غزة – الرسالة نت
أنهى مركز القطان للطفل الجزء الأول من المرحلة الثانية لمشروع مهرجانات الألعاب الشعبية الذي أطلقه في نهاية شهر سبتمبر الماضي بتمويل من مؤسسة التعاون وبالشراكة مع جمعية الثقافة والفكر الحر والجمعية الفلسطينية للتنمية وحماية التراث.
ونفذ القطان الجزء الأول في 20 مدرسة تابعة للأونروا لطلاب المرحلة الابتدائية بمحافظتي شمال وجنوب قطاع غزة، بينما سينفذ الجزء الثاني في رياض الأطفال، فيما كانت المرحلة الأولى من المشروع قد شملت 14 مؤسسة مجتمع محلي في القطاع.
وبحسب منسق المشروع في مركز القطان محمد الحاطي، بلغ عدد الأطفال المستفيدين من مهرجانات الألعاب الشعبية في المدارس ما يزيد عن 17 ألف طفل وطفلة.
وقال الحاطي، " كانت تنفذ أنشطة الألعاب الشعبية في المدارس خلال الفترتين الصباحية والمسائية بواسطة المنشطين الذين تم تدريبهم لتنفيذ أنشطة المشروع، حيث كان يتم العمل بشكل يومي لفترة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين، بما يسمح بالوصول إلى جميع أطفال المدرسة".
وأضاف، " وفي اليوم الختامي كان يتم تنفيذ عرض فني تراثي لجميع أطفال المدرسة يشتمل على (دبكة شعبية، أغاني تراثية فلسطينية، العرس الفلسطيني)".وأوضح الحاطي أن الأنشطة المقدمة لاقت قبولا كبيرا لدى الأطفال لما تميزت به من البساطة حيث كانوا في غاية المتعة والسرور والانسجام أثناء مشاركتهم بها.
وقال، " لضمان استمرارية تنفيذ الألعاب الشعبية بشكل دائم باعتبارها جزء من الموروث الثقافي الفلسطيني، تم تنفيذ دورتين تدريبيتين لـ 33 من المهنيين العاملين في المؤسسات المستفيدة من المشروع بعنوان " الألعاب الشعبية الفلسطينية"، حيث تم التركيز على توعيتهم بأهمية الألعاب الشعبية وتدريبهم على تنفيذها، مما يسهم في استمرارية المشروع في المؤسسات المستفيدة".
صورة الفرحة
في مدرسة جباليا الابتدائية المشتركة (د) كانت صورة الفرحة مميزة لدى الأطفال، فكانوا يلعبون ويمرحون والابتسامة لا تفارق وجوههم.
فالطفل خالد عاشور 7 سنوات كان يلعب ويلهو وكأن الفرحة تطير معه، حيث قال، " أنا طاير من الفرحة، هذه ألعاب جميلة، ويا ريت تكون كل يوم".وقالت الطفلة إسراء أبو جاسر 10 سنوات، " إن هذه الأنشطة مختلفة عن حصة الرياضة المخصصة لنا في الدوام المدرسي، فالألعاب الشعبية مفيدة ومتنوعة ومرحة، تعلمت ألعاب جديدة مثل لعبة طاق طاق طاقية، ولعبة نملة ونخلة".
وللتعرف أكثر عن مدى الفائدة التي اكتسبها أطفال المدرسة من المشروع، قالت مديرة مدرسة جباليا الابتدائية المشتركة (د) يسرا عساف، " إن الأطفال في المدرسة كانوا محتاجين للترفيه بشتى أنواعه، فهم يعانوا من حرمان جراء الظروف التي يمر بها سكان القطاع، لاسيما أنهم سكان منطقة حدودية وقد تعرضوا لويلات الحرب الأخيرة، وجاءت أنشطة الألعاب الشعبية لتضيف لهم نوع جديد من الترفيه والفائدة".
وأضافت، " إن مشروع الألعاب الشعبية يعيد إلى الأطفال هذه الألعاب التي تمسكهم بتراث أجدادهم، كما أنها تضيف لديهم المرح فنجد الأطفال يلعبون ويمرحون، كما تجعلهم أكثر نشاطا في الدراسة ".
وتابعت قولها، " كان هناك فصول دراسية تشارك في النشاط، وترغب في أن تشارك فيه مرة أخرى ".وبحسب عساف، كان أداء منشطين الألعاب الشعبية مميز، إذ كانوا متعاونين مع الأطفال ومبادرين لتنفيذ الأنشطة لهم.
وبالانتقال إلى مدرسة بيت لاهيا الابتدائية المشتركة، وجدنا صورة أخرى تدل على مدى تعلق الأطفال بهذه الألعاب، ومدى حاجتهم إليها، فالطفلة منى حرب 7 سنوات دفعها حبها وتعلقها للنشاط أن تأتي من مدرستها التي طبق فيها نشاط الألعاب الشعبية في وقت سابق إلى مدرسة بيت لاهيا في الفترة الصباحية للمشاركة في الألعاب.
أما الطفل عز الدين ناجي 8 سنوات فقال، " إن الألعاب مفيدة وممتعة، وأنا أحببتها كثيرا كنت مبسوط في الألعاب، وتعلمت ألعاب جديدة مثل لعبة ستنا الغولة، سكاكين بكاكين، وبحب ألعبهم كل يوم مع إخوتي وأولاد عمي في البيت".
وإلى جانب الطفل عز الدين كانت الطفلة دعاء أبو شمالة 8 سنوات تلعب وتمرح مع زميلاتها، وقالت، " أحببت لعبة طاق طاقية والجري مع الأطفال والمنشطين، وكنت أقول لبابا وماما لما أرجع على البيت عن هذه الألعاب وألعبها مع إخوتي".
وأضافت , أن المنشطين كانوا يشاركونا كل الألعاب، ويلعبوا معنا كأنهم في أعمارنا، وكانوا ودائما يضحكوا معنا".
من جهة أخرى، قالت مديرة مدرسة بيت لاهيا الابتدائية المشتركة مدللة لوز، " إن الأطفال نشيطين وتفاعلوا بشكل كبير، وكانت لديهم حاجة كبيرة لمثل هذه الألعاب، وستبقى في ذاكرتهم لأنها قدمت لهم أنشطة مختلفة ومميزة ومحببة لهم".وأضافت، عندي ابني وابنتي تلاميذ في المدرسة، وشاركوا في الألعاب وتعلقوا بها بشكل كبير، وتمنوا أن يشاركوا بها يوميا، بل يطبقوها يوميا في المنزل، وفي كل يوم يكون لديهم شوق وانتظار للمشاركة في نشاط الألعاب الشعبية".
وبحسب مديرة مدرسة بيت لاهيا، فإن مشروع مركز القطان قدم نوع جديد وبسيط ومفرح للأطفال خلافا لحصة الرياضة التقليدية، وهذا ما دفعهم للانسجام مع الأنشطة، خاصة أن من يشاركهم هذه الألعاب هم ليسوا المدرسين الذين اعتادوا عليهم داخل الفصل الدراسي، وإنما هم منشطين مدربين تفاعلوا وتعاملوا معهم بروح مرحة.
وأوضحت أن النشاط لم يؤثر على المسيرة التعليمية، إذ كان يشارك كل فصلين في حصة واحدة من أنشطة الألعاب الشعبية يوميا, مشيرة إلى أن ما يقارب 2500 طالب وطالبة من الصف الأول حتى الرابع الابتدائي في الفترتين الصباحية والمسائية قد شاركوا في الأنشطة.