قائد الطوفان قائد الطوفان

"القسام" يدعم "النابلسي".. من بركات "سيف القدس"

الرسالة نت- محمود فودة

كان مفاجئًا لكل المتابعين ما جاء في رسالة مسجلة للشهيد المطارد إبراهيم النابلسي ابن كتائب شهداء الأقصى، أكد فيها دعم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس له، في معركته التي بدأت مع الاحتلال منذ سنوات.

رسالة النابلسي ختمها بقوله: "حط السيف قبال السيف احنا رجال محمد ضيف" وهو النداء الذي وجهه أهل القدس لقائد أركان المقاومة لوقف اعتداءات الاحتلال على المدينة المقدسة في مايو 2021، كما أنها نداء النابلسي للضيف من أجل دعمه لمواجهة الاحتلال، ومال للضيف سوى التلبية.

وفي هذه الرسالة معانٍ عدة، تسطرها حركة حماس وكتائبها من خلال الدعم الذي قدمته للمطارد النابلسي، خلال الفترة الماضية قبل استشهاده، فيما لا يعلم أحد حجم الدعم وشكله ومدته وآلية الوصول إليه.

وكان موقع القسام الإلكتروني بث رسالة صوتية للشهيد القائد إبراهيم النابلسي وجهها إلى قيادة القسام قبل استشهاده، توجّه خلالها بالتحية والشكر إلى قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام على ما قدموه له من دعمٍ خلال مسيرته الجهادية.

وقال النابلسي: "تحياتي لكتائب القسام في غزة وكل الضفة"، متوجهًا بالتحية للكتائب وشكرها على الدعم الذي قدمته، واختتم رسالته بالهتاف الوطني الشهير: "حط السيف قبال السيف، احنا رجال محمد ضيف".

ومن أبرز دلالات التسجيل، أن حركة حماس تدعم مشروع المقاومة الفلسطينية؛ بغض النظر عن لون المقاوم، فبعد أيام من تأكيد حركة الجهاد الإسلامي أن حماس العامود الفقري للمقاومة، جاءت رسالة النابلسي ابن حركة فتح ليكشف عن تلقيه دعما مباشرا من القسام.

وتحمل الرسالة معنى آخر، بأن حماس لا تذخر جهدًا في دعم المقاومة في كل المناطق والساحات، إذ تسعى قيادة القسام في غزة، لتقديم الدعم اللوجيستي اللازم لمطاردي الضفة، برغم الحواجز والحدود والفواصل، والقبضة الأمنية من الاحتلال وسلطة حركة فتح في مدن الضفة الغربية المحتلة.

وفي ذلك تجسيد حقيقي لتوحيد الساحات، الذي تمكنت "حماس" من إحرازه بشكل حقيقي وملموس في معركة سيف القدس العام الماضي، حينما شعر الاحتلال بالخوف على مصيره، بانطلاق شرارة الأحداث من القدس لغزة لتمتد إلى الضفة فمدن الداخل المحتل، وكل مخيمات الشتات الفلسطيني.

ويبدو واضحا مما سبق أن حماس باتت تقف سندا وظهرا لكل من أراد إطلاق رصاصة الاحتلال، في أي منطقة كانت، داخل فلسطين وخارجها، ومهما كلفت الدعم من ثمن، في ظل أن دعم المقاومة بالسلاح في الضفة يكلف الكثير من الجهود المادية والبشرية.

ومن المؤكد أن حماس لم تدعم شخصا واحدا فحسب، وإنما يقوم دعمها على مسعى لتقديم الدعم لكل من لديه النية لمواجهة اعتداءات الاحتلال واقتحاماته للضفة مهما كانت انتماء المقاوم، وهذا ما شهدناه بشكل مكثف بعد معركة سيف القدس.

وتحاول حماس من خلال دعم من هم من خارج صفوفها في الضفة الغربية، التغلب على عين الاحتلال الراصدة لكل تحركات أبناء حماس وقياداتها، وكذلك عين السلطة التي ترقب أي نشاط مهما كان شكله ونوعه وحجمه لحماس في الضفة.

ومن شأن ذلك أن يشجع العشرات من شبان الضفة ممن هم خارج حسابات الاحتلال والسلطة، أن يكونوا في مواجهة الاحتلال، بإسناد مباشر من كتائب القسام، التي لا تطلب منها عملا حزبيا، وإنما تحت مظلة مقاومة الاحتلال التي تجمع الكل الفلسطيني.

وتحاول الحركة من خلال جهودها تعويض النقص الحاصل لدى قدرات المقاومة الفلسطينية في الضفة، ونقص التمويل، في ظل ملاحقة الاحتلال والسلطة لكل منابع دعم المقاومة هناك، ومراقبة الحسابات والشركات التي يعتقد تعاونها مع حماس أو فصائل المقاومة بشكل عام.

وفي نهاية المطاف، قد نشهد المزيد من نماذج النابلسي في قادم الأيام، خصوصا في مدينتي نابلس وجنين، وبعض مناطق الضفة، في ظل استمرار دعم المقاومين من قبل حماس، مع الإشارة إلى أنه لوحظ في الأشهر القليلة الماضية، عودة ظهور مسلحي كتائب القسام في المناطق سابقة الذكر.

البث المباشر