مثّلت هبة باب العامود التي تمر ذكراها الثانية، أهمية كبيرة في صمود المقدسيين ومنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته في القدس والمسجد الأقصى.
واكتسبت هبة باب العامود وانتصار المقدسيين في إزالة الحواجز رمزية كبيرة، حيث كانت بداية للانتصار الكبير الذي مثلته المقاومة في معركة "سيف القدس" وقدرتها على توحيد الساحات ضد مخططات الاحتلال التهويدية.
انتصار مهم
بدوره، أكد حسن خاطر، مدير مركز القدس العالمي أن المقدسيين يخوضون سلسلة من الجولات مع الاحتلال من هبات وانتفاضات منذ سنوات طويلة.
وقال خاطر في حديث لـ (الرسالة نت) إن انتصار هبة باب العامود قبل عامين كان من أهم هذه الانتصارات، "فباب العامود هو عنوان القدس والبلدة القديمة".
وأضاف: "في حال نجح الاحتلال وقتها في فرض ما يريده على باب العامود لكانت السيطرة أسهل على القدس ولكسر هيمنة المقدسيين".
ولفت إلى أن رمزية هبة باب العامود أكبر وأبعد من المساحة الجغرافية التي استهدفتها أو الحواجز التي كسرها المقدسيون والمدافعون عن الأقصى.
وأشار خاطر إلى أن هذه الهبة شكّلت عاملا راسخا في صمود المقدسيين في الكثير من الجولات والتحديات ضد الاحتلال.
وختم حديثه: "جاءت معركة سيف القدس بعدها بأقل من شهر لتؤكد نجاح هذه الهبة والتي أكدت انتصار المقدسيين والفلسطينيين وزادت من الوعي الجمعي لأهمية المدينة المقدسة".
ووقتها اعتقدت سلطات الاحتلال أن بإمكانها استغلال الإنهاك الاقتصادي والشلل الاجتماعي الذي مرت به البلدة القديمة، خلال فترة جائحة كورونا، للسيطرة على باب العامود وفرض أمر واقع يحوله إلى حالة دائمة.
ويمثل باب العامود بؤرة الحياة النضالية والسياسية في القدس، فتاريخيا وواقعيا، كل لباب العامود خصوصية عدا عن أنه الباب الرئيسي، فهو نابض بالحياة حتى ساعات متأخرة من الليل.
ففي الوقت الذي تعاني فيه البلدة القديمة من ضعف الحركة في ساعات المساء نتيجة الحصار الذي تعرضت له والتدمير لاقتصادها، حافظ باب العامود ومنطقة المصرارة على تواجد نشط وحيوي للفلسطينيين.
الدكتور جمال عمرو، المختص في الشأن المقدسي، أكد على أهمية انتصار المقدسيين في هبة باب العامود والتي أفشلت سلسلة مخططات الاحتلال في السيطرة على المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
وقال عمرو في حديث لـ "الرسالة نت" إن ما يحدث اليوم في مصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى مشابه تماما لما كان يخطط له الاحتلال في منطقة باب العامود قبل عامين.
وأكد أن الهبة الشعبية والتفاف المقدسيين حول مسجدهم بدعم من المقاومة الفلسطينية في جميع الجبهات، سيمنع تمرير مخططات تقسيم الأقصى.
ودعا لضرورة الانتباه جيدا لمخططات الاحتلال، مشيرا إلى أن الاحتلال يعمل على إعادة تفعيل الكثير من مخططاته التي فشل فيها سابقا.