كشفت دراسة ضخمة شملت ما يقرب من مليون شخص في 8 دول مختلفة أن هناك إصابات بالنسخة الأطول من كورونا التي تعرف بـ”كوفيد طويل الأمد”، حيث يعاني المصابون من أعراض شديدة تستمر حتى عامين كاملين بعد التعافي من الأعراض الأولية لفيروس كورونا.
ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة (ذا لانسيت) الأسبوعية الطبية أن خطر إصابة البالغين بنوبات الصرع وضباب الدماغ والخرف وحالات الصحة العقلية الأخرى لا يزال مرتفعًا بعد عامين من التعافي من الفيروس.
وأشارت الدراسة إلى أن الأطفال كانوا أكثر عرضة للإصابة بالصرع والتهاب الدماغ واضطرابات جذر الأعصاب، كما أنهم معرضون لضعف وفقدان الإحساس في الذراع أو الساق.
وأوضح الباحثون أن هناك أيضًا خطرًا ضئيلًا من معاناة بعض الحالات من اضطرابات ذهنية بينها الفصام أو التفكير الوهمي.
وقال الباحث المشارك بول هاريسون أستاذ الطب النفسي بجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة لشبكة (سي إن إن) الإخبارية “هذه نتائج مهمة، لكن لا ينبغي أن تُسبب حالة من الذعر”.
من جانبها، لفتت الباحثة البارزة في جامعة كارديف ولم تشارك في الدراسة، راشيل سومنر إلى أن الدراسة “قوية للغاية، وأجريت بشكل جيد باستخدام بيانات من عينة كبيرة وعبر دول متعددة”.
وقالت إن النتائج “مثيرة للقلق ومهمة للغاية” بسبب الانتشار المتزايد لفيروس كورونا.
آلية الدراسة
واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات المرضى من البالغين والأطفال، الذين تم نقلهم إلى المستشفيات بعد إصابة بفيروس كورونا.
وقارنت الدراسة بين الأعراض التي يعاني منها 1.25 مليون مريض بعد عامين من تشخيصهم بكورونا، وقارنتهم بمجموعة أخرى تضم العدد نفسه لكنهم مصابون بعدوى تنفسية مختلفة.
وأشارت النتائج إلى أن خطر الإصابة باضطرابات مثل ضباب الدماغ والخرف والاضطرابات الذهانية ظلت مرتفعة على مدار العامين الماضيين مقارنة بالأشخاص الذين أصيبوا بعدوى تنفسية أخرى.
وفي السياق، شددت الدراسة على أن البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا لديهم زيادة بنسبة 1.2% في خطر تشخيص إصابتهم بالخرف، بينما يعاني الأطفال من خطر مضاعف للإصابة بالصرع والنوبات وزيادة خطر الإصابة باضطراب ذهاني بمقدار 3 أضعاف في غضون عامين بعد الإصابة بكورونا.
ويذكر أن أغلب المرضي الذين شملتهم هذه الدراسة من الولايات المتحدة، لكن هناك مرضى من دول أخرى مثل أستراليا وبريطانيا وإسبانيا وبلغاريا والهند وماليزيا وتايوان.
المصدر: الجزيرة مباشر