقيض ذلك كله: اللاشيء والجهل واللاوطنية!!
واعتبر أن من يختار هؤلاء ويقدمهم على الشعب الفلسطيني وعلى مقاوميه ومجاهديه وشرفائه وعقلائه ومفكريه وأعيانه، إنما هو في الحقيقة متطابق مع ما يمثلونه من قيم ومكانة. 
وتابع الكاتب "إجمالًا فقد كان أبو مازن نفسه نكرة، ولا يكاد يعرفه أحد، عندما كان اسمه يُضاف للجنة فتح المركزية: أبو عمار، أبو إياد، أبو جهاد، خالد الحسن، سعد صايل، كمال عدوان، أبو يوسف النجار أبو الهول، ممدوح صيدم... وإذا كان أبو مازن بعد رحيل زملائه الأقوياء في مركزية فتح، وبقائه في المرتبة الثانية بعد عرفات (رغم معرفة الجميع عن تخصصه في ملف العلاقات والاتصالات الخلفية مع الصهاينة منذ سبعينيات القرن الماضي) يبدو كشخص ملتبس من ناحية علاقاته بالداخل الفلسطيني، خاصة وأنه كان يُظهر تمايزًا في بعض المحطات على طريقة (أبو عمار) في معالجة بعض المسائل". ولكن ما كان مفاجئًا حقًّا في تجربته للحكم وممارسته للسلطة- بحسب الكاتب- هو تخييبه لآمال الذين اعتقدوا بمثل ذلك التمايز. فالرجل أسفر عن "فتحاوي نموذجي" من حيث القيم السلبية التي أصبحت معروفة عن كبار رجالها من أخلاقيات شوارعية: كالغدر والكذب والخداع واحتقار الآخرين والأنانية والطيش والتآمر والجبن... والرجل في ذلك بزّ جميع أقرانه وزملائه السابقين والحاليين في هذه الصفات. 
وبرهنت صفاته هذه على خطأ من لا زال يعتقد أو يتوهّم أن هناك "مسلكية ثورية" – كانت ذات يوم دليلًا أخلاقيًّا وتنظيميًّا – يمكن أن تلتزم بها قيادات فتح، فهناك اليوم مسلكية جامعة لكل الأخلاقيات الهجينة التي أنتجتها مرحلة ما بعد الاستقلال في العالم العربي، في السبعين عامًا الأخيرة، وما عبرته من اختلالات حقبة النفط، وتوالي الهزائم الثقيلة، وتولّي الطبقات الدونية وتصدرها للزعامة والحكم، بكل رعونة وفجاجة واختلال. وفق الكاتب.
وتجددت مؤخرا المطالبات الشعبية برحيل رئيس السلطة محمود عباس، الذي يحتكر السلطة غصبا لأكثر من 17 عاما، ويحرم الشعب الفلسطيني من الانتخابات العامة، بل ويحارب المقاومة بشتى السبل، مقابل تعزيز علاقاته بالاحتلال المجرم.

البث المباشر