قائمة الموقع

مراقبون: عدوان غزة عزز صمود الفلسطينيين

2011-01-09T11:22:00+02:00

غزة - يحيى عز الدين - الرسالة نت

أجمع عدد من الاعلاميين والاكاديميين في قطاع غزة على أن الحرب الصهيونية  الأخيرة على قطاع غزة اسهمت بشكل كبير في دعم صمود الشعب الفلسطيني وزيادة عوامل الثبات والتماسك الاجتماعي بين المواطنين في القطاع المحاصر طيلة 22 يوماً من القصف والدمار.

جاء ذلك خلال ندوة اعلامية نظمتها الكتلة الاسلامية الاطار الطلابي لحركة "حماس" صباح الأحد في فندق الكومودور بغزة بعنوان "الحرب الصهيونية على غزة وأثرها على الطلبة والمسيرة التعليمية" بحضور عدد من الأكاديميين والمهتمين والاعلاميين وكوادر الكتلة الاسلامية.

وأكد الدكتور زياد ثابت وكيل وزارة التربية والتعليم العالي بغزة أن الحرب الصهيونية الأخيرة زادت الاصرار والعزيمة لدى المعلمين والعاملين في السلك التعليمي، مشيرا الى انها ولدت اصرارا  كبيراً لدى الوزارة لاستئناف الدراسة بشكل سريع بعد اسبوع من انتهاء العدوان.

واستعرض ثابت ما أتت عليه الحرب المدمرة على قطاع غزة وخاصة القطاع التعليمي وما لحقه من دمار كبير.

اصرار كبير

وقال ثابت :"رغم الآثار السلبية الكثيرة للحرب على غزة واصلت الوزارة العمل وأدخلت برامج تطويرية اصبحت واضحة، واعدت غرفة طوارئ من أجل مواجهة امكانية شن الاحتلال اي حرب جديدة ".وأشار إلى توفير الوزارة وبدعم من المؤسسات الدولية مبلغ 200 الف دولار لمعالجة الدمار الذي حل بمدرستي تونس وبيسان نتيجة القصف صهيوني الذي تعرضتا له خلال العدوان .

وأضاف :"اعتمدت الوزارة العمل نظام الفترتين مسائي وصباحي لتخطي عقبة الكثافة "37.4" طالب للفصل الدراسي الواحد".

وبين ثابت أن نسبة شهداء الحرب  من الطلاب بلغت 20 %، مستطرداً :"تغلبت الوزارة على مختلف الظروف الصعبة التي تمخضت عن الحرب، واعتمدت برنامج للطلبة المتفوقين بعد الحرب مباشرة حيث بدأت الخطوة الأولى بتخصيص 50 طالباً وطالبةً من الصف العاشر لتلقي التعليم الجامعي".

وأشار ثابت إلى أن الحرب الصهيونية دمرت مدارس جديدة وأسفرت عن تضرر العديد من المدارس والغرف الصفية والأثاث المدرسي.

وتابع وكيل وزارة التعليم بغزة :"بعد انتهاء الحرب بأسبوع تواصلنا مع المؤسسات الدولية لوضع برنامج لتخفيف آثار الحرب من خلال برامج الدعم المقدمة"، مؤكداً نجاح وزارته في اعادة اعمار وبناء المدارس المدمرة دماراً كاملاً وشاملاً.

من جهته، أكد الدكتور درداح الشاعر استاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة الأقصى بغزة ان الحرب خلفت أمراضاً كثيرة لدى الأطفال وطلبة غزة، مبيناً أن النشاط العقلي لأطفال غزة تأثر بشكل كبير نتيجة القصف والمشاهد المؤلمة التي شاهدها الطلاب.

ولفت الخبير النفسي إلى افتقاد الطلاب الغزيين للطريق الممهد للتحصيل الجيد، قائلاً :"لم يعد في وسع الذاكرة أن تسعف الطالب على تذكر المواد الدراسية لازدحامها بالمشاهد المأساوية خلال الحرب".

ونوه الشاعر إلى أن التحصيل مرتبط بالتعلم، مستعرضاً الانخفاض الواضح في مستوى الدافعية، مضيفاً :"يسأل الطلاب عن مبررات تلك الحرب التي افقدتهم القدرة على التفكير المنطقي وقللت مستوى الدافعية على التعلم والتركيز خلال الدراسة".

ثبات ومثابرة

وأشار إلى أن الحرب تجربة حرة لكل الشعوب الحرة، موضحاً أنها تريد ابراز ما بداخل الشعوب من ثبات ومثابرة وصمود ظهر خلال العدوان الغاشم.

وشدد الشاعر على أن الحرب ابقت الشعب الفلسطيني حراً، مضيفاً "هذه من افضل الايجابيات للعدوان الصهيوني لأن شعبنا تمساك وظهرت صور التكافل والمساندة الاجتماعية لديه رغم اجواء القصف والدمار والمجازر".

وأشاد بالدور الاعلامي الكبير الذي بذلنه الفضائيات ووسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية في فضح جرائم الاحتلال، منوها أن الدور الاعلامي المميز خلال الحرب عرى الاحتلال وكشف ادوات التجميل التي انطلت على وجهه طيلة خمسين عاماً سابقة.

ووصف الشاعر الحرب الصهيونية على غزة شتاء العام 2008 بـ"الغير اخلاقية"، وقال "اسرائيل قتلت خلال عدوانها البشر اطفالاً ونساءً وشيوخاً ودمرت الحجر والشجر".

ونبه أستاذ علم النفس الاجتماعي إلى أن الخوف حالة انسانية خطرة تحول حالات الانسان من السعادة للقلق والتوتر والتأزم، مؤكداً أن الحرب شكلت درجة عالية وكبيرة من الخوف لدى الانسان الفلسطيني وخاصة على مستوى الأطفال والطلبة.

وكشف الشاعر ظهور أمراض وصفها بـ"السيكيولوجية"، مشيراً إلى ظهور عدة أمراض نفسية وصحية لدى أطفال قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وما زالت تظهر مزيد من تلك الأمراض في الذكرى السنوية الثانية للعدوان الصهيوني.

وتابع:" الطالب صار منشغلاً بالمصائب ورؤية الأشلاء والدماء، ولم يعد قادراً على التفكير والإبداع.

ومضى الشاعر يقول :" العدوان الأخير على غزة لاأخلاقي وأرهق التربويين النفسيين في ايجاد علاج لآثاره النفسية".

لا أخلاقية

من ناحيته، أوضح خليل ابو شمالة مدير مركز الضمير لحقوق الانسان أن الاعلام ساهم بشكل واضح وكبير في توثيق الجرائم التي ارتكبها جنود وقادة الاحتلال خلال العدوان، مضيفاً "منظمات حقوق الانسان هي الأخرى أدت الدور المنوط بها في محاولة التصدي للرواية الاسرائيلية الخادعة والكاذبة التي هدفت لتبرير العدوان بمصطلحات الدفاع عن أمن سكانها".

ولفت أبو شمالة إلى أن تقرير غولدستون لم يتمكن من توثيق جرائم الحرب كاملة على قطاع غزة بسبب الفترة القصيرة التي قضاها في عمله، لافتاً إلى أن مؤسسات حقوق الانسان بإمداد لجنة غولدستون بحقائق كثيرة عن العدوان.

وثمن أبو شمالة الدور الحقوقي الكبير الذي عمل كدليل بالغ ضد الاحتلال، وأوصى بأن يكون هناك تقرير فلسطيني موحد يحقق حق شعبنا وحمايته ومقاومته.

من جانب آخر، قال عماد الافرنجي رئيس منتدى الاعلاميين الفلسطينيين إن الاحتلال منع الصحفيين الاجانب من دخول غزة، مستدركاً:" كان هذا العامل الأكبر الذي دفع بالصحفيين الفلسطينيين بتحمل المسؤولية الكبرى في فضح ممارسات الاحتلال خلال عدوانه".

ونوه إلى أن الصحفيون فهموا الرسالة والمهمة وعملوا بطريقتهم بدون تهويل، مضيفاً :"الحدث برمته كان أكبر من الفظاعة والوحشية".

وأضاف :"لو توقفت الصورة للحظات عن غزة كان يمكن ان تستمر الجريمة، فالجميع عمل بكل قوة كي لا يتوقف الخبر والصورة"، موضحاً أن الاعلام الفلسطيني عمل على حماية ظهر المقاومة من خلال العمل بمهنية ومصداقية واستمداد الثبات والعزيمة.

اخبار ذات صلة