طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

نزيف الدم المصري يتخضب بتراب غزة

الرسالة نت - كمال عليان

كانا يتألمان كلما وجدا أن ظروفهم المادية الصعبة تزيد من خناقها على رقابهم، ومساحة الفقر لا تزال تتسع، ولطالما تمنيا أن يأتي اليوم الذي يعيشان فيه حياة كريمة ، ولكنهم رحلوا قبل أن يعيشا تلك اللحظات لعلهم يعيشونها في الحياة الآخرة، "فالجنة مثوى الفقراء".

الشهيد المصري مصطفى عبد الفتاح محمد (22عاما) وصديقه الذي لم يتم التعرف على اسمه سوى من خلال وشم على جسمه باسم "مجدي" من محافظة الجيزة وسط جمهورية مصر العربية لم يتحملا صعوبة حياتهم وظلم ذوي القربى.

وفجأة وعلى حين غفلة، قررا التهرب إلى قطاع غزة ثم إلى فلسطين المحتلة عام 48 لعلهم يجدون عملا يستطيعون من خلاله تأمين قوت يوم عائلاتهم، ولكن كانت قذائف الاحتلال بالمرصاد على الحدود الشرقية لجباليا, شمال القطاع.

معاملة انسانية

وكان الاحتلال الإسرائيلي أعلن قتله لشابين اقتربا من الحدود شرق جباليا (مقابل مستوطنة مفلسيم) عندما اشتبه بتحركاتهما.

وبعد طول بحث وتحري استطاعت "الرسالة نت" أن تتكلم مع مصدر أمني أكد أن الشهيدين من محافظة الجيزة في مصر.

وأشار الى أن الاحتلال الصهيوني بعد قتله للشهيدين شرق غزة تواصل مع الصليب الأحمر وسلمهم جثث الشهيدين.

وأضاف المصدر أن الجهات المعنية واجهت صعوبة في التعرف عليهم منذ أن استشهدا، وأنه تم التعرف على جنسيتهما بعد نشر الصور عبر وسائل الإعلام المختلفة.

وكشف المصدر لـ"الرسالة نت" أن وزارة الداخلية تعاملت معهم بطريقة انسانية كبيرة، حيث كفنتهم وغسلتهم وجهزتهم للدفن، مؤكدا أن السلطات المصرية رفضت استلام جثث الشهيدين لأسباب غير معروفة.

 وأوضح المصدر الأمني أن أهالي الشهداء المصريين لا يعلمون إلى الآن بمصير أبنائهم، مبينا أنهم عرضوا الجثث على الطب الشرعي والنائب العام ثم دفنوهم في توابيت خشبية في المقبرة الغربية في مدنية رفح جنوب القطاع.

وبعد أن اختلطت دماء الشهيدين المصريين مع الدماء الفلسطينية التي روت أرض غزة، فلا يوجد الآن  مجالاً للتفرقة، ولم يعد بإمكان السياسة بأن تلعب لعبتها بين أخوة تلاقت أشلاؤهم في مقابر واحدة..

 

 

البث المباشر