بشكل لافت، استقبلت الناجحات بالثانوية العامة نتيجتهن بالثوب الفلسطيني المطرز، تنافسن في ارتداء النقشة الأجمل والطلة الأبهى، لكن جميعهن كن ملكات بإطلالتهن وتفوقهن المميز.
ألوان ونقشات مختلفة زينت أثواب الطالبة وأمها وحتى أخواتها، لكن ثوب المتفوقة هو الأجمل ليتناسب مع فرحتها وكأنها "عروس".
وعن قصد ارتدت الناجحات الثوب "الفلاحي" كونه الأجمل والأنسب للاحتفال بمثل هذه الفرحة التي لا تتكرر في العمر سوى مرة واحدة.
بعدما فرغت المتفوقة حلا أبو ريا من امتحانات الثانوية العامة، قررت أن تستقبل نتيجتها وهي ترتدي الثوب الفلاحي لكنها بقيت عدة أيام تتجول داخل المحلات حتى اشترت ثوبين أبيض وأسود بتصاميم مختلفة وألوان زاهية تناسب الفرحة فهي تدرك أنها ستجني علامات مرتفعة نتيجة اجتهادها طيلة العام.
تقول حلا التي حصلت على معدل 97% في القسم العلمي: "تعمدت ارتداء الثوب الفلسطيني، فلا يوجد مناسبة أجمل من ارتدائه في يوم نجاحي"، مضيفة: أردت استقبال المهنئين بتفوقي بزي تقليدي جميل ليعرف الجميع أنني فلسطينية".
وتحكي أنها وزميلاتها في المدرسة قررن أن يرتدين هذا الزي يوم النتيجة، لإكمال رسالتهن الوطنية وإثبات أن الفلسطينيات دوما يفتخرن بهويتهن وتراثهن الوطني.
أما تسنيم السويطي الحاصلة على معدل 88% في القسم الأدبي، فتجهزت قبل نتيجتها بأسبوع واحد وعلقت زينة النجاح، ثم ذهبت بصحبة والدتها لشراء ثوب فلسطيني جميل بحد وصفها، تقول:" فترة طويلة قضيتها لاختيار الثوب المناسب ليوم تفوقي"، مضيفة: أردت الظهور بلباس مختلف عن الذي ارتديه دوما، ولم أجد سوى الثوب المطرز الفلاحي الأبيض وهو الأنسب ليوم نجاحي.
أما التوأمان "لينا ودينا القاعود" بحثتا برفقة والدتهما لعدة أيام عن ثوب جميل مناسب، ومتماثل لحظة استقبال النتيجة.
تقول والدة المتفوقتين" تعمدت أن ترتدي "دينا ولينا" زيا متشابها لاستقبال النتيجة ولم أجد أجمل من الثوب الفلسطيني لاستقبال المهنئين (..) حتى أنني ارتديت ثوبا مطرزا كنت احتفظت به في خزانتي لارتدائه في هذا اليوم".
وتابعت:" بشكل متعمد اخترت أن يكون الزي هو الثوب الفلسطيني (..) لن أجد أحمل منه لاستقبال المهنئين ولمثل هذه الفرحة التي انتظرتها طويلا، خاصة وأنهما حصدتا علامة 92% و94% على التوالي.
والمبهج في يوم نتائج الثانوية العامة أن الجدات أيضا ارتدين الثوب الفلاحي الذي احتفظن به سنوات طويلة تخطت الثلاثين عاما وأكثر، فلا يخرجنه من خزائنهن الا للمناسبات السعيدة، عدا عن أن كثيرا من المتفوقات أعدن تصميم أثواب جداتهن بعدما أخذن منه القطع المطرزة العتيقة فبات معبقا بالذكريات الماضية وتفاصيل الحاضر.
يذكر أن الفلسطينيين يحتفلون في اليوم 25 من يوليو كل عام بيوم "الزي الفلسطيني"، وهذا الحدث وثق قبل سنوات قليلة على يد شابات بهدف الحفاظ على التراث الفلسطيني من الاحتلال (الإسرائيلي)، لذا كل عام في يوم التراث تخرج السيدات من المدن الفلسطينية للتجول في الأزقة والحارات وهن يرتدين أثوابهن المطرزة ويغنين الأغنيات الشعبية والأهازيج.
ودوما تحرص الفلسطينيات في المناسبات السعيدة وفي المحافل الدولية على ارتداء الزي الفلسطيني ليؤكدن تمسكهن بهويتهن الثقافية والتاريخية، فنجد كل واحدة ترتدي ثوبها المعروف في بلدتها خاصة وأن لكل قرية ومدينة نقشتها وألوانها الخاصة.
كما أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، في ديسمبر/كانون الأول 2021، فن التطريز في فلسطين والممارسات والمهارات والعادات المرتبطة به على لائحتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية.